الأخبار

مفاوضات “الفرصة الأخيرة” حول غزة تستمر في الدوحة ليوم إضافي.. واشنطن: من الممكن التغلب على العقبات المتبقية

تتواصل المفاوضات الجارية في دولة قطر بين الاحتلال وحركة حماس لإنجاز اتفاق وقف إطلاق نار وصفقة تبادل، فيما أعلنت واشنطن أن المباحثات ستستمر الجمعة 16 أغسطس/ الجمعة 2024، وسط تفاؤل حذر و”رغبة حقيقية من جميع الأطراف للتوصل لاتفاق”، بحسب ما أفاد مصدر مصري مطلع.

ويعد استعداد وفد الاحتلال الإسرائيلي على البقاء في الدوحة حتى الجمعة ” إشارة إيجابية” على قطع شوط في المفاوضات التي انطلقت الخميس وتوصف بأنها “حاسمة”.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن “هناك اتفاقاً على الخطوط العريضة لما حدده الرئيس جو بايدن في مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة في مايو/ أيار الماضي، وفجوات تخص التفاصيل والتنفيذ تحتاج لمعالجة”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، بعد ساعات من انطلاق جولة جديدة من المحادثات بالعاصمة القطرية الدوحة، على أمل إزالة العوائق والتوصل إلى هذا الاتفاق.

فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به” بشأن الاتفاق، الذي من شأنه أن ينهي الأعمال العدائية بقطاع غزة لـ6 أسابيع على الأقل، ويسهل تدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، ويساهم في إطلاق سراح بعض الأسرى لدى حركة حماس”.

وأضاف كيربي: “نظرًا لكون الاتفاق معقداً، لا نتوقع الخروج من هذه المحادثات اليوم (الخميس) باتفاق. في الواقع، أتوقع أن تستمر المحادثات حتى الغد (الجمعة)، هذا عمل حيوي”.

وأشار إلى أنه من “الممكن التغلب على العقبات المتبقية، وإنهاء هذه العملية”.

وكشف كيربي، أنه “تم الاتفاق على إطار الصفقة إلى حد كبير من قبل الطرفين، وأن الفجوات المتبقية تكمن في “تنفيذ الاتفاق”.

هناك “رغبة حقيقية”

فيما قال مصدر مصري مسؤول، مساء الخميس، إن هناك “رغبة حقيقية” من جميع أطراف المحادثات الجارية بالعاصمة القطرية الدوحة للتوصل لاتفاق يوقف الحرب على قطاع غزة.

جاء ذلك وفق ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” الخاصة عن المصدر، الذي وصفته بأنه “رفيع المستوى”، وذلك في ختام اليوم الأول من هذه المحادثات.

وقال المصدر إن “اليوم الأول من محادثات وقف إطلاق النار بغزة شهد نقاشات حول جميع النقاط العالقة وآليات تنفيذ الاتفاق”، دون تقديم توضيحات بالخصوص.

وأضاف أن “مناقشات اليوم الأول امتدت لأكثر من 7 ساعات، وأبدى خلالها جميع الأطراف رغبة حقيقية في التوصل لاتفاق”.

وأوضح المصدر، أنه “سيتم خلال مباحثات اليوم الثاني من المحادثات (الجمعة) استكمال المناقشات حول آليات تنفيذ الاتفاق”.

ولفت إلى أن “الوفد الأمني المصري أكد خلال مباحثات التهدئة بغزة حرص مصر على سرعة التوصل لاتفاق لوقف الحرب الجارية بالقطاع والإفراج عن الأسرى والمحتجزين”.

قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس، الخميس، إن الحركة تنظر إلى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الجارية في الدوحة “من منظور استراتيجي يهدف إلى إنهاء العدوان على غزة”.

وأضاف بدران، في بيان نشرته الحركة عبر منصة تلغرام: “حماس ترى أن أي مفاوضات يجب أن تكون مبنية على خطة واضحة لتنفيذ ما تم التوافق عليه مسبقا”.

وتابع: “العائق أمام التوصل لوقف إطلاق النار في غزة هو استمرار المراوغة الإسرائيلية”.

ولفت بدران، إلى أن “أي اتفاق يجب أن يحقق وقف إطلاق نار شامل، وانسحاب كامل من غزة، وإعادة النازحين، وإعادة الإعمار، إلى جانب صفقة تبادل أسرى”.

مفاوضات الفرصة الأخيرة

وفي وقت سابق الخميس، انطلقت في الدوحة محادثات توصف بـ”الحاسمة”؛ للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.

وتجرى هذه المحادثات بعيدا عن وسائل الإعلام استجابة لبيان مشترك صدر عن قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر، الأسبوع الماضي.

ويشارك فيها رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس المخابرات الإسرائيلية “الموساد” دافيد برنياع.

وطالبت حماس وفصائل فلسطينية أخرى، في بيان لاحق، بإلزام تل أبيب بما سبق الاتفاق عليه خلال المحادثات السابقة في يوليو/ تموز، استناداً إلى مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وعادة تجري الاتصالات مع حماس من خلال الوسطاء المصريين والقطريين الذين ينقلون الرسائل بين الحركة وإسرائيل في المفاوضات غير المباشرة.

ونهاية مايو/ أيار، طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل “لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)”، وقبلتها حماس وقتها، وفق إعلام عبري.

لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أضاف شروطاً جديدة اعتبرها كل من وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

وتضمنت هذه الشروط منع عودة من سماهم “المسلحين الفلسطينيين” من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتساريم، الذي أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وبقاء الجيش الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو الماضي.

ثم أضاف نتنياهو لاحقاً شروطاً أخرى، بينها نفي أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية إلى دول أخرى.

بينما تحدثت تقارير صحفية عبرية، أخيراً، عن أن نتنياهو سيطرح خلال الجولة الجديدة من المحادثات شروطاً أخرى تشمل ترحيل جميع قادة الصف الأول والثاني والثالث في حماس إلى دول أخرى، والتي يُتوقع أن تزيد المفاوضات تعقيدا وتعرقل إمكانية نجاحها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.