دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى إخلاء مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية المحتلة، والتعامل معه بالطريقة نفسها التي تتعامل بها إسرائيل مع قطاع غزة، في حين اعتبرت جهات سياسية فلسطينية أن تصريحات كاتس تكشف طابع الإبادة للاحتلال.
هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، ذكرت الأحد 11 أغسطس/آب 2024، أن تصريحات كاتس جاءت خلال جلسة مغلقة، الأربعاء، جمعته مع قادة مجلس “ييشع” (يشمل جميع المجالس البلدية للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية)، لبحث الوضع الأمني في الضفة الغربية.
وفي الاجتماع، زعم كاتس الذي ينتمي إلى حزب “الليكود” الحاكم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنَّ “مخيمات اللاجئين هي بؤرة الشر، فهي ليست تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بل تحت سيطرة إيران”.
وزير الخارجية الإسرائيلي أضاف: “يجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من مواطنيه، ويجب معاملته مثلما نتعامل مع قطاع غزة”، في إشارة إلى قصفه وتدميره وتهجير سكانه.
إدانات فلسطينية
من جهتها، أدانت جهات سياسية فلسطينية دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي لإخلاء مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة والتعامل معه كما يتم التعامل مع قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، وآخر لحركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ “فتح”، الأحد.
إذ قال فتوح إن تلك التصريحات “تدل على برنامج الحكومة الفاشية الاستعماري الذي يخطط له اليمين المتطرف العنصري، الذي يشن حرب الإبادة والتطهير العرقي على شعبنا، والتي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني”.
واعتبر فتوح “الحرب الصامتة التي يمارسها الاحتلال (الإسرائيلي) بالضفة الغربية يوميا، مقدمة لما أعلن عنه الإرهابي كاتس، وما تقوم به حكومة اليمين الفاشية التي يشرف على تنفيذها الإرهابي (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش”.
من جانبها قالت حركة “فتح” إن “تصريحات وزير خارجيّة الاحتلال المتطرّف يسرائيل كاتس، التي دعا فيها إلى إبادة مخيّم جنين وتفريغه من سكّانه، تعدّ إعلانًا سافرًا لمخططات حكومة الاحتلال الفاشيّة الإباديّة، والتي تمثّلت في تصريحات ذات مضامين تطهير عرقيّ لمسؤولي الاحتلال ووزرائه”.
الحركة أضافت أن هذه “التصريحات الفاشية تكشف طابع الإبادة لحرب الاحتلال على شعبنا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي استُخدمت فيها كافّة صنوف الإرهاب والقتل والتنكيل والمجازر والتجويع والحرمان من أبسط مقومات الحياة”.
كما دعت “فتح” المجتمع الدولي إلى “التعامل الجاد مع هذه التصريحات الفاشيّة، واعتبارها دليلًا دامغًا على مآرب الاحتلال الإباديّة حيالَ شعبنا”.
وطالبت “بمحاسبة قادة الاحتلال ومسؤوليه، وإلزام منظومة الاحتلال بالانصياع للقانون الدولي، ووقف حرب الإبادة الممنهجة على شعبنا بشكل فوريّ”.
ومؤخرا تصاعدت التصريحات المتطرفة لمسؤولين إسرائيليين، وسط انتقادات إقليمية حادة، بينها تصريح لسموتريتش طالب فيه بقتل 2 مليون فلسطيني في غزة باستخدام سلاح التجويع.
وبالتزامن مع حربه المدمرة على غزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته وخاصة شمالي الضفة، كما وسع المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، مما خلف 620 قتيلا ونحو 5 آلاف و400 جريح، وفق معطيات رسمية.
وبشكل متكرر يقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس (شمال)، ويقتل ويصيب فلسطينيين ويدمر ويجرف البنية التحتية.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حربا مدمرة على غزة خلفت قرابة 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.