كشفت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الجمعة 9 أغسطس/ آب 2024، عن شروط رئيس وزراء الاحتلال الجديدة على صفقة التبادل ووقف إطلاق النار مع حركة حماس، في الوقت الذي أعلنت عدة دول عربية دعمها لمبادرة قادة قطر ومصر والولايات المتحدة بالدعوة إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأسبوع المقبل.
حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب تطالب بالسيطرة على محور فيلادلفيا، والتأكيد على منع حركة حماس من تولي أي مسؤوليات في معبر رفح الفاصل بين القطاع ومصر.
كما كشفت الهيئة أن تل أبيب تطالب بزيادة عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم إلى الحد الأقصى، والاحتفاظ بالحق في اتخاذ القرار بشأن الأسرى المدرجين ضمن الفئة الإنسانية.
كما أن من ضمن مطالب حكومة الاحتلال طرد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم في إطار الصفقة خارج قطاع غزة.
دعم عربي للبيان الثلاثي
والجمعة، أعلنت عدة دول عربية دعمها لمبادرة قادة مصر وقطر والولايات المتحدة بدعوة إسرائيل وحركة حماس إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأسبوع المقبل، داعين إلى التعامل مع هذه المبادرة بـ”إيجابية” و”دون تأخير”.
جاء ذلك بحسب بيانات وتصريحات صدرت عن وزارات ومسؤولي خارجية السعودية، الإمارات، سلطنة عمان، الكويت، البحرين، العراق، ولبنان، بالإضافة إلى مجلس التعاون الخليجي، في ظل دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الـ11 على التوالي.
حيث رحبت السعودية، في بيان للخارجية، بالبيان المشترك، مؤكدة “دعمها” الكامل لجهودهم المتواصلة في سبيل إتمام التوصل إلى وقف إطلاق النار والمعالجة العاجلة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة.
وشددت على “ضرورة وقف النزيف وإنهاء المعاناة وحماية المدنيين، والمضي قدماً في سبيل إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والأمن واستعادة الشعب الفلسطيني الشقيق لكامل حقوقه المشروعة”.
فيما أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، في بيان، انضمام “الإمارات” إلى الدعوة الموجهة من قادة قطر ومصر والولايات المتحدة “للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار (على قطاع غزة) وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين”.
وحثت الإمارات، وفق البيان، “الأطراف المعنية (إسرائيل وحماس) على الاستجابة إلى الدعوة لاستئناف مشاورات عاجلة بتاريخ 15 أغسطس/ آب 2024”.
كما أعربت عن “أملها” بعدم إضاعة مزيد من الوقت من قبل أي من الأطراف.
من جانبها، أعربت الخارجية العمانية عن ترحيب السلطنة بالبيان المشترك الصادر عن قادة مصر وقطر والولايات المتحدة، مؤكدة “تقديرها” للجهود المستمرة التي تُبذل للتوصل إلى هذا الاتفاق.
بدورها، أشادت الكويت، في بيان للخارجية، بمضمون البيان المشترك، مؤكدة موقفها الداعم لكافة الجهود المبذولة بهدف التوصل لاتفاقات من شأنها وقف العدوان على قطاع غزة.
كذلك أعربت البحرين، في بيان للخارجية، عن ترحيبها بالبيان المشترك، مؤكدة موقف المملكة الثابت المؤيد لكافة الجهود الهادفة إلى التوصل للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كذلك، رحبت الخارجية العراقية بالبيان المشترك للقادة الثلاثة، وأكدت أنه “يعكس التزاماً جاداً من قبلهم بحل الأزمة الإنسانية القائمة في غزة، ويعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وشددت على “دعم” العراق لهذا الجهد الدولي، ودعوتها كافة الأطراف المعنية إلى التعامل بإيجابية مع هذه المبادرة.
على النحو ذاته، أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، في مؤتمر صحفي الجمعة، دعم بيروت للمبادرة الأمريكية المصرية القطرية لعقد اجتماع الأسبوع المقبل من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
وقال إن “الحكومة اللبنانية تنضم إلى الدعوة لاستئناف المناقشات العاجلة بالدوحة أو القاهرة لإنهاء الاتفاق وبدء تنفيذه على الفور”.
ولفت بوحبيب إلى أن “الحكومة اللبنانية تُقدر أهمية إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين”.
وأكد أن “الحكومة اللبنانية تعتبر أنه لا مجال لتأخير إضافي بشأن التوصل لهذا الاتفاق، وتحث كل الأطراف المعنية على تسريع عملية إطلاق الرهائن، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ الاتفاق من دون تردد”.
وأشار إلى أن “الحكومة اللبنانية تعتزم دعم وتقديم مقترح جديد لاستكمال تنفيذ البنود الأخرى (للصفقة المطروحة على الطاولة) بطريقة ترضي جميع الأطراف المعنية”، دون توضيح أي تفاصيل بشأنه.
وعلى مستوى المنظمات، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، في بيان، بمضامين البيان المشترك.
وأشاد البديوي، بالجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بين جميع الأطراف، مؤكداً أن دول مجلس التعاون تدعم كافة الجهود الرامية لوقف الأزمة وإنقاذ الشعب الفلسطيني.
الإعلان الثلاثي
والخميس، اعتبر قادة قطر ومصر والولايات المتحدة، في بيانهم المشترك، أن “الوقت حان للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمحتجزين”.
وتابعوا: “لقد سعى ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى اتفاق إطاري، وهو مطروح الآن على الطاولة ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ”.
ويستند هذا الاتفاق إلى المبادئ التي طرحها بايدن في 31 مايو/ أيار، وفق بيان القادة الثلاثة.
وأكد القادة الثلاثة في بيانهم أنه “ينبغي عدم إضاعة مزيد من الوقت كما يجب ألا تكون هناك ذرائع من قبل أي طرف لتأجيل آخر”، وأنهم “دعوا الجانبين (إسرائيل وحماس) إلى استئناف المناقشات العاجلة الأربعاء 15 أغسطس/ آب، في الدوحة أو القاهرة لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة”.
ويأتي بيان قادة مصر وقطر والولايات المتحدة بعد نحو أسبوع من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران؛ ما ألقى بظلال سلبية على إمكانية استئناف مفاوضات وقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى.
ونهاية مايو/ أيار، طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل “لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)”، وقبلتها حماس وقتها، وفق إعلام عبري.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاف شروطا جديدة اعتبرها كل من وزير الجيش يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتضمنت هذه الشروط منع عودة من سماهم “المسلحين الفلسطينيين” من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتساريم، الذي أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وبقاء الجيش الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.