الأخبار

أول مركبة قتالية منذ عقدين.. ما هي الدبابة إم 10 بوكر الأمريكية الجديدة، ولماذا تثير الجدل حول قدراتها وكلفتها؟

أثارت الدبابة الخفيفة M10 Booker الجديدة التابعة للجيش الأمريكي جدلاً حول ضرورتها وفاعليتها في الحرب الحديثة. وتقول مجلة National Interest الأمريكية إن النقاد يجادلون بأن دبابة M10 هي مفهوم عفا عليه الزمن وغير ضرورية في المشهد القتالي المتغير اليوم للحروب، كما هو واضح في صراعات مثل تلك الموجودة في أفغانستان والعراق وأوكرانيا.

ما هي الدبابة إم 10 بوكر (M10 Booker) الأمريكية؟

يقول الجيش الأمريكي إن اسم الدبابة هو تكريم للرقيب ستيفون بوكر (Stevon A. Booker) الذي حصل على وسام الخدمة المتميزة بعد مقتله في غزو العراق عام 2003، والجندي روبرت بوكر (Robert D. Booker)، الذي حصل بعد وفاته على وسام الشرف لأعماله العسكرية في تونس عام 1943 التي كلفت حياته إبان الحرب العالمية الثانية، حسبما قال مسؤولون في الجيش.

وتتميز “M10 بوكر” بقدرتها على توجيه نار مباشرة وبشكل دقيق ضد الأهداف، وتُعتبر تقدماً هاماً في مجال تكنولوجيا المركبات العسكرية. حيث صُمّمت “M10 بوكر” بواسطة شركة جنرال دايناميكس، وتتميز بالعديد من التقنيات المتقدمة، بما في ذلك منظار حراري محسّن وهيكل خفيف الوزن ومحرك ديزل حديث.

على الرغم من أجهزة الاستشعار وأنظمة الاتصالات المتقدمة، تواجه الدبابة الأمريكية بوكر M10 تحديات تشغيلية بسبب وزنها الخفيف ودرعها المنخفض مقارنة بالدبابات الأثقل مثل الدبابة الأولى أبرامز٬ وتم اتخاذ قرار بعدم تصنيف M10 بوكر كدبابة.

ويدعي المنتقدون أن دبابة M10 توفر قدرات زائدة عن الحاجة وأن الأموال التي أنفقت على تطويرها من قبل الجيش الأمريكي كان من الممكن استثمارها بشكل أفضل في التقنيات الناشئة مثل الحرب السيبرانية، والأنظمة غير المأهولة، والضربات الدقيقة بعيدة المدى. ويصر مسؤولو الجيش على عدم الإشارة إليها على أنها دبابة خفيفة. 

وفي الوقت نفسه، يقول منتقدو الدبابة M10 إنها مجرد مثال آخر على التبذير -والافتقار إلى الابتكار- الذي كافح الجيش الأمريكي للتغلب عليه منذ نهاية الحرب الباردة، وحتى في الحرب العالمية على “الإرهاب”، وخصيصاً في العراق وأفغانستان.

الدبابة M10.. المزايا والقدرات القتالية والسلبيات

ودبابة M10 Booker هي مركبة مدرعة مصممة لدعم فرق لواء المشاة القتالية (BCT) من خلال توفير قدرة نيران مباشرة متنقلة ومحمية. والغرض منها هو قمع وتدمير التحصينات وأنظمة الأسلحة وطرق الخنادق. علاوة على ذلك، فإن M10 تهدف إلى الحماية من مركبات العدو المدرعة. تم تجهيز الدبابة بوكر بمدفع رئيسي عيار 105 ملم ومجموعة من أجهزة الاستشعار وأنظمة الاتصالات المتقدمة.

لكن الدبابات الخفيفة من أمثال بوكر، لم تحقق نتائج جيدة في القتال الحديث، خاصة ضد الخصوم القريبين كما تقول مجلة ناشونال إنترست. وما علينا إلا أن ننظر إلى تجربة أوكرانيا مع دبابات AMX-10RC الفرنسية الأقدم ، والتي كانت مواجهتها سيئة للغاية ضد الدروع الروسية، حتى أن الأوكرانيين سحبوا من جانب واحد الدبابات الفرنسية الخفيفة ومنعوا استخدامها مرة أخرى في القتال. ومن المؤكد أن دبابة Booker أكثر تقدماً من AMX-10RC الفرنسية لكن المسألة ليست في التقدم التقني، بل في الدروع والقوة النارية.

بلغت تكلفة إنتاج هذه الدبابة 1.14 مليار دولار أنفقت في تجهيز ما يصل إلى 96 وحدة من هذه المركبات. كان من الممكن إنفاق الأموال التي تم إنفاقها على تطوير ونشر هذه الدبابات الخفيفة على مجالات أخرى يحتاجها الجيش الأمريكي، مثل تحسين الأنظمة الحالية أو الاستثمار في التقنيات الجديدة.

لا تخلو دبابة M10 Booker من التحديات التشغيلية. فحجمها الأصغر ووزنها الخفيف مقارنة بـ M1 Abrams يجعلها أكثر عرضة لنيران العدو. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحماية المنخفضة للدروع والقوة النارية للدبابة M10 Booker يمكن أن تحد من فعاليتها في بعض المواقف القتالية (مثل النوع الذي يتم تجربته حالياً في أوكرانيا). 

في النهاية، من المتوقع أن يتم إجراء اختبارات تشغيلية أولية لهذه الدبابة في نهاية العام 2024. وستنضم دبابة M10 بوكر إلى فرق القتال الخفيفة والوحدات القابلة للنزول بالمظلة، ويعتقد الجيش أنها ستسهم في تحسين القدرات البرية لوحدات الجيش الأمريكي.