يمكن أن تشعر بالغرابة عند معرفة أن هناك أحد أنواع الرهاب الذي يسمى “فوبيا المراهقين”، والذي يجعل بعض الأشخاص يخافون التعامل مع من هم في سن المراهقة لعدة أسباب مختلفة.
وقد اشتدت مظاهر رهاب المراهقين بعد الحرب العالمية الثانية، في مجموعة من الدول الغربية، سواء في أمريكا أو أوروبا، بعد الحرب العالمية الثانية، عندما أصبحت فرصة ترفيه الجيل الجديد اكبر، وإمكانياتهم مختلفة عن الأجيال التي قبلها.
كل هذا خلق حالة من الخوف من فقدان هؤلاء الأشخاص مسار حياتهم الطبيعي الذين اعتادوا عليهم، بسبب ظهور فرص جديدة متاحة فقط لمن هم من الجيل الجديد، الذي أصبح قادر على إكتساب مهارات مختلفة عن السابقة.
مفهوم هذا النوع من الفوبيا تطور، وأصبح من بين أنواع الرهاب الغريبة، وله أعراض وأسباب وحتى بعض الطرق العلاجية للتخلص منه، لنتعرف عليها.
ما هي فوبيا المراهقين؟
يعاني الأشخاص المصابون برهاب المراهقين، والتي تسمى كذلك “ايفيبوفوبيا” من خوف شديد من الأشخاص الذين هم في سن المراهقة، وتأتي الكلمة من مزيج من كلمتين يونانيتين وهما: “ephebos” وتعني الشباب أو المراهقة، و”phobos” وتعني الخوف.
إذ قد يخاف الشخص الذي يخاف من المراهقين من أي شيء يعرضه لهؤلاء الأشخاص من هذه الفئة العمرية، سواء كان التعامل معهم شخصيًا أو عبر الإنترنت أو على شاشة التلفزيون.
كما أنهم قد يخافون التواجد في عدة فضاءات من بينها صالات الألعاب، والمتنزهات الترفيهية، وبالقرب من المدارس الإعدادية أو الثانوية، ودور السينما، ومراكز التسوق.
وقد تصل الحالة إلى تجنب متابعة البرامج التلفزيونية أو الأفلام التي يلعب أدوار البطولة فيها أشخاص في سن المراهقة.
ما مدى شيوع رهاب المراهقين؟
يمكن أن يؤثر الرهاب بشكل عام على الأطفال والمراهقين والبالغين. في مرحلة ما من حياتهم، يصاب حوالي 1 من كل 10 بالغين أمريكيين باضطراب رهابي محدد.
في حين أن رهاب المراهقين، لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد البالغين الذين يعانون منه حول العالم.
من هم المعرضون لخطر هذا الرهاب؟
ليس من الواضح الأسباب التي تجعل البعض معرض لهذا الرهاب أكثر من غيره، لكن قد يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الرهاب أو اضطرابات القلق الأخرى أكثر عرضة للخطر.
وفي كثير من الأحيان، يتطور الرهاب نتيجة لكل من الجينات والبيئة المحيطة بك.
لكن بشكل عام قد تكون أكثر عرضة للإصابة برهاب المراهقين إذا كنت:
- ترى أو تقرأ أو تسمع الكثير من الأخبار السلبية عن المراهقين وأفعالهم.
- تتعرض لوسائل التواصل الاجتماعي التي تصور المراهقين في ضوء سلبي.
- أنت ضحية لجريمة ارتكبها مراهق أو مجموعة من المراهقين.
- تعيش في منطقة بها معدلات عالية من العنف المنسوب إلى المراهقين.
ما هي أنواع الفوبيا الأخرى المرتبطة بالخوف من المراهقين؟
ليس من غير المألوف أن يكون لديك أكثر من رهاب واحد، وخاصة مجموعة من الرهاب المرتبطة ببعضها البعض. إذ قد يعاني الشخص الذي يخاف من المراهقين أيضًا من:
رهاب الأطفال، والذي يشمل الأطفال الرضع والأطفال الصغار، ورهاب الشيخوخة، والخوف من كبار السن.
ما هي أعراض رهاب الخوف من المراهقين؟
غالبًا ما يدرك الأشخاص المصابون بالرهاب، مثل فوبيا المراهقين، أن خوفهم غير عقلاني، لكن هذا لا يجعل من السهل التحكم في ردود أفعالهم الجسدية عندما يثير شيء ما الخوف.
قد يكون لدى الأشخاص الذين يخافون من المراهقين رد فعل أثناء وجودهم في مكان مليء بالمراهقين، أو رؤية صور المراهقين أو حتى مجرد التفكير في المراهقين.
قد تشمل هذه الأعراض:
- الدوخة.
- جفاف الفم.
- الشعور الشديد بالخوف والرعب.
- الغثيان و/أو الإسهال.
- التعرق الغزير.
- التنفس السريع ومعدل ضربات القلب.
- الارتعاش أو الارتعاش.
إذ يكون من الصعب إخفاء الأعراض هذه، او التحكم فيها، خصوصا أنها قد تبدو غريبة للبعض، بمجرد معرفة أن سببها هو رؤية المراهقين.
كيف يتم تشخيص رهاب الخوف من المراهقين؟
لا تعترف الجمعية الأمريكية للطب النفسي بالخوف من المراهقين كاضطراب رهابي في دليل التشخيص الخاص بها، DSM-5.
ولكن قد يقوم طبيب نفساني آخر بتقييم أعراضك وتشخيص الرهاب المحدد الذي تعاني منه.
قد يكون لديك اضطراب رهابي محدد إذا كان لديك:
- قلق شديد عند التفكير في المراهقين.
- خوف يومي من المراهقين يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل.
- أعراض تأتي في أي وقت تفكر فيه في المراهقين أو تراهم.
- تغيرات في السلوكيات، مثل تجنب الأماكن التي قد ترى فيها المراهقين.
- ضعف جودة الحياة بسبب أعراض الرهاب.
كيف يتم العلاج؟
يمكنك محاولة ممارسة تقنيات الاسترخاء (مثل اليوجا أو التأمل أو التنفس العميق) لمساعدتك على التعامل مع محفزات الرهاب لديك، لأنها تساعد في تخفيف القلق والأعراض الأخرى التي تعاني منها عند رؤية المراهقين.
يمكن أن يساعدك الأخصائيون في التغلب على خوفك من المراهقين. قد تشمل العلاجات:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يغتمد على العلاج بالكلام، إذ أن التحدث عن مخاوفك والمواقف التي تثيرها يساعدك على فهم سبب تفكيرك وشعورك بهذه الطريقة..
العلاج بالتعرض: أثناء هذا النوع من العلاج النفسي، يعرضك معالجك تدريجيًا لصور ومواقف تتعلق بالمراهقين. إذ يساعد على إزالة حساسية خوفك من المراهقين.
ستعمل تدريجيًا على زيادة قدرتك على زيارة مراكز التسوق والأماكن الأخرى التي يميل المراهقون إلى التسكع فيها.
و هذا النوع من العلاج النفسي يعمل مع 90٪ من الأشخاص الذين يعانون من رهاب معين.
العلاج بالتنويم المغناطيسي: يحفز هذا العلاج حالة منومة أو غيبوبة، إذ يمكن أن يساعدك التنويم المغناطيسي في الوصول إلى الذكريات والأفكار والعواطف المتعلقة بخوفك من المراهقين.
قد تتمكن من تغيير أنماط تفكيرك أثناء التنويم المغناطيسي. ويمكنك معالجة النتائج التي توصلت إليها أثناء جلسات العلاج النفسي.
الأدوية: قد يصف الطبيب المعالج أدوية مضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب، التي يمكن أن تساعدك هذه في التعامل مع الأعراض المتعلقة بخوفك.