الأخبار

تشاؤم إسرائيلي بشأن الصفقة بسبب نتنياهو وتوقعات بحل الكنيست.. بلينكن: المفاوضات الحالية قد تكون آخر فرصة

حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الإثنين 19 أغسطس/آب 2024، من أن الفرصة الراهنة قد تكون الأخيرة لإعادة الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار، فيما يسود التشاؤم من إمكانية التوصل لاتفاق بسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتوقعات بأن يشهد النظام السياسي بإسرائيل تحولات كبيرة تشمل حل الكنيست.

والتقى بلينكن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في زيارته التاسعة إلى تل أبيب والمنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وزير الخارجية الأمريكي قال إنها “لحظة حاسمة، وربما تكون الأفضل، وربما الفرصة الأخيرة لإعادة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين في غزة) إلى ديارهم، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، ووضع الجميع على مسار أفضل للسلام والأمن الدائمين”.

كما نوّه إلى أن زيارته للمنطقة كجزء من جهد دبلوماسي مكثف، وفقا لتعليمات الرئيس الأمريكي جو بايدن لمحاولة الوصول إلى الاتفاق بين تل أبيب وحركة حماس.

إلى ذلك، اعتبر بلينكن أنه “حان الوقت للقيام بذلك، وحان الوقت أيضا للتأكد من عدم قيام أي شخص بأي خطوات يمكن أن تعرقل هذه العملية”.

وأضاف: “لذلك نتطلع إلى التأكد من عدم وجود تصعيد واستفزازات وأفعال يمكن أن تبعدنا عن إتمام هذه الصفقة، أو تصعيد الصراع إلى أماكن أخرى وبشدة أكبر”.

فيما رأى أن “هذه لحظة محفوفة بالمخاطر في إسرائيل. نشعر بقلق عميق إزاء احتمال وقوع هجمات من إيران أو حزب الله أو جهات أخرى”.

وتابع قائلا: “حان الوقت لكي يصل الجميع إلى الموافقة وعدم البحث عن أي أعذار لقول لا”.

تشاؤم إسرائيلي بسبب نتنياهو

المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناعوم برنيع، أكد أن نتنياهو قضى على فرصة التقدم في المفاوضات.

حيث أوضح أنه في مناقشتين سابقتين، أبطل نتنياهو فرصة التقدم في المفاوضات، على الأقل في هذه المرحلة.

وكان من المقرر أن يتوجه رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي إليعازر توليدانو إلى القاهرة ليلاً مع كبار مسؤولي الشاباك لإجراء محادثات مع المصريين، إلى جانب منسق العمليات بالمناطق غسان عليان.

الكاتب نقل عن مصدر مشارك في المفاوضات أن هذه رحلات غير مجدية، مشيراً إلى أن التفاؤل الذي ظهر من تقارير إعلامية بالأيام الأخيرة “مجرد تلاعب”.

وأضاف أن نتنياهو قال في بداية جلسة الحكومة: “نحن نتفاوض، نأخذ ونعطي”، والحقيقة مختلفة بعض الشيء: “لا تسوية ولا تفاوض؛ رفض ورفض ورفض”.

وأكد أن لا مفر من حقيقة أن نتنياهو غير مهتم بدفع أثمان الاتفاق، لافتاً إلى أن ما فجّر الاتصالات هو أن رئيس الوزراء يصر على الوجود العسكري الإسرائيلي على كامل محور فيلادلفيا، فيما تصر حماس على الانسحاب الإسرائيلي.

كما أشار إلى أن نتنياهو يبرر قراره بالتزام بشرط استراتيجي، أنه “يجب على إسرائيل أن تحاصر غزة من كل مكان”، ويعتقد أنه يسيطر على البحر وعلى خط الحدود مع إسرائيل، لكن الانسحاب من فيلادلفيا سيفتح طريق لتهريب الأسلحة.

إلى ذلك، نوّه المحلل السياسي بالصحيفة، إلى أن الخلاف بين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت، لا يقتصر على مجرد تبادل التصريحات فقط، فقد انفتحت هوة استراتيجية بينهما.

إذ يرى غالانت “صفقة التبادل” تشكل مدخلاً لتحالف إقليمي ضد إيران تدعمه واشنطن، لكن نتنياهو يعتقد أن الاتفاق يعد “استسلاماً للعدو وتفككاً للائتلاف وهزيمة شخصية له”.

بحسب الصحيفة، فإن غالانت طالب نتنياهو بتقديم تفاصيل المفاوضات إلى الكابينت، ويعتقد أننا أمام مفترق طرق، فإما الاختيار بين واقع إقليمي جديد أو حرب إقليمية.

كما انسحب نتنياهو أيضًا من الاتفاق مع الأمريكيين بشأن ممر نيتساريم، وبحسب أحد المصادر، فإن مسألة انتقال الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، وهل سيكون هناك تفتيش إسرائيلي أم لا، لم تطرح على الإطلاق بالجولة الحالية في الدوحة، وفقاً للمحلل السياسي بالصحيفة.

بحسب تقرير آخر لصحيفة “يديعوت أحرونوت“، يسود التشاؤم بشأن المفاوضات، رغم بعض التفاؤل الذي عبرت عنه بعض الأطراف بعد انتهاء قمة الدوحة نهاية الأسبوع الماضي.

الصحيفة نقلت عن مصادر، أن الوفد الإسرائيلي غادر إلى القاهرة، مشيرة إلى أن الوضع الآن معقد وحساس، وبدون تنازلات من نتنياهو فلن يكون هناك أي اتفاق.

وعلى خلفية هذا الوضع المعقد، اندلع سجال ساخن بين الفريق المفاوض ونتنياهو في لقاء عقد أمس الأحد، حيث ضغط الفريق من أجل تحقيق مرونة، وحذر من فقدان فرصة التوصل إلى اتفاق.

بحسب مصادر أمنية، فإن أعضاء فريق التفاوض يشعرون بإحباط شديد، ويعتقدون أن الصفقة بدأت تفلت من أيديهم، كما أن هناك شعور بأن نتنياهو غير مهتم بها.


توقعات بحل الكنيست

بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإن النظام السياسي بإسرائيل يشهد حالة من التوتر، وهناك تقديرات لدى الائتلاف الحكومي أو المعارضة، بأن أي قرار يتم اتخاذه سواء التوصل لاتفاق أو الفشل واستمرار القتال، سيودي حتماً إلى تحولات كبيرة، خاصة في مسألة حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات.

ويزعم كبار مسؤولي حزب الليكود والأشخاص الذين تحدثوا مؤخرًا مع نتنياهو أنه مقتنع بأنه قادر سياسيًا على إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن، حتى لو كانت هناك معارضة كبيرة لذلك من الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

بحسب السيناريو الأسوأ من وجهة نظر نتنياهو، فإنه حتى لو استقال بن غفير وسموتريتش من الحكومة، فإنهما لن يتجها لخطوة لحل الائتلاف والدفع بالانتخابات قدما.

كما قال وزير في حزب الليكود، إن بن غفير ليس لديه مشكلة سياسية في الذهاب إلى المعارضة الآن، إلا أنه لن يقود خطوة لحل الائتلاف، لأنه يدرك أنه بعد ذلك سيتم اتهامه بالإطاحة بحكومة اليمين.

ويعتقد مسؤولو حزب الليكود، أن الكنيست سيتم حله خلال الدورة الشتوية التي ستفتتح في نهاية تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

بحسب مصدر سياسي في الليكود، في مثل هذه الحالة ستجرى الانتخابات في أوائل ربيع 2025 (مارس) أو أوائل الصيف (يونيو).

ومع ذلك، ادعى مسؤول كبير في مكتب نتنياهو، الذي استمع إلى التقييم المتعلق بحل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات، أن نتنياهو يقدر أنه سيكون قادرًا على إبقاء الحكومة والائتلاف حتى خلال الدورة الشتوية للكنيست، بحيث تجرى انتخابات قبل نحو عام من موعدها القانوني، أي خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر، وتشرين الثاني/نوفمبر 2025.

وقال مسؤول كبير في حزب الليكود: “إذا تم حل الكنيست، فسيكون بمبادرة الحكومة وليس المعارضة التي خططت لتحرك مشترك مع يوآف غالانت وأرييه درعي لإسقاطها، أو تشكيل حكومة بديلة مكان نتنياهو”.


ما موقف حماس من المفاوضات؟

إلى ذلك، قالت حركة حماس،إن نتنياهو وضع شروطًا جديدة، مشيرة إلى أن “المقترح الجديد (الأمريكي) يستجيب لشروطه ويتماهى معها، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال مفترق نتساريم (يفصل بين شمال وجنوب القطاع) ومعبر رفح وممر فيلادلفيا (جنوب).”

الحركة أضافت: “كما وضع شروطًا جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، ما يحول دون إنجاز صفقة التبادل”.

وتابعت حماس: “بعد أن استمعنا للوسطاء عمّا جرى في جولة المباحثات الأخيرة في الدوحة، تأكد لنا مرة أخرى بأن نتنياهو لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق، ويضع شروطًا ومطالب جديدة، بهدف إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب”.

كما شددت الحركة على “التزامنا بما وافقنا عليه في 2 يوليو (تموز الماضي)، والمبني على إعلان (الرئيس الأمريكي جو) بايدن وقرار مجلس الأمن”.