كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الجمعة 23 أغسطس/آب 2024، أن مصر رفضت طلباً إسرائيلياً بإنشاء ثمانية أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، في حين اقترحت الولايات المتحدة إنشاء برجين فقط، وهو ما قوبل بالرفض أيضاً.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرفض المصري كان بحجة أن أي عدد من الأبراج سيمنح الجيش الإسرائيلي وجوداً دائماً بالمنطقة.
يأتي ذلك بينما لم تسفر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة عن أي اختراق حتى الآن في ظل تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسيطرة على محور فيلادلفيا.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريين قولهم إن القاهرة رفضت هذا الطلب لأنه يشكل انتهاكاً لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وأضاف المسؤولون أن مصر لا تريد أن ينظر إليها باعتبارها متواطئة في احتلال إسرائيل لقطاع غزة.
وتسعى مصر أيضاً إلى الحصول على ضمانات أمريكية بأنه حتى لو غادرت إسرائيل المحور في المرحلة الأولى من المراحل الثلاث المفترضة لاتفاق وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لن تعود في المراحل اللاحقة إذا تعثر الاتفاق.
وقالت وول ستريت جورنال إن “هذا الطريق المسدود يهدد بقطيعة بين شريكين للولايات المتحدة ويعمق من تعقيدات اتفاق وقف إطلاق النار”.
ففي الوقت الذي كانت فيه مصر وسيطاً بين إسرائيل وحماس لوقف القتال في غزة، فقد بات يتعين الآن على إسرائيل ومصر أولاً تسوية خلافاتهما الخاصة لكي تنجح هذه المحادثات.
وتحاول الولايات المتحدة التوصل إلى حل وسط بشأن حجم القوة الإسرائيلية التي سيتم نشرها على طول الحدود في الوقت الذي تواصل فيه مصر رفضها لأي وجود إسرائيلي بالمنطقة.
والتقى منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك في القاهرة يوم الخميس مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل لمحاولة إيجاد طريق للمضي قدماً في المحادثات.
وانضم مسؤولون إسرائيليون إلى ماكجورك لإجراء مزيد من المحادثات مع كامل مساء الخميس. ومن المتوقع أن يصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى القاهرة الجمعة.
وقال يسرائيل زيف، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد ترأس فرقة غزة الإسرائيلية، والذي أطلعه مسؤولون حاليون على تفاصيل الحرب: “هناك أزمة انعدام ثقة بين إسرائيل ومصر”، وفقاً لما نقلته وول ستريت جورنال.
وأضاف زيف أن المأزق الحالي بين مصر وإسرائيل هو نتيجة للتوتر المتزايد بين البلدين والذي بدأ بعد اجتياح إسرائيل لرفح في مايو/آيار الماضي.
وقال مسؤولون مصريون إن وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة على طول الحدود ينتهك شروط معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، والتي تحد من عدد القوات التي يمكن لأي من البلدين نشرها بالقرب من الحدود. وتحظر المعاهدة على إسرائيل نشر الدبابات والمدفعية والأسلحة المضادة للطائرات في محور فيلادلفيا.