شنت روسيا هجمات مكثفة على شرقي أوكرانيا معلنة مقتل نحو 2000 جندي أوكراني خلال 24 ساعة، في حين تستمر القوات الأوكرانية توغلها في منطقة كورسك الروسية الحدودية، مما أجبر موسكو على إخلاء جميع سكان منطقة جلوشكوف التي تقع مباشرة على الحدود مع أوكرانيا.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت مساء الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024، أن قواتها واصلت تنفيذ عمليات نشطة على المحاور الأساسية للعملية العسكرية الخاصة، وأن خسائر الجيش الأوكراني بلغت نحو 1925 جنديًا خلال آخر 24 ساعة.
واستعرضت وزارة الدفاع الروسية الخسائر في عدد من المحاور منها في منطقة مسؤولية مجموعة “قوات الشمال” في مقاطعة خاركوف نحو 165 عسكريًا، وفي “خاركوف ولوهانسك ودونيتسك”، صدت هجومين مضادين، بينما وصلت الخسائر الأوكرانية إلى نحو 475 جنديًا، وتم أيضا تدمير 6 مستودعات ذخيرة.
الوزارة أوضحت أيضاً أنه تم استهداف وحدات من مجموعة قوات “دنيبر” و معدات عسكرية أوكرانية في “زابوريجيا”، وفقدت القوات الأوكرانية هناك نحو 80 عسكريًا، وتم تدمير مستودعين للذخيرة، كما تم استهداف قاعدة وقود للمعدات العسكرية الأوكرانية، وتجمعات للقوات والمعدات العسكرية في 149 منطقة.
هجمات مكثفة
إلى ذلك، قالت هيئة الأركان العامة في كييف إن الهجمات الروسية على المواقع الأوكرانية بالقرب من مدينة بوكروفسك، كانت مكثفة بشكل خاص، حيث تم تسجيل 54 محاولة تقدم من قبل الوحدات الروسية.
فيما قالت القوات الجوية الأوكرانية الخميس إنها أسقطت جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا خلال هجوم الليلة الماضية وعددها 29.
من جانبهم، أفاد مسؤولون أوكرانيون إن قوات روسية هاجمت البنية التحتية لميناء مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا مساء الأربعاء، وهذا أدى إلى إصابة شخصين على الأقل. وأوضح حاكم المنطقة أوليه كيبر أن القوات الروسية استخدمت صاروخا باليستيا.
وتعرضت البنية التحتية للموانئ في أوكرانيا لهجمات روسية متكررة منذ انسحاب روسيا الصيف الماضي من اتفاق بوساطة الأمم المتحدة كان يضمن شحنًا آمنا للحبوب الأوكرانية.
أما في منطقة كورسك الروسية، أكد الجيش الروسي الأربعاء أنه صدّ هجمات أوكرانية كانت تهدف إلى تحقيق تقدم أكبر في عمق منطقة كورسك قرب 5 بلدات، بينها ليفشينكا التي تبعد 35 كيلومترا عن أوكرانيا.
إخلاء مقاطعة جلوشكوف
وقال القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك الروسية أليكسي سميرنوف في وقت متأخر من يوم الأربعاء إن السلطات في المنطقة قررت إخلاء مقاطعة جلوشكوف من السكان، وسط استمرار تقدم القوات الأوكرانية في المنطقة الحدودية.
تقع المنطقة على الحدود مع أوكرانيا مباشرة ويبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألفًا. وقال سميرنوف على تيليجرام إن الشرطة وغيرها من الأجهزة الحكومية تنسق عملية الإجلاء.
وقال مسؤولون روس إنه تم إجلاء ما يقرب من 200 ألف شخص منذ بدء الهجوم.
على الجانب الآخر أعلنت أوكرانيا الأربعاء أنها “حققت تقدما جيدا في كورسك”، مؤكدة عزمها إقامة “منطقة عازلة” فيها لحماية نفسها من القصف الروسي، كذلك إقامة “ممرات إنسانية” قالت إنها لإيصال المساعدات للمدنيين الروس.
وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني الأربعاء إن القوات الأوكرانية تعتزم فتح ممرات إنسانية في منطقة كورسك لتسهيل إجلاء المدنيين “سواء في اتجاه روسيا أو في اتجاه أوكرانيا”. ونشرت فيريشتشوك الليلة الماضية رقم هاتف ليستخدمه المعنيون.
وتقع منطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا مباشرة ويبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألفًا. وفي 6 أغسطس/آب الجاري شنت القوات الأوكرانية هجومًا كبيرًا على المنطقة وباغتت القوات الروسية وشنت أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتعد عملية التوغل الأوكرانية السريعة في منطقة كورسك الروسية أكبر غارة عبر الحدود تشنها قوات كييف في الحرب التي استمرت قرابة عامين ونصف العام، وقد كشفت عن نقاط ضعف روسيا ووجهت ضربة مؤلمة للكرملين.
وقدمت الغارة دفعة معنوية كانت أوكرانيا في أمس الحاجة إليها في وقت تواجه فيه قواتها التي تعاني من نقص في العدد والتسليح هجمات روسية لا هوادة فيها على طول خط المواجهة الذي يمتد لأكثر من ألف كيلومتر.