كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الأحد 18 أغسطس/آب 2024 نقلاً عن مصادر مطلعة بعض تفاصيل عملية مقتل القائد العسكري في حزب الله، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، الشهر الماضي، وسلطت الضوء على حياته التي كانت “غاية في السرية”، في حين نفى حزب الله رواية الصحيفة الأمريكية عن اغتيال فؤاد شكر.
وفي تقرير للصحيفة بعنوان: “كيف قتلت إسرائيل الشبح”، نقلت عن مسؤول في حزب الله، أن فؤاد شكر الذي لا يعرفه سوى قلة من الناس أمضى يومه الأخير، 30 يوليو/تموز، في مكتبه في الطابق الثاني من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبحسب الصحيفة كان يعيش شكر في الطابق السابع من المبنى نفسه، مما يحد على الأرجح من الحاجة إلى التحرك في الخارج.
وفي مساء يوم الاغتيال، وفقًا لمسؤول حزب الله، تلقى شكر مكالمة من شخص يطلب منه الصعود خمسة طوابق وصولاً إلى شقته في الطابق السابع. وعند الساعة السابعة مساءً، سقطت صواريخ إسرائيلية على الشقة والطوابق الثلاثة تحتها، مما أسفر عن استشهاد شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين. وأصيب أكثر من 70 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
المسؤول ذاته أوضح أن الدعوة إلى سحب شكر إلى الطابق السابع، حيث سيكون من الأسهل استهدافه وسط المباني المحيطة، جاءت على الأرجح من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله. وقال المسؤول إن حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في الفشل الاستخباراتي لكنهما يعتقدان أن إسرائيل تغلبت على الرقابة باستخدام تكنولوجيا أفضل وبواسطة القرصنة.
كما كشف المسؤول أن حزب الله أرسل في وقت مبكر من اليوم الذي استُهدف فيه شكر، أوامر إلى قادة رفيعي المستوى بالتفرق وسط مخاوف من تعرضهم للخطر.
وبعد الضربة، لم يتضح على الفور ما إذا كان شكر قد استشهد، مشيراً إلى أن قياديين في الحزب اعتقدوا أنه ربما استجاب لأوامر الإخلاء وفر، لكن الأمر استغرق بعض الوقت للعثور على جثته في مبنى مجاور.
حزب الله يكذب
من جهته، نفى حزب الله اللبناني نفياً قاطعاً ما وصفها بـ”الرواية المختلقة” التي أوردتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية حول اغتيال فؤاد شكر، مؤكداً أنها “رواية مليئة بالأكاذيب ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق”.
وفي بيان للعلاقات الإعلامية في حزب الله أوضح أن “أيًا من مراسلي الصحيفة الثلاثة الذين وضعوا أسماءهم على المقالة المذكورة لم يلتقوا أيًا من مسؤولي حزب الله على الإطلاق. وبالتالي فإن الرواية كاذبة من أساسها والمصادر المنسوب لها ليسوا سوى من مخيلة كتابها، ولا هدف لها سوى الترويج والدعاية للعدو الصهيوني”.
أدوار مهمة
وعاش شكر طيلة حياته تقريبًا في قلب عمليات حزب الله وصنع القرار -حسب الصحيفة الأمريكية- وكان حلقة وصل رئيسية بينه وبين إيران، وكان يعمل في المديرية العامة للأمن العام، وهي وكالة استخبارات حكومية لبنانية.
وتتهم الولايات المتحدة شكر بأنه لعب دورًا رئيسيًا في التخطيط للهجوم الذي استهدف ثكنة مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983.
وعندما اندلعت الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان عام 2006، كان شكر مرة أخرى فعالًا، وساعد في قيادة المقاتلين الذين تسللوا إلى شمال إسرائيل، وقتلوا 8 جنود واختطفوا اثنين، مما أدى إلى غزو استمر شهرًا.
وبعد الحرب، أشرف شكر على بناء عسكري وسّع خلاله ترسانة حزب الله من نحو 15 ألف صاروخ وقذيفة إلى نحو 150 ألفًا، وأصبح الرجل الرئيسي لتسليم إيران، عبر سوريا، للمكونات التي تحول الصواريخ غير الموجهة إلى صواريخ موجهة بدقة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما شنت حماس عملية طوفان الأقصى، وقع شكر في مرمى نيران إسرائيل بعد سقوط صاروخ في ملعب كرة القدم في مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتلة، ونفى حزب الله تورطه، لكن إسرائيل ألقت باللوم عليه، قائلة إن الصاروخ كان أحد صواريخ حزب الله وجاء من لبنان.