الأخبار

كيف تؤثر الجماعات المؤيدة لإسرائيل على التغطية الإعلامية العالمية لفلسطين..تقرير يرصد كواليس رحلة لعشرات الصحفيين لتل أبيب

كشف تقرير لموقع ديكلاسيفايد البريطاني، الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024، أن جمعية صحفية يهودية نظمت رحلة إلى إسرائيل شارك فيها العشرات من الصحفيين الغربيين ممن تلقوا إحاطات من وزراء حاليين ومسؤولين سابقين بالموساد وجنود شاركوا في حرب غزة، ضمن جهود الجماعات المؤيدة لإسرائيل لحشد الدعم الإعلامي للرواية الإسرائيلية.

وقد امتدت الرحلة التي أقيمت في شهر يونيو/حزيران الماضي خمسة أيام ونظمتها جمعية الصحافة الأوروبية الإسرائيلية (EIPA) بالتعاون مع جمعية الصحافة الأمريكية في الشرق الأوسط.

يذكر أن جمعية الصحافة الأوروبية الإسرائيلية قد تأسست على يد الحاخام الإسرائيلي مناحيم مارغولين في عام 2012، وقد اندمجت مع الجمعية اليهودية الأوروبية (EJA) في عام 2019.

وكان من بين الصحفيين الذين زاروا إسرائيل مراسلون من مجلتي سبكتاتور البريطانية ونيوزويك الأمريكية ومراسل من صحيفة صنداي إكسبريس، بجانب صحفيين من إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا والنرويج وبلجيكا وهولندا وجمهورية التشيك والمجر.

برنامج الرحلة

شمل برنامج الرحلة، والذي اطلع عليه موقع ديكلاسيفايد، إجراء لقاءات مع زوهار بالتي، الرئيس السابق للموساد، وممثلين عن شركة الأسلحة الإسرائيلية رفائيل وجنود شاركوا في حرب غزة، إضافة إلى المحامية تامار كابلان، التي مثلت إسرائيل في جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي، ووزير شؤون الشتات المتشدد، عميحاي شيكلي، الذي ينتمي إلى حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو.

وبحسب موقع ديكلاسيفايد، فقد عرضت جمعية الصحافة الأوروبية الإسرائيلية دفع تكاليف السفر والإقامة، رغم أنه من غير الواضح أي من المراسلين قبل الدعم المالي.

وتؤكد منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من جمعية الصحافة الأوروبية الإسرائيلية أن حوالي 20 صحفياً تلقوا إحاطة بشأن الشرق الأوسط من بالتي، الذي يرأس حالياً “المكتب السياسي العسكري في وزارة الدفاع الإسرائيلية”.

وقد عُرضت على الصحفيين الذين شاركوا في رحلة يونيو/حزيران فرصة مراقبة الحدود اللبنانية والحصول على إحاطة حول “الصورة الاستخباراتية الحالية والوضع الدقيق بين إسرائيل وحزب الله وإيران”.

وقد التقى وفد الصحفيين أيضاً بالسكان الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم بالقرب من الحدود، قبل زيارة شركة رافائيل للحصول على إحاطة حول تكنولوجيا الدفاع الجوي المضاد للصواريخ.

وكتبت إيلي كوك، مراسلة مجلة نيوزويك للشؤون الأمنية المقيمة في لندن، عن زيارتها للحدود اللبنانية الإسرائيلية كجزء من الرحلة.

وأفاد موقع ديكلاسيفايد أنه لم يكن هناك فلسطينيون مدرجون في قائمة المتحدثين في البرنامج. وبدلاً من ذلك، عُرضت على الصحفيين وجهة نظر أحادية الجانب للصراع، كما يراها الإسرائيليون فقط.

وكانت الأيام الأخرى تتضمن رحلة إلى معبر إيريز على الحدود مع غزة، حيث تلقى الصحفيون إحاطة من وحدة كوغات، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تعنى بـ “المساعدات الإنسانية التي تذهب يومياً إلى غزة”.

وقد نفت إسرائيل أنها تفرض قيوداً على وصول المساعدات إلى مليوني فلسطيني في غزة على الرغم من سعي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء نتنياهو بتهمة “تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب”.

ووعدت إسرائيل الصحفيين المشاركين في الرحلة بتلقي “إحاطة ميدانية من ضابط في جيش الدفاع الإسرائيلي على حدود غزة” وفرصة “زيارة الوحدة الخاصة في جيش الدفاع الإسرائيلي ياهالوم المسؤولة عن الحرب تحت الأرض في غزة”.


كيف تفاعل الصحفيون؟

وبعد أيام من هذا الإيجاز الصحفي، كتب ماركو جيانانجيلي، المحرر الدبلوماسي في صحيفة صنداي إكسبريس اليمينية البريطانية، مقالاً عن حماس، استشهد فيه بـ “إيجاز صحفي خاص” تلقاه من “خبراء الأنفاق في قوات الدفاع الإسرائيلية”، بحسب ما رصد موقع ديكلاسيفايد.

كما نشر جيانانجيلي مقالاً آخر جاء تحت عنوان: “وزير إسرائيلي يحذر: كير ستارمر كرئيس للوزراء سيفتح موسماً مفتوحاً لمعاداة السامية”.

وكان جيانانجيلي يقتبس عن وزير شؤون الشتات الإسرائيلي شيكلي، الذي وصف سياسة حزب العمال بقيادة ستارمر بأنها “سياسة مؤيدة للإسلاميين”.

كما تمكن موقع ديكلاسيفايد من تحديد هوية 11 صحفياً إسبانياً ممن زاروا إسرائيل، وكان العديد منهم من المنافذ اليمينية في إسبانيا، التي اعترف رئيس وزرائها بيدرو سانشيز قبل فترة بفلسطين كدولة.

ونشرت وكالة الأنباء الإسبانية Europa Press مقابلة مع شيكلي أجراها الصحفي إجناسيو تودا خلال رحلته إلى إسرائيل، قال فيها إن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان في فرنسا يشير إلى “تغييرات إيجابية” لأوروبا.

ولم تكن جمعية الصحافة الإسرائيلية البريطانية الأولى التي تنظم مثل هذه الرحلات الصحفية، إذ سبق لمجموعة الضغط مركز الاتصالات والأبحاث البريطاني الإسرائيلي (BICOM) أن نظمت وفوداً مثيرة للجدل في الماضي.