نفت الأردن مساء الجمعة 9 أغسطس/ آب 2024، سماحها لإسرائيل باستخدام مجال المملكة الجوي للتصدي لهجوم إيراني مرتقب، رداً على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي.
حيث نقل موقع إذاعة الجيش الأردني عن مصدر مسؤول أن لا صحة لما ورد من تقارير أفادت سماح عمان لإسرائيل باستخدام أجواء المملكة الأردنية.
وأضح المصدر أن القوات المسلحة الأردنية “أوضحت غير مرة أنها لن تسمح بأن تكون أراضي وأجواء المملكة الأردنية الهاشمية مسرحاً لأي جهة، مؤكداً أن أنشطة اعتيادية لطائرات سلاح الجو الملكي (المقاتلة منها أو العامودية) وحتى طائرات النقل الجوي شوهدت خلال الأيام الماضية وهذا أمر طبيعي في ظل التصعيد العسكري بالمنطقة”.
وكان موقع “عربي بوست” قد نشر الجمعة، نقلاً عن 3 مصادر أمنية أردنية، أنّ السلطات في الأردن أبلغت “إسرائيل” بالسماح لسلاحها الجوي بالمشاركة في اعتراض الهجوم الإيراني المرتقب عبر أجواء المملكة.
حيث أكدت مصادر متطابقة لـ”عربي بوست”، طالبة عدم الكشف عن اسمها، لحساسية الموضوع، أن هناك تنسيقاً أمنياً وعسكرياً واستخباراتياً بين الأردن وإسرائيل، بما يتعلق بالرد الإيراني المرتقب، تضمن السماح لسلاح الجو الإسرائيلي بالمشاركة في التصدي للهجمات الإيرانية المحتملة التي قد تمر عبر سماء المملكة.
المصادر الأمنية أفادت بأن “قاعدة موفق السلطي (في الأزرق شرقي المملكة)، تستضيف غرفة عمليات للتنسيق الأمني بشأن دخول الطائرات الإسرائيلية إلى الأجواء الأردنية للتصدي لأي هجوم محتمل قادم من إيران”.
وكشف أحد المصادر الأمنية، لـ”عربي بوست”، أن الأمر ذاته سمح به الأردن عند الضربة الإيرانية الأولى لإسرائيل في أبريل/نيسان 2024، التي عبرت سماء المملكة، موضحاً أن عمّان وافقت لكل من سلاح الجو الإسرائيلي والأمريكي والفرنسي والألماني، بالمشاركة في عملية التصدي فوق أجوائها، باستخدام طائرات F35 وF15 وF16، لإسقاط عدد من الصواريخ والمسيرات فوق الأردن والعراق وسوريا.
وسبق أن أكد الأردن حينها سقوط بعض الشظايا على أراضيه، دون وقوع أضرار أو إصابات كبيرة.
وتعرّض الأردن إلى انتقادات داخلية بسبب تدخله في الاعتراض لصالح “إسرائيل” ضد الضربات الإيرانية، في حين تقول مصادر مقربة من الخارجية الإيرانية لـ”عربي بوست”، إن إيران طلبت من الأردن، خلال الزيارة النادرة التي أجراها وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي إلى طهران، في 5 أغسطس/آب 2024، “عدم التصدي للرد الإيراني باتجاه إسرائيل، وإلا ستعتبر الأردن معادية لإيران”.
وتترقب إسرائيل منذ أكثر من أسبوع ردود فعل انتقامية من إيران و”حزب الله”، بعد اغتيال هنية في طهران، واغتيال القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر بغارة على ضاحية بيروت الأسبوع الماضي.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.