استشهد 6 فلسطينيين بينهم طفلان وأصيب آخرون، الجمعة 9 أغسطس/آب 2024، في غارة إسرائيلية استهدفت مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، التي يصنفها الجيش الإسرائيلي “منطقة إنسانية آمنة”، في حين قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاجوبال، إن يوم محاسبة إسرائيل “قادم لا محالة”.
ونقلت الأناضول عن مصادر طبية، أن غارة إسرائيلية على منطقة المواصي غربي خان يونس، تسببت في استشهاد ستة فلسطينيين بينهم طفلان وإصابة عدد آخر.
فيما قال شهود عيان للأناضول، إن الغارة استهدفت مجموعة من المدنيين بينهم طفلان كانوا يستظلون بحائط مركز لتحفيظ القرآن يتبع وزارة الأوقاف في المواصي. وأضاف الشهود أن المكان المستهدف “مليء بالنازحين وخيامهم”.
وأوضحوا أن المكان المستهدف يأتي ضمن “المناطق الإنسانية الآمنة” التي حددها الجيش الإسرائيلي، ودعا المواطنين للتوجه إليها.
وتفتقر هذه المنطقة التي يزعم الجيش أنها “إنسانية آمنة” ويجبر الفلسطينيين على التوجه إليها، إلى أدنى مقومات الحياة الإنسانية فضلاً عن اكتظاظها بالنازحين.
ومع صدور أوامر الإخلاء وإعلان الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، عملية عسكرية في خان يونس شهدت مناطق شرق وجنوب المدينة، حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق الغربية وسط قطاع غزة.
وتتواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس منذ أيام.
ووفق أحدث إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو مليوني فلسطيني، بينهم 1.7 مليون يعيشون في المواصي بظروف مروعة، وفق بيان سابق لمنظمة المساعدة الإنسانية الدولية “أوكسفام”.
يوم محاسبة إسرائيل “قادم لا محالة”
من جانبه، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاجوبال، إنه يعتقد “اعتقادا راسخا أن يوم محاسبة إسرائيل قادم”.
جاء ذلك في حديثه للأناضول، الجمعة، على هامش مؤتمر “إعادة النظر في القانون الدولي بعد غزة” الذي نظمته كلية الحقوق بجامعة بوغازيتشي في إسطنبول.
وقال راجاجوبال: “أعتقد اعتقادا راسخا أن يوم الحساب سيأتي لإسرائيل، وآمل أن يحدث تغيير في السلوك بسبب النتائج التي توصل إليها تقرير لجنة التحقيق محكمة العدل الدولية وفقدان إسرائيل للشرعية”.
وأشار إلى “زيادة التعبئة ضد الصهيونية المتطرفة في إسرائيل خلال السنوات الخمس عشرة الماضية”.
وأضاف راجاجوبال: “أعتقد أننا الآن عند نقطة تحول، ورغم أن يوم المحاسبة قد لا يأتي على الفور، فمن الواضح أن إسرائيل وسياساتها ستتغير”.
كما شدد على ضرورة اتخاذ العديد من الإجراءات ضد إسرائيل، مثل العقوبات الاقتصادية أو الحظر التجاري.
وتساءل المقرر الأممي: “لماذا لا يتم الإطاحة بها؟ إنها تتعارض مع كل المثل العليا لميثاق الأمم المتحدة، وتقتل موظفي الأمم المتحدة أينما تريد، وتصف الأونروا بالمنظمة الإرهابية”.
وفي إشارة إلى أن إسرائيل لا تريد أن تكون جزءا من الأمم المتحدة، قال راجاجوبال: “دعونا إذن نسقط نظامها، دعونا لا نطرد إسرائيل، بل دعونا نسقطها”.
وأضاف: “لا يمكن أن يتم ذلك بموافقة مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو الأمريكي، لكن من الممكن أن يتم ذلك من خلال الجمعية العامة”.
وشدد على أنه قد تُتَّخذ قرارات مثل العقوبات الاقتصادية أو حظر الأسلحة ضد إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأردف: “الجمعية العامة لديها هذه الصلاحيات.. والسؤال هنا هو: لماذا دول الجنوب العالمي التي تشكل أغلبية الجمعية العامة للأمم المتحدة ويدينون إسرائيل، لا تستخدم قوتها التي تتمتع بها في إطار ميثاق الأمم المتحدة؟”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.