نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) غيرت من أساليبها القتالية وباتت تعتمد على أساليب الكر والفر لإحباط محاولات إسرائيل للسيطرة على قطاع غزة.
ووفقاً لثلاثة مسؤولين أمريكيين كبار ومطلعين على تطورات ساحة المعركة فقد تراجع عدد مقاتلي الحركة إلى ما بين 9 آلاف إلى 12 ألفاً، في انخفاض عن تقديرات أمريكية قبل الصراع بأن العدد يتراوح بين 20 ألفاً و25 ألفاً. وفي المقابل تقول إسرائيل إنها خسرت نحو 300 جندي في حرب غزة.
تكتيكات حماس
وقال أحد المسؤولين إن مقاتلي حماس يتجنبون الآن إلى حد كبير الدخول في مناوشات تستمر لفترات مع توغل القوات الإسرائيلية أكثر وأكثر في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع، ويعتمدون بدلاً من ذلك على نصب الكمائن واستخدام القنابل بدائية الصنع لضرب أهداف غالباً ما تكون خلف خطوط العدو.
وقال العديد من سكان غزة، بمن فيهم وسام إبراهيم، إنهم لاحظوا أيضاً تغيراً في الأساليب القتالية.
وقال إبراهيم لرويترز عبر الهاتف: “في الأشهر السابقة كان مقاتلو حماس يعترضون القوات الإسرائيلية ويشتبكون معها ويطلقون النار عليها بمجرد توغلها في مناطقهم… لكن الآن هناك تحول ملحوظ في أسلوب عملياتهم، فهم ينتظرون انتشارهم ثم يشرعون في نصب الكمائن وشن الهجمات”.
وقال المسؤولون الأمريكيون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم نظراً لحساسية الأمر، إن مثل هذه الأساليب يمكن أن تساعد حماس على مواصلة القتال لأشهر، بدعم من الأسلحة المهربة إلى غزة عبر الأنفاق وغيرها من الأسلحة التي يتم إعادة استخدامها من الذخائر غير المنفجرة أو التي تم الاستيلاء عليها من القوات الإسرائيلية.
ويتطابق الحديث عن هذا الإطار الزمني المطول مع ما صدر الأسبوع الماضي عن مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الحرب قد تستمر حتى نهاية عام 2024 على الأقل. ولم يرد متحدث باسم حماس على طلبات التعليق على استراتيجيتها في ساحة المعركة.
الاحتلال يقر بعدم تمكنه من القضاء على حماس
من جهته، قال بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لرويترز إن الجيش ما زال بعيداً إلى حد ما عن القضاء على حماس، مضيفاً أن الحركة فقدت نحو نصف قواتها المقاتلة.
وقال ليرنر إن الجيش يتكيف مع التغير في أساليب الحركة، وأقر بأن إسرائيل لا يمكنها القضاء على كل مقاتلي حماس ولا تدمير كل أنفاقها.
كما أضاف: “لا يوجد هدف على الإطلاق لقتل كل وجميع الإرهابيين على الأرض. فهذا ليس هدفاً واقعياً… ولكن تدمير حماس كسلطة حاكمة هدف عسكري قابل للتحقيق وسهل المنال”.
الضيف والسنوار
وفي السياق ذاته، يتعرض نتنياهو وحكومته لضغوط من واشنطن للموافقة على مقترح لوقف إطلاق النار، في مسعى لإنهاء الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأدت إلى تدمير مساحات شاسعة من قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 36 ألف فلسطيني. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص يواجهون مستويات “كارثية” من الجوع.
بحسب معلومات إسرائيلية أمريكية يتحصن في رفح ما بين 7 آلاف إلى 8 آلاف من عناصر حركة حماس، والمدينة هي آخر معقل للحركة. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن قادة حماس يحيى السنوار وشقيقه محمد ومحمد الضيف، الرجل الثاني بعد السنوار، على قيد الحياة، ويُعتقد أنهم يختبئون في أنفاق تحت الأرض.
إلى ذلك، قال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن الحركة أظهرت قدرة على الانسحاب بسرعة بعد الهجمات والاختباء وإعادة التجمع والظهور مرة أخرى في مناطق اعتقدت إسرائيل أنها خالية من عناصر حماس. واتفق ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على أن إسرائيل أمامها معركة طويلة للتغلب على الحركة. وأضاف: “لا يوجد حل سريع بعد 17 عاماً تمكنوا خلالها من بناء قدراتهم”.
وأنشأت حركة حماس على مدى سنوات مدينة من الأنفاق تحت الأرض بطول 500 كيلومتر. ويعادل طول شبكة الأنفاق، التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي وصف مترو غزة، نحو نصف طول شبكة مترو أنفاق نيويورك. والشبكة مجهزة بإمدادات المياه والكهرباء والتهوية، وتؤوي قادة حماس كما تضم مراكز القيادة والتحكم ومخازن الأسلحة والذخيرة.