أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” أن القوات الأميركية نفذت ضربة دقيقة في سوريا الجمعة 23 أغسطس/آب 2024، مما أسفر عن مقتل أبو عبد الرحمن المكي، وهو زعيم بارز في تنظيم “حراس الدين” المرتبط بتنظيم القاعدة.
وبحسب بيان القيادة فإن المكي كان مسؤولاً عن “الإشراف على العمليات الإرهابية” من سوريا، وأن الضربة استهدفته أثناء قيادته دراجته النارية في ريف إدلب الجنوبي.
البيان أضاف أن تنظيم “حراس الدين” يتشارك مع تنظيم القاعدة في طموحاته العالمية لشن هجمات ضد المصالح الأمريكية والغربية.
U.S. Central Command Forces Killed Hurras al-Din Senior Leader
Earlier today, U.S. Central Command Forces killed Hurras al-Din senior leader Abu-’Abd al-Rahman al-Makki in a targeted kinetic strike in Syria. Abu-’Abd al-Rahman al-Makki was a Hurras al-Din Shura Council member…
pic.twitter.com/eIxqqU1vFq— U.S. Central Command (@CENTCOM)
August 23, 2024
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، منظمة غير حكومية مقرها بريطانيا لمتابعة النزاع في سوريا، إن المكي، الذي يُعتقد أنه سعودي الجنسية، قُتل إثر استهدافه بضربة جوية نفذتها طائرة مسيّرة يُرجح أنها تابعة للتحالف الدولي.
المرصد أكد أن الضربة وقعت في منطقة ريف إدلب الجنوبي، التي تسيطر عليها جماعات وفصائل مسلحة، من بينها “حراس الدين”.
وفي وقت سابق، ذكر المرصد، أن “هيئة تحرير الشام شنت حملة اعتقالات خلال السنوات الماضية، استهدفت 40 قيادياً جهادياً وشرعياً، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، معظمهم من تنظيم حراس الدين المتهم بولائه لتنظيم القاعدة، وعُرف من القياديين والشرعيين الذين اعتقلوا: أبو عبد الرحمن المكي بالإضافة إلى عشرات يعملون ضمن ما تُسمى الكتائب المستقلة وغيرها من التنظيمات الجهادية، فضلاً عن اعتقال ما يزيد عن 250 عنصراً جهادياً من تلك التشكيلات”.
المرصد أضاف، أن “الهيئة طلبت من شرعيين وجهاديين من جنسيات غير سورية موجودين ضمن مناطق سيطرتها، مغادرة الأراضي السورية في حال أتيحت لهم الفرصة لذلك”.
ويُتهم “حراس الدين” بولائه للقاعدة، على الرغم من عدم الإعلان الرسمي عن الأمر، إلا أنه في مطلع عام 2018، أصدرت القاعدة بياناً أكدت فيه انتشار عناصرها في سوريا، لأول مرة بعد فك ارتباط “جبهة النصرة”.
ويضم حراس الدين كلا من مجموعات “جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابول، جند الشريعة”، ”جند الأقصى”، إضافة إلى عدد من الفصائل الصغيرة التي تُتهم بعلاقتها مع “القاعدة”.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 900 جندي في سوريا ضمن التحالف الدولي الذي تم تشكيله عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة.
ورغم أن التنظيم خسر سيطرته على الأراضي التي كان يحتلها في كل من سوريا والعراق، فإن فلوله ما زالت نشطة في المنطقة، خاصة في مناطق البادية السورية. كما أن الجماعات المسلحة الأخرى مثل “حراس الدين” لا تزال تشكل تهديداً مستمراً.
وتنفذ القوات الأميركية ضربات دورية في سوريا تستهدف مسلحي تنظيم الدولة وكذلك الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة. وتهدف هذه الضربات، وفق التحالف، إلى تحييد التهديدات المستمرة التي تشكلها هذه الجماعات على الأمن الإقليمي والدولي، خاصة ضد الأهداف والمصالح الأميركية والغربية في المنطقة.
وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار في سوريا ومنع عودة التنظيمات الإرهابية إلى استجماع قوتها وتهديدها للأمن الدولي.
وتواجه العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا تحديات كبيرة، بما في ذلك الطبيعة المعقدة للأطراف المتحاربة والوضع الإنساني الصعب في المناطق المتنازع عليها.