عندما ترى صورة لحيوان لطيف بشكل كبير، هل تشعر أحيانًا بقدر هائل من المشاعر، وتجد أن كل ما يمكنك فعله هو صرير أسنانك أو شد قبضتيك؟ هل تشعر كذلك برغبة في الضغط على شيء ما حولك، أو حتى على هذا الحيوان نفسه، حتى لو لم يكن لديك أي نية للتسبب في أي ضرر له؟
لا تقلق من تصرفك الغريب هذا، لأن ما تمر به أمر طبيعي تمامًا، و يُطلق عليه العدوانية اللطيفة أو العنف اللطيف، وباللغة الإنجليزية “cute aggression”.
ما هو تعريف العنف اللطيف؟
العنف اللطيف هو نوع من “التعبير ثنائي الشكل”، يحدث هذا عندما لا تتطابق أفعالك أو تعبيراتك الخارجية مع ما تشعر به في الداخل.
مثال آخر على التعبير ثنائي الشكل هو عندما تكون سعيدًا جدا، ولا تجد طريقة مناسبة للتعبير عن هذه المشاعر إلا من خلال البكاء وذرف الدموع بغزارة من شدة الفرح.
إذ في حال التقط شخص ما صورة لك في تلك اللحظة وأظهرها لشخص آخر دون أي سياق أو شرح سبب بكائك، فالشيء الوحيد الذي سيفكر فيه هو أنك حزين أو تعيش شيئًا سيئًا في الوقت الراهن.
تعبيرات الوجه تشرح السياق
تلعب تعبيرات الوجه دورًا كبيرًا في مساعدتنا على التواصل مع الآخرين، فهي توضح للآخرين كيف نشعر وكيف قد نتصرف بعد ذلك.
إذ على سبيل المثال قام شخص بالبكاء والضحك في نفس الوقت بعد حصوله على جائزة ما، سنعرف حينها أنه يريد إظهار مشاعر الفرح والسعادة، لكنه يحتاج إلى دقيقة واحدة لإعادة استجماع نفسه أو استعادة ابتسامته بشكل عادي.
أو إذا قال نعم، وقام بحركة عدوانية لأسنانه، فسيكون لديك انطباع بأن الشخص سعيد للغاية ومتحمس ومستعد للانطلاق”.
والسبب يرجع إلى أنه في لحظة مكثفة مثل هذه، لا يمكن لابتسامة بسيطة أن تنقل كل هذه المعلومات العاطفية الكبيرة التي يشعر بها الشخص داخليًا، ولا يجد إلا الطريقة المعاكسة للتعبير عن نفسه.
مع تطورنا، أصبح من المهم للغاية أن يفهم الناس ما سيفعله من حولهم بعد ذلك، إذ أن هذه هي الطريقة التي تساعد على فهم المشاعر بشكل صحيح، وعدم الخلط فيما بينها.
حتى عندما نكون في معارضة لشخص آخر، من المهم حقًا أن نفهم طريقة تفكيره من خلال ما يعبر عنه، إذ أن التعبيرات غير المتجانسة، والتي لا تظهر إلا في تجارب عاطفية مكثفة، ترسل الكثير من المعلومات إلى المتلقي حول الحالة العاطفية والتحفيزية لهذا الشخص.
كيف يمكن أن يعاني البعض من العدوانية اللطيفة؟
قد يعبر شخص ما يرغب في أن يكون حنونًا ولطيفًا للغاية مع كلب أو قط صغير أو طفل ذو شكل جد لطيف، بشكل يمكن أن يُترجم على أنه عنيف بعض الشيء، مع تعابير صوتية أخرى، تكشف أن الشخص في حالة تعبير عن الحب لا العكس.
وحسب ما نشرته شبكة “bbc“، فإنه حوالي 50 إلى 60٪ من الناس يتصرفون بطريقة عدوانية مصطنعة عندما يواجهون شيئًا لطيفًا بشكل لا يطاق وهي التي تسمى “العنف اللّطيف”.
لا يعرف علماء النفس بعد ما إذا كان أولئك الذين لا يشعرون بالعدوانية اللّطيفة ببساطة لا يمرون بتجارب عاطفية مكثفة، أو ما إذا كان لديهم طرق أخرى للتعبير عن أنفسهم.
إذا كنت تعاني من العدوانية اللّطيفة، فإن الأبحاث تظهر أنك ربما تكون أيضًا من النوع الذي من التعبيرات ثنائية الشكل.
إذا.. ما هو اللطف؟
عادةً، الأشياء التي نجدها لطيفة لها مجموعة من الخصائص الجسمية، وهذا يشمل الخدود المستديرة والعينين الكبيرتين والجبهة الكبيرة والذقن الصغيرة والأنف الصغير.
وعندما نرى شيئًا يتمتع بهذه الخصائص اللطيفة في الشكل، نشعر برغبة في التصرف بنفس الطريقة التي نتصرف بها مع الأطفال، أي نريد حمايتها والعناية بها والاقتراب منها وتوفير احتياجاتها بشكل خاص.
حتى الأشياء غير الحية التي تفي ببعض هذه الخصائص يمكن اعتبارها لطيفة، إذ وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أنه دائماً ما نبحث عن مثل هذه المظاهر اللطيفة في حياتنا، وهنا يمكن التعامل معها بنفس الطريقة العاطفية.
لا يعني العدوان اللطيف أنك تريد الإيذاء حقاً
في الواقع، إن العدوانية اللطيفة عبارة عن شعور دافئ وإيجابي يخالج الشخص الذي يتصرف بتلك الطريقة، وغالباً ما يظهر هذا التعبير على شكل صرير الأسنان والقرص والأصوات ذات النبرة العالية.
كما أن استخدام التعبيرات غير المحددة تجاه الأطفال بشكل خاص يمكن أن يكون مفيدًا بالفعل.
فهذه التعبيرات تعلم الأطفال كيفية التعرف على الفرق بين العنف المرح والعنف الحقيقي، وهذه مهارة مهمة يجب تعلمها لأن العدوان اللّطيف سيظهر بشكل متكرر طوال حياتهم.