الأخبار

مصادر: الأردن يسمح لإسرائيل بالتصدي لهجوم إيران داخل أجوائه.. بيانات ملاحية عن تحليق طائرات حربية للاحتلال بسماء المملكة

كشفت 3 مصادر أمنية أردنية، عن أنّ السلطات في الأردن أبلغت “إسرائيل” بالسماح لسلاحها الجوي بالمشاركة في اعتراض الهجوم الإيراني المرتقب عبر أجواء المملكة، في حين رصد “عربي بوست” جولات استكشافية لطائرات إسرائيلية بسماء الأردن.

يأتي ذلك في الوقت الذي يقول فيه الأردن إنه “لا يسمح لإيران أو إسرائيل باستخدام إجوائه، وتحويل المملكة إلى ساحة حرب”، بحسب الموقف المعلن من وزارة الخارجية الأردنية.

و نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن وزير الاتصال الحكومي الأردني مهند المبيضين، أن بلاده أبلغت طهران بأنها “

لن تسمح باستخدام مجالها الجوي لأي غرض

“.

لكن أكدت المصادر المتطابقة لـ”عربي بوست”، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، لحساسية الموضوع، أن هناك تنسيقاً أمنياً وعسكرياً واستخباراتياً بين الأردن وإسرائيل، بما يتعلق بالرد الإيراني المرتقب، تضمن السماح لسلاح الجو الإسرائيلي بالمشاركة في التصدي للهجمات الإيرانية المحتملة التي قد تمر عبر سماء المملكة.

المصادر الأمنية أكدت أن “قاعدة موفق السلطي (في الأزرق شرقي المملكة)، تستضيف غرفة عمليات للتنسيق الأمني بشأن دخول الطائرات الإسرائيلية إلى الأجواء الأردنية للتصدي لأي هجوم محتمل قادم من إيران“.


وكشف أحد المصادر الأمنية، لـ”عربي بوست”، أن الأمر ذاته سمح به الأردن عند الضربة الإيرانية الأولى لإسرائيل في أبريل/نيسان 2024، التي عبرت سماء المملكة، موضحاً أن عمّان وافقت لكل من سلاح الجو الإسرائيلي والأمريكي والفرنسي والألماني، بالمشاركة في عملية التصدي فوق أجوائها، باستخدام طائرات F35 وF15 وF16، لإسقاط عدد من الصواريخ والمسيرات فوق الأردن والعراق وسوريا.

وسبق أن أكد الأردن حينها سقوط بعض الشظايا على أراضيه، دون وقوع أضرار أو إصابات كبيرة.

وتعرّض الأردن إلى انتقادات داخلية بسبب تدخله في الاعتراض لصالح “إسرائيل” ضد الضربات الإيرانية، في حين تقول مصادر مقربة من الخارجية الإيرانية لـ”عربي بوست”، إن إيران طلبت من الأردن، خلال الزيارة النادرة التي أجراها وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي إلى طهران، في 5 أغسطس/آب 2024، “عدم التصدي للرد الإيراني باتجاه إسرائيل، وإلا ستعتبر الأردن معادية لإيران”.


طائرات إسرائيلية بسماء الأردن بمهام عسكرية

على صعيد متصل، يكشف رصْدٌ قام به “عربي بوست” عن تنفيذ الطيران العسكري الإسرائيلي جولات استطلاعية في سماء الأردن، في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات عدم سماحها باستخدام أجواء المملكة لأي غرض يحوّلها إلى ساحة معركة.

وتتبع “عربي بوست” 3 طائرات استطلاع عسكرية إسرائيلية، دخلت المجال الجوي الأردني بشكل مكثف الخميس 8 أغسطس/آب 2024، في الوقت تتركز فيه حالة الترقب للرد الإيراني على “إسرائيل”.

بحسب ما جرى رصده باستخدام الموقع المتخصص لرصد حركة الطائرات “adsbexchange”، فإن أولى الطائرات العسكرية الإسرائيلية التي حلقت فوق الأردن، طافت فوق محافظة إربد في شمال المملكة، والثانية في الكرك جنوب العاصمة الأردنية عمّان، والثالثة فوق مناطق مختلفة من المملكة لأكثر من مرة.

والطائرات الإسرائيلية التي تمكن “عربي بوست” من رصدها في سماء الأردن هي:


1- طائرة (Lockheed C-130 Hercules)

وهي طائرة عسكرية لنقل الجند ومهام الاستطلاع، أمريكية الصنع، بأربع محركات توربينية، بحسب موقع القوات الجوية الأمريكية “Air Force”.


وعند تتبع مسار الطائرة خلال الـ100 يوم الماضية، يتبين أن نشاط هذه الطائرة لم يكن يشمل أجواء الأردن قبل يوليو/تموز 2024، وأنه كان يقتصر بعض الأحيان فوق الأراضي المحتلة ومصر ولبنان.

ووصل عدد المرات التي أقلعت فيها هذه الطائرة فوق الأجواء الأردنية منذ بداية يوليو/تموز 2024، 7 مرات حتى نشر هذا التقرير، ولها رحلات تحلق فيها في اليوم الواحد فوق كل من الأردن ومصر ولبنان.



2- طائرة (Beechcraft T-6 Texan 2)

وهي طائرة عسكرية إسرائيلية، تستخدم لمهام الاستطلاع وتدريب الطيارين ومهام أمن الحدود، ولكشف مسارات الهجمات الجوية، بحسب موقع القوات الجوية الأمريكية.


وهي أمريكية الصنع، صغيرة، وتحتمل راكبين فقط، بمحرك توربيني نفاث واحد، ويمكنها حمل أجهزة الاستشعار والرصد والأسلحة الهجومية.

وعند تتبع مسار هذه الطائرة على مدار الـ100 يوم الماضية، يتبين طيرانها فوق أجواء الأردن بنحو 10 مرات، إلا أن 7 منها كانت منذ يوليو/تموز 2024 فقط.


3- طائرة (BOEING 707-300)

هي طائرة عسكرية إسرائيلية، تختص بالنقل ومهام أنظمة الإنذار المبكر للمخاطر، والتزود بالوقود جواً، والنقل، وللمهام الاستطلاعية، بحسب شركة “All Clear” الأمريكية، التي تقدم خدمات الصيانة والتشغيل للطائرات العسكرية.

يُظهر نشاط هذه الطائرة العسكرية الإسرائيلية على الرادارات، أنها قامت بجولات عدة فوق سماء الأردن، بلغت أربع مرات، في كل من الزرقاء ومنطقة الأغوار ومادبا، في 8 أغسطس/آب 2024.


وتظهر هذه الطائرة على وجه الخصوص، نشاطاً كبيراً ومتكرراً في كل من الأردن ومصر ولبنان، على مدار الأشهر الماضية، وبشكل مركز منذ بداية الحرب في غزة.

من خلال تتبع “عربي بوست” لرحلات تحليق هذه الطائرات الإسرائيلية الثلاث، فإنه باستثناء الطائرة الثانية المذكورة، فإن الطائرتين الأولى والثالثة، نشطتا بشكل مكثف منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فوق قطاع غزة، وفي الأيام الأولى من الحرب، قبل أن يمتد تحليقهما فيما بعد إلى داخل الأراضي المصرية واللبنانية والأردنية.