مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يشعرُ الكثيرون منا بالخمول والتعب، حيث تؤثر الحرارة العالية بشكل مباشر على نشاط الجسم والدورة الدموية في الجسم.
لذلك، يصبح من الضروري تنشيط الدورة الدموية خلال هذا الفصل للحفاظ على الصحة والنشاط. يمكن تحقيق ذلك من خلال بعض العادات الصحية مثل شرب كميات كافية من الماء، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول الأطعمة التي تعزز تدفق الدم، ما يساعد في مواجهة تأثيرات الحرارة وضمان وصول الأكسجين والمغذيات إلى جميع أجزاء الجسم بكفاءة.
فما هي علامات ضعف الدورة الدموية؟ وكيف يمكننا تحسين تدفقها في الجسم لتجاوز الشعور بالتعب والإرهاق؟
ما هي أعراض ضعف الدورة الدموية؟
يعمل القلب على ضخ الدم الغني بالعناصر الغذائية والأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، ما يساهم في الحفاظ على صحتنا وحيويتنا. ومع ذلك، قد تتعرض الدورة الدموية لخلل نتيجةً لعدة عوامل، مثل حالات تجلط الأوردة العميقة (DVT) ومرض الشرايين الطرفية (PAD)، أو نتيجة زيادة الوزن والتقدم في العمر. عندما لا تؤدي الدورة الدموية وظائفها بشكل صحيح، قد لا تصل العناصر الغذائية اللازمة إلى بعض أجزاء الجسم.
وبحسب موقع web md تتضمن العلامات المحتملة لضعف الدورة الدموية ما يلي:
-
ظهور الدوالي
تظهر الدوالي عندما تتضخم الأوردة نتيجة تراكم الدم فيها بسبب عدم كفاءة الصمامات التي تتحكم في تدفق الدم. تكون هذه الأوردة البارزة ذات لون أزرق مائل إلى الأرجواني وتظهر عادة على الساقين.
يمكن أن تتفاقم هذه الحالة بسبب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة. وعلى الرغم من أن الدوالي ليست خطيرةً في العادة، إلا أن الأعراض المصاحبة قد تشمل الألم، وثقل الساقين، والتورم، وجفاف الجلد، والشد، والحكة، والتهيج، وتشنجات العضلات.
-
تشنجات العضلات
غالباً ما تحدث هذه التشنجات في الساقين، وتزداد شدتها عند المشي نتيجة عدم قدرة الجسم على توفير كمية كافية من الدم المؤكسج للعضلات. عادةً ما تشعر بالتشنجات في ربلة الساق، لكن قد تظهر أيضًا في الفخذ أو الأرداف.
-
التورم
قد يؤدي ضعف الدورة الدموية إلى تكوّن جلطات دموية، ما يتسبب في تراكم الدم خلف الجلطة التي تسد أحد الأوعية، حتى لو كان الانسداد جزئياً. يحدث ذلك غالباً في الجزء السفلي من الساق، وقد يكون علامة على الإصابة بجلطة وريدية عميقة، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا في الذراعين أو البطن. حتى بعد زوال الجلطة، يستمر ثلث إلى نصف الأشخاص في الشعور بالتورم وأحيانًا بالألم نتيجة تلف الأوعية الدموية.
-
القروح
عند نقص تدفق الدم بشكل كافٍ، يمكن أن تظهر تقرحات أو قروح على الجلد. عادة ما تستغرق هذه القروح وقتاً طويلاً للشفاء وقد تصاب بالعدوى.
-
الوذمة
الوذمة هي تجمع السوائل في الجسم، وغالباً ما يحدث ذلك في الذراعين والساقين. قد يبدو الطرف المصاب منتفخاً ويشعر بالشد ويصبح من الصعب تحريكه. في حين أن الوذمة نفسها ليست عادةً مشكلةً خطيرةً، يمكن أن تساعد مدرات البول أو حبوب الماء في تخفيفها إذا لم تختفِ من تلقاء نفسها.
-
خدر ووخز
هذه الأعراض شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الدورة الدموية، خاصة في اليدين والقدمين. و هي ظاهرة تُعرف باسم “رينود” تسبب نوبات تقلل من تدفق الدم إلى هذه المناطق، ما يؤدي إلى خدرها، وعندما يعود الدم مجدداً، قد تشعر بتنميل في تلك المناطق.
-
برودة اليدين والقدمين
قد تلاحظ أن يديك وقدميك باردتان عند اللمس مقارنة بدرجة حرارة جسمك الأساسية، خاصة في الأصابع، قد تكون هذه إشارة على ضعف الدورة الدموية.
كما قد يبدو جلد اليدين والقدمين متبقعاً بألوان مختلفة لدى الأشخاص الذين يعانون من ظاهرة رينود أو حالات مشابهة، حيث يمكن أن يكون الجلد شاحباً أو مزرقاً أو حتى محمراً.
كيف يمكننا تحسين الدورة الدموية؟
يساعدنا تحسين الدورة الدموية على تعزيز الصحة العامة، ما يساهم في زيادة الطاقة، وتحسين الوظائف الحيوية للأعضاء، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، فكيف يمكننا القيام بذلك؟
-
الحفاظ على وزن معتدل
الحفاظ على وزن معتدل يساعد في تعزيز الدورة الدموية الجيدة، إذ يمكن أن يؤثر الوزن الزائد سلباً على الدورة الدموية.
فعلى الرغم من أن الجسم يحتاج إلى نسبة معينة من الدهون للحفاظ على الصحة، إلا أن الإفراط في الدهون قد يؤدي إلى تراكمها في الشرايين. فقد تعيق الدهون الحشوية، التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية الجسم عن استخدام الأنسولين بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تلف الشرايين.
-
زيادة النشاط البدني
تلعبُ التمارين القلبية الوعائية المنتظمة، مثل الركض دوراً مهماً في دعم صحة الدورة الدموية وتحسين تدفق الدم.
تشيرُ دراسة نُشرت عام 2018 إلى أن التمارين القلبية الوعائية المنتظمة ترتبط بتحسين الأداء القلبي الوعائي وخفض ضغط الدم، ويرجع ذلك إلى أن هذا النوع من التمارين يعزز قدرة الجسم على امتصاص الأكسجين واستخدامه بفعالية. كما أنها تزيد من قدرة الأوعية الدموية على التمدد، ما يساعدها على العمل بكفاءة أكبر، ويسهل وصول الأكسجين إلى العضلات.
-
ممارسة اليوجا
اليوجا هي نوع من التمارين منخفضة التأثير التي يمكن تعديلها بسهولة لتناسب المبتدئين. تتضمن اليوجا حركات مثل الانحناء، التمدد، والالتواء، وهذه الحركات تساعد في ضغط وتخفيف ضغط الأوردة، ما يحسن الدورة الدموية، كما تسهم أوضاع اليوجا في تعزيز المرونة والتوازن وصحة القلب.
-
تناول الأسماك الزيتية
تعمل أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك الزيتية على تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية والدماغ، ما يسهم في تحسين الدورة الدموية.
وتشمل الأسماك الزيتية:
- السلمون
- الماكريل
- السردين
- التونة
أما الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا، فيمكنهم اختيار الكرنب المجعد، الذي يحتوي على كمية صغيرة من أحماض أوميجا 3 الدهنية. كما يمكنهم اللجوء إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية إذا كانوا لا يتناولون الأسماك.
-
تناول الشاي
تُعزز مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي من صحة القلب والأوعية الدموية وقد تساهم في تحسين الدورة الدموية، وينطبق هذا على الشاي الأسود والشاي الأخضر.
أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن الشاي الأسود يحسن صحة الأوعية الدموية، ما يساعد في تعزيز الدورة الدموية. بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2021 أن استهلاك الشاي الأخضر مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية.
-
حافظ على توازن مستويات الحديد
الحديد هو معدن أساسي لصحة الجهاز الدوري، حيث يحتاج الجسم إليه لتصنيع الهيموجلوبين، و هو المكون الرئيسي لخلايا الدم الحمراء المسؤول عن نقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم.
تناول الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الحمراء أو السبانخ، يساعد الجسم في الحصول على ما يكفي من هذا المعدن الضروري. ومع ذلك، من المهم الحفاظ على توازن صحي، حيث أن زيادة مستويات الحديد يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
أظهرت دراسة أجريت عام 2016 أن نقص الحديد قد يؤدي إلى تكوين كريات دم حمراء محدودة بالحديد، ما يسبب فقر الدم. في المقابل، زيادة الحديد قد تؤدي إلى تراكمه في الأنسجة، ما يسبب مشاكل صحية أخرى.
-
ارتدِ جوارب ضاغطة
تضغط الجوارب الضاغطة على ربلة الساق وأسفل الساقين، ما يساعد في دفع الدم لأعلى، ويعزز التدفق المستمر للدم في جميع أنحاء الجهاز الدوري. قد يوصي بها أخصائي الرعاية الصحية لعلاج حالات مثل الدوالي أو الوذمة اللمفية، كما أنها قد تحسن الدورة الدموية.
-
الإقلاع عن التدخين
التدخين له تأثيرات سلبية كبيرة على الدورة الدموية وصحة الأوعية الدموية. بالتالي، التوقف عن التدخين يمكن أن يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
-
التدليك
وجدت دراسات أجريت عام 2020 أن بعض أنواع التدليك يمكن أن تساهم في تحسين الدورة الدموية في الجسم. أحد أنواع التدليك التي ثبت فعاليتها في تحسين الدورة الدموية هو التدليك الخفيف. وغالباً ما يكون التدليك الخفيف جزءًا من بداية علاج التدليك، ويتضمن حركات طويلة ومتقطعة تتم باستخدام الأصابع أو اليد المسطحة.