أخبار الرياضة

غير جنسيته لتحقيق حلم العالمية.. رحلة بطل الجمباز آدم أصيل المشارك في أولمبياد باريس 2024 من مصر إلى تركيا

في الوقت الذي يحتفل فيه أبناء العديد من الدول العربية بالميداليات التي حصلوا عليها خلال مشاركتهم في أولمبياد باريس 2024، إلا أن لاعب الجمباز آدم أصيل، المصري حامل الجنسية التركية، لن يكون من بينهم.

وذلك في حال حصل على الذهب في المنافسة، فإن الميدالية ستكون من نصيب تركيا وليس مصر، كونها الدولة التي يحمل اسمه، ويمثلها في رياضة الجمباز لسنة 2024، بعد أن كانت بدايته في مصر، حيث كان يطمح لرفع علم بلده الأم في محافل دولية، لكنه لم يجد الدعم الذي كان يحلم به هناك.

قصة آدم أصيل، وهو الاسم الذي اختاره لنفسه بعد حصوله على الجنسية التركية، أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشار كثيرون إلى أهمية الدعم الرياضي من طرف الدول العربية، في حال كانت تبحث عن نتائج مهمة، ولا تكون سببًا في حدوث نفس سيناريو أصيل.

بطل رياضة الجمباز آدم أصيل.. بداية المشوار في مصر

بدأ آدم أصيل، المولود سنة 1999، مشواره الرياضي في مصر، حيث كان شغوفًا برياضة الجمباز منذ صغره، وهناك تلقى تدريباته الأولى في أحد الأندية المحلية، حيث أظهر موهبة كبيرة وإصرارًا على تحقيق النجاح.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها، كان أصيل مصممًا على تحقيق أحلامه والوصول إلى أعلى المستويات في رياضته المفضلة، والارتقاء بمصر إلى مراتب عالمية في الرياضة التي يحترفها.

فقد لعب باسم مصر في العديد من البطولات ابتداء من سنة 2011 إلى 2017، لكن عدم الاهتمام به جعله يشعر بالإحباط الكبير.


ومن بين أبرز التحديات التي واجهها في مصر كانت قلة الإمكانيات والتجهيزات الرياضية المناسبة، وعدم توفر الدعم المالي الكافي، ثم صعوبة الحصول على فرص تدريبية متقدمة.

كل هذه العوامل جعلت آدم أصيل، واسمه الحقيقي عبد الرحمن الزمزمي، يفكر في سلك طريق مختلف، والبحث عن مكان جديد قادر على تقدير موهبته الرياضية.

قرار الاحتراف في تركيا

بعد مواجهة كل هذه التحديات في مصر، قرر أصيل التوجه إلى تركيا بحثًا عن فرص أفضل لتحقيق أحلامه الرياضية.

وجاء الاختيار هذا كون تركيا توفر بيئة رياضية متقدمة ودعمًا أكبر للرياضيين، مما جعلها الخيار الأمثل من أجل أصيل لمواصلة مشواره الرياضي وتحقيق أهدافه.

فقد بدأ في التدريب رفقة المدرب يلماز جوكتكين لمدة سنتين، وخلال هذه الفترة لم يكن قادرًا على المشاركة في أي بطولة، كونه كان ينتظر الحصول على الجنسية التركية، التي تقدم بالحصول عليها بعد أن حط الرحال في البلد.

كان المدرب التركي قادرًا على تطوير مهارات الشاب عبد الرحمن “آدم أصيل”، إذ ساعده في تحسين مهاراته وتطوير أدائه.

وكل هذا من خلال برامج تدريبية متقدمة وضعها له المدرب التركي، والتي ساهمت في رفع مستواه الفني والبدني بشكل جِد ملحوظ في فترة قصيرة.


إضافة إلى الدعم النفسي الكبير الذي حصل عليه، في الوقت الذي كان يتم فيه إحباط موهبته من طرف الاتحاد المصري للجمباز.

وقال في إحدى لقاءاته الصحفية السابقة :”كنت في مصر أقول للاتحاد المصري للجمباز أريد أن أكون بطلًا عالميّا أو أولمبيًّا كان الرد يأتي باستفزاز ويضحكوا عليّ ويقولوا أين نحن وأين هم”.

آدم أصيل والحصول على الجنسية التركية

بفضل إنجازاته الرياضية وتفانيه في التدريب، تمكن أصيل من الحصول على الجنسية التركية، هذا الإنجاز كان له تأثير كبير على مسيرته الرياضية، حيث أصبح بإمكانه المشاركة في البطولات الدولية تحت علم تركيا، مما زاد من فرصه لتحقيق المزيد من النجاحات.

بعد حصوله على الجنسية، قرر أصيل تغيير اسمه وهويته ليصبح جزءًا من المجتمع التركي بشكل كامل، إذ اختار لنفسه في البداية اسم عبد الرحمن الجمل، وشارك بالعلم التركي في بطولة أوروبا 2020. لكن في عام 2021، قرر تغييره مرة أخرى، ليصبح اليوم آدم أصيل.

هذا القرار كان له تأثير إيجابي على حياته الشخصية والمهنية، حيث شعر بالانتماء والاندماج في المجتمع الجديد، مما ساعده على التركيز بشكل أكبر على تحقيق أهدافه الرياضية.

إذ حقق أصيل العديد من الإنجازات الرياضية البارزة بعد انتقاله إلى تركيا، حيث شارك في العديد من البطولات الدولية والمحلية، وحقق نتائج مميزة.

إذ شارك في بطولة العالم للجمباز لعام 2022، وقدم أداءً رائعًا جعله يحصل على المركز الأول في فئة الجمباز الفني، مما كان نقطة تحول في مسيرته الرياضية، حيث أثبت قدرته على المنافسة على أعلى المستويات الدولية.

وفي عام 2023، شارك في بطولة أوروبا للجمباز، وحقق المركز الثاني في فئة الجمباز الفني، وبذلك أصبح باسمه وهويته الجديدة واحدًا من بين أبرز الرياضيين في رياضة الجمباز على مستوى القارة الأوروبية.


آدم أصيل والتأهل لأولمبياد 2024

بفضل نتائجه المميزة في البطولات الدولية، تمكن أصيل من التأهل للمشاركة في أولمبياد 2024، هذا التأهل الذي كان حلمًا طالما سعى لتحقيقه، ويعتبر تتويجًا لجهوده وتفانيه في رياضة الجمباز.

وقد قدم منذ أول ظهور له مستوى مبهرًا، جعل الأنظار تتجه إليه بقوة، ليتحدثوا عن أصوله المصرية، وقدراته الهائلة، التي استثمرت فيها تركيا وليس مصر، لتكون بذلك الدولة المؤهلة للحصول على الذهب بدل الدولة الأم.

وفي تصريحاته الصحفية المختلفة، قال أصيل إنه تركي عندما يتعلق الأمر برياضة الجمباز، لكن في حياته اليومية فهو مصري، ومتعلق بشكل كبير بهويته ووطنه الأم، لكنه اضطر إلى التضحية من أجل إبراز موهبته.

إذ قال في إحدى هذه التصريحات :”لقد غيرت بلدي لأصبح شيئًا مهمًا للغاية في العالم. أريد أن يُعرف اسمي في جميع أنحاء العالم. وأعتقد أن هذا هو السبب وراء تغيير اسمي لأنني أردت أن أكون لاعب جمباز جديدًا للجميع”.