أثار مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بشأن صحة الرئيس جو بايدن ردود فعل غاضبة من الإدارة الأمريكية، وحث البيت الأبيض بعض الديمقراطيين الذين أجريت معهم مقابلات على التراجع وذكر النقاط الإيجابية حول قدرات الرئيس العقلية والمعرفية، بحسب ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية، الخميس 6 يونيو/حزيران 2024.
كانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نشرت مقالاً استند إلى مقابلات مع مسؤولين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي ممن أشاروا إلى أن الرئيس الأمريكي تظهر عليه علامات التقدم في السن في الاجتماعات، بما في ذلك استخدام الملاحظات لتوضيح نقاط واضحة والتحدث بهدوء شديد لدرجة أن بعض المشاركين يجدون صعوبة في سماعه.
وقد تكررت زلات بايدن (81 عاماً) في العلن، لكن الاتهامات المتعلقة بظهور علامات الشيخوخة عليه تشمل على ما يبدو النسيان وإغماض عينيه لفترات طويلة، بحسب التايمز.
وذكر تقرير وول ستريت جورنال، الذي شمل مقابلات مع ما لا يقل عن 45 شخصاً على مدار عدة أشهر، أن معظم الذين تمكنوا من التواصل مع بايدن وقالوا إن أداءه كان ضعيفاً كانوا من الجمهوريين، لكن بعض الديمقراطيين الذين لم ترد أسماؤهم قالوا أيضاً إنه أظهر علامات على التقدم في العمر.
فيما قال حوالي 63% من المشاركين في استطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية في مارس/آذار الماضي إنهم غير واثقين من قدرة بايدن العقلية على أداء مهامه الرئاسية بفاعلية. وقالت نسبة مماثلة ولكن أصغر قليلاً (57%) إن ترامب، الذي سيبلغ 78 عاماً هذا الشهر، يفتقر إلى الذاكرة والقوة اللازمة لهذا المنصب.
وسيكون أي من المرشحين الرئيسيين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل هو أكبر رئيس منتخب على الإطلاق.
رد فعل بايدن
وعندما سُئل في مقابلة مع مجلة التايم الأمريكية نشرت هذا الأسبوع عما إذا كان يمكنه حقاً القيام بمهامه الرئاسية خلال فترة ولايته الثانية، والتي سيكون قد بلغ في نهايتها 86 عاماً، أجاب بايدن: “يمكنني القيام بذلك بشكل أفضل من أي شخص تعرفه”.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن العديد من كبار الجمهوريين الاستخفاف بالقدرات العقلية لبايدن.
وقال كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب السابق: “كنت معتاداً على مقابلته عندما كان نائباً للرئيس. أما الآن فهو ليس نفس الشخص”.
وبحسب ما ورد، قال مكارثي إن بايدن بدا قادراً في بعض الأيام على التواصل العفوي، بينما كان يتمتم في أيام أخرى ويبدو أنه يعتمد على الملاحظات لتوضيح نقاط واضحة.
وأشار مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الحالي، إلى محادثة خاصة حث فيها بايدن على التخلي عن سياسة الطاقة التي كانت توقف بعض صادرات الوقود الأحفوري، ووصفها بايدن بأنها دراسة وليست سياسة.
فيما قال أندرو بيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن رواية جونسون للأحداث كانت “رواية كاذبة”، وإن الدراسة كانت جزءاً من السياسة الجديدة.
وفي تعليقه على تقرير صحيفة وول ستريت جورنال قال بيتس إن الصحيفة اعتمدت في مقالها عن الرئيس جو بايدن على آراء أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين ظلوا ينشرون هذه الفكرة منذ سنوات.
وأوضح بيتس معلقاً: “من المفاجئ بعض الشيء أن وول ستريت جورنال اعتقدت أن الأمر كان بمثابة ضجة كبيرة بعد سماع الجمهوريين في الكونغرس يطلقون نفس الادعاءات الكاذبة التي ظلوا يروجون لها لسنوات على قناة فوكس نيوز”.
كما أضاف أن “ما ورد كاذب ومن أشخاص مجهولين قرروا تشويه سمعة بايدن”.
كانت هناك روايات مختلفة على نطاق واسع عن صحة بايدن من وجهات نظر سياسية مختلفة. ووصف حكيم جيفريز، وهو نائب ديمقراطي عن ولاية نيويورك وزعيم الأقلية في مجلس النواب، بايدن في اجتماع عقد في يناير/كانون الثاني الماضي بشأن تمويل أوكرانيا بأنه “قوي بشكل لا يصدق، وحاسم”.
وقال جيم ريش، وهو نائب جمهوري عن ولاية أيداهو حضر الاجتماع نفسه: “ما تراه على شاشة التلفزيون هو ما تراه في الواقع. هؤلاء الأشخاص الذين يستمرون في الحديث عن مدى قوته خلف الأبواب المغلقة، عليهم إخراجه من خلف الأبواب المغلقة، لأنني لم أر ذلك”.
وقال غريغوري ميكس، عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية نيويورك منذ عام 1988: “لقد وجدته هو نفس جو بايدن الذي عرفته منذ مجيئي إلى الكونغرس”.
يذكر أن المناظرة الرئاسية الأولى بين بايدن وترامب ستجري في نهاية الشهر الجاري، فيما ستعقد المناظرة الثانية في شهر سبتمبر/أيلول القادم.