أعلن الاحتلال إصابة 11 شخصاً، بعضهم بجراح خطيرة، في الهجوم بطائرات مسيرة، والذي استهدف بلدة حرفيش بالجليل الغربي شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة، مساء الأربعاء 5 يونيو/حزيران 2024.
صحف إسرائيلية وصفت الهجوم بالأكثر خطورة في الشمال منذ بداية القتال، وذلك بسبب المسافة الطويلة التي قطعتها المسيرات، والاستهداف المباشر والدقيق لأهداف استراتيجية، وحجم الخسائر البشرية.
وفيما لم يعلن الاحتلال عن هوية المستهدفين، فإن مواقع إخبارية إسرائيلية أشارت إلى أن الضربة أصابت موقعاً لتجمّع قوّات جيش الاحتلال داخل ملعب لكرة القدم، وقد أسفرت عن 11 إصابة، إحداها حرجة، و3 أُخرى خطيرة، فيما تراوحت الأخرى ما بين المتوسّطة والطفيفة.
وعادة ما تخفي تل أبيب العدد الحقيقي للمصابين والقتلى نتيجة أعمال المقاومة، وقد تؤجل الإعلان عنها.
حزب الله من جانبه أعلن في بيان مقتضب أن مقاتليه “شنّوا هجوماً جويّاً بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة، على تجمّع لقوات الاحتلال بالقرب من بلدة حرفيش، وأوقعوهم بين قتيل وجريح”.
يشار إلى أن قرية حرفيش تسكنها غالبية درزية، وهم في أغلبهم جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعضهم يخدم في وحدات نخبة وفي مراتب متقدمة.
لا إنذارات سابقة
من اللافت في هذا الهجوم أن صفارات الإنذار لم تعمل، ولم توجه أي تنبيهات أو إنذارات قبل وقوع الهجوم، على الرغم من المسافة التي قطعتها المسيرة حتى وصولها للموقع.
فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه يحقّق في سبب عدم تفعيل صفارات الإنذار قبل الهجوم على حرفيش، التي تبعد أكثر من 3 كيلومترات عن الحدود، ولم يتم إجلاء سكّانها.
بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن الطريق الذي سلكته الطائرات من دون طيار المتفجرة كان من داخل “وادي القرن”، حيث استطاعت أن تختبئ عن الرادارات.
رئيس مجلس حرفيش، أنور عمار، أكد لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه هرع إلى مكان انفجار الطائرة من دون طيار ولم يتخيل أنه بعد عشر دقائق سيشهد هجوماً آخر.
فبينما كان أفراد الأسعاف الإسرائيلي يعالجون الجرحى وصلت طائرة أخرى وانفجرت في الموقع.
وقال عمار: “لقد جئنا لإنقاذ الجرحى وسقطت علينا طائرة مسيرة، هناك العديد من الجرحى هنا، وهو حدث صعب ومعقد للغاية”.
فيما قال جاليف جادبان، رئيس أركان مجلس حرفيش، في التسجيل الذي تم تسليمه إلى السكان: “وقع سقوطان في غضون حوالي 10 دقائق. وهناك جرحى في حالات مختلفة، تم نقل بعضهم إلى المستشفى. لا تذهبوا إلى المكان، هناك الكثير من الأشخاص الفضوليين الذين يأتون، وهذا أمر خطير. يرجى البقاء في الأماكن المحمية”.
وقال محمود شنان، أحد سكان البلدة: “الجو الآن صعب للغاية، بسبب الخوف والقلق. كان التأثير مباشراً، ولم يتم إطلاق أي إنذار من قبل. كان هناك “دوي” عالٍ جداً. هذه حادثة وقع فيها كثيرون. الضحايا والجو الآن مخيف للغاية، الأطفال يبكون والآباء مصدومون ولا يعرفون ماذا يفعلون”.
وقالت كمالا فارس، وهي من سكان حرفيش أيضاً: “منذ وقوع الحادث، دخلنا إلى المناطق المحمية. المشاعر صعبة للغاية، ما زلنا نسمع الانفجارات وتحركات الطائرات. لقد تركنا لمصيرنا هنا”.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، بينها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وجراء إطلاق “حزب الله” صواريخ وطائرات مسيرة مفخخة من لبنان، في إطار هذه الهجمات المتبادلة، تشهد مستوطنات وبلدات في شمال إسرائيل، منذ الأحد الماضي، العديد من الحرائق، والتي زاد من اشتعالها الطقس الحار الذي تشهده المنطقة حالياً.
وفي وقت سابق الأربعاء، هدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال جولة في كريات شمونة بأن تل أبيب “جاهزة لعملية عسكرية شديدة جداً في الشمال. ومن يعتقد أنه سيستهدفنا ونحن سنجلس مكتوفي الأيدي يرتكب خطأً كبيراً. وبطريقة كهذه أو أخرى سنعيد الأمن إلى الشمال”، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وتقول الفصائل في لبنان إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي خلفت أكثر من 119 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.