أعلن حاكم منطقة “كورسك” الروسية بالوكالة أليكسي سميرنوف الاثنين 12 أغسطس/آب 2024، أن القوات الأوكرانية التي بدأت في 6 أغسطس/آب، توغلاً مسلحاً في المنطقة الحدودية المذكورة سيطرت على 28 بلدة فيها، في حين توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على الهجوم الأوكراني.
وقال سميرنوف خلال اجتماع مع الرئيس بوتين في مؤتمر عبر الفيديو إن العملية الأوكرانية التي يحاول الجيش الروسي صدها منذ 6 أيام، تمتد في منطقة بعمق 12 كيلومتراً وعرض أربعين كيلومتراً، وفق وكالة “رويترز”. وأشار سميرنوف إلى أنه “حتى اليوم، غادر 121 ألف شخص أو تم إجلاؤهم” من كورسك.
“زرع الانقسام”
من جهته، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا الاثنين، بالسعي إلى “زرع الانقسام” داخل المجتمع الروسي، وذلك مع استمرار توغل مسلح غير مسبوق داخل الأراضي الروسية بدأته كييف الأسبوع الفائت.
بوتين قال خلال اجتماع حكومي إن “هدفاً آخر مؤكداً للعدو هو زرع الانقسام والفوضى في مجتمعنا وترهيب الناس وتدمير وحدة المجتمع الروسي وتماسكه”.
كما شدد بوتين على ضرورة “طرد” القوات الأوكرانية التي تنفذ منذ السادس من أغسطس/آب توغلاً واسعاً في منطقة كورسك الروسية.
وقال إن “المهمة الرئيسة لوزارة الدفاع تكمن دون شك في طرد العدو من أراضينا”، معتبراً أن “العدو يسعى إلى تحسين موقفه التفاوضي مستقبلاً”، ومتهماً كييف بـ”تنفيذ إرادة” الدول الغربية.
ولا تزال القوات الروسية تحاول الرد على الهجوم الأوكراني المفاجئ، بعد نحو أسبوع من القتال العنيف.
وكانت سلطات الطوارئ الروسية قالت، في وقت سابق، إن أكثر من 76 ألف شخص فروا من منازلهم في كورسك، حيث تدفقت القوات والمدرعات الأوكرانية عبر الحدود في 6 أغسطس، وتوغلت بعمق 30 كيلومتراً داخل روسيا، مما تسبب في إثارة حالة من الذعر.
كما أعلن حاكم بيلغورود، المجاورة لكورسك، عن إجلاء أشخاص من منطقة قريبة من الحدود الأوكرانية، ووصف الوضع صباح الاثنين بأنه “مثير للقلق”، لكنه لم يخض في التفاصيل.
وتوغلت القوات الأوكرانية بسرعة في مدينة سودجا التي تبعد حوالي 10 كيلومترات من الحدود بعد شن الهجوم، وذكرت تقارير أنها لا تزال تسيطر على الجزء الغربي من المدينة، وهو موقع مهم لمحطة لنقل الغاز الطبيعي.
وتجري العملية العسكرية الأوكرانية في سرية تامة، وأهدافها تظل غير واضحة.
وأخذت المناورة الأوكرانية قوات الكرملين على حين غرة، وجاءت لتواجه الجهود الروسية المتواصلة في الأشهر الماضية لاختراق الدفاعات الأوكرانية عند نقاط محددة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا.
وشهدت روسيا توغلات سابقة بأراضيها خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين ونصف العام، لكن التوغل في كورسك كان بمثابة أكبر هجوم على أراضي روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، مما أحرج الرئيس بوتين.
وتشكل هذه الأحداث علامة فارقة في المعارك. كما أنها المرة الأولى التي يقود فيها الجيش الأوكراني عملية غزو وليس المقاتلين الروس الموالين لأوكرانيا.
ويأتي الهجوم الأوكراني في ظل عملية عسكرية تشنها روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في شؤونها”.