أعلن الدفاع المدني في غزة السبت 24 أغسطس/آب 2024 أن عمليات وغارات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع قلصت ما يعرف بالمناطق الإنسانية الآمنة من 230 كيلومترا مربعا إلى 35 كيلومترا مربعا فقط، ما يعادل 9.5 بالمئة فقط من إجمالي مساحته، في حين أكدت الأمم المتحدة أنه لا يوجد مكان آمن بالقطاع حاليا.
الدفاع المدني أوضح في بيان أنه منذ بداية الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي دَفَعَ مئات آلاف المدنيين في شمال القطاع للنزوح إلى المناطق الجنوبية بمساحة تقدر بنحو 63 في المئة من القطاع ومن ضمنها أراضٍ زراعية ومرافق اقتصادية وخدماتية تصل مساحتها إلى 120 كلم مربعا.
“لا مكان آمن بالقطاع”
في السياق، أكدت الأمم المتحدة أن 90 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة شَردتهم الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت وكالة أسوشسيتد برس عن الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 84 بالمئة من مساحة قطاع غزة أصبحت ضمن منطقة الإخلاء الإسرائيلية، مؤكدة أنه لا مكان آمنا في القطاع حاليا.
وأكدت أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تَحشُرُ الفلسطينيين في منطقة إنسانية محدودة يشح فيها الغذاء والمياه.
ومطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023، عند اجتياح محافظة خان يونس (جنوب) “قلص الاحتلال الإسرائيلي تلك المناطق إلى 140 كلم مربعا بنسبة 38.3 بالمئة من إجمالي مساحة القطاع، تشمل مساحات زراعية ومرافق اقتصادية وتجارية وخدماتية”، وفق البيان.
ولاحقا، وبالتحديد في مايو/ أيار 2024، وعند اجتياح محافظة رفح (جنوب) “قلص الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الإنسانية إلى 79 كلم مربعا بنسبة 20 بالمئة من مساحة القطاع، وبقيت أيضا تشمل أراضي زراعية ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية”.
ومنتصف يونيو/ حزيران الماضي، زاد الجيش الإسرائيلي تقليص “المنطقة الإنسانية” لتصل إلى “60 كلم مربعا بنسبة 16.4 بالمئة من إجمالي مساحة القطاع، تشمل طرقات وشوارع وأراضٍ زراعية ومقابر وغيرها من الأراضي التي لا يمكن أن تكون مناطق إيواء آمنة”.
ومنتصف يوليو/ تموز الماضي، استمر تقليص مساحة تلك المناطق لتصل إلى “48 كلم مربعا بنسبة 13.15 بالمئة من إجمالي مساحة قطاع غزة، وتتضمن أيضا مساحات ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية”، بحسب الدفاع المدني.
ومؤخرا، خلال أغسطس/ آب الجاري، قلص الجيش الإسرائيلي “المناطق الإنسانية الآمنة” إلى “35 كلم مربعا بما يعادل 9.5 بالمئة من إجمالي مساحة القطاع، شملت تقريبا 3.5 بالمئة مساحات زراعية وخدماتية وتجارية”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خَلَّفَت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.