ترجح تل أبيب أن “حزب الله” سيسبق إيران في مهاجمة إسرائيل، وأن سيناريو شن “هجوم منسق” هو “الأسوأ”، لكن توقعات حدوثه منخفضة، وذلك ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران والقيادي العسكري البارز بالحزب فؤاد شكر ببيروت، وفق إعلام عبري.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قالت الخميس 8 أغسطس/آب 2024: “السيناريو الأسوأ بالنسبة للجيش الإسرائيلي هو هجوم منسق وسريع من كل من إيران ولبنان، لكن قادة الدفاع والسياسة يعتبرون أن احتمالية حدوث ذلك منخفضة”.
الصحيفة أضافت: “وتشير التقييمات الأخيرة إلى أن حزب الله سيضرب أولًا، بينما تدرس إيران الرد على اغتيال هنية”.
وبينما تبنت تل أبيب اغتيال شكر، تلتزم الصمت حيال اتهام إيران وحماس لها باغتيال هنية، وإن ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده عن قصف مقر إقامته خلال زيارة لطهران.
الرد “آتٍ لا محالة”
ومساء الثلاثاء، قال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، في كلمة متلفزة، إن رد الحزب على اغتيال شكر “آتٍ لا محالة”، سواء بشكل فردي أو جماعي، وإن انتظار إسرائيل له “جزء من العقاب”.
وذكرت الصحيفة أن “المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية مع وجهة نظر نصر الله بأن جزءًا كبيرًا من أهداف حزب الله قد تحقق بالفعل؛ إذ أن توقع الانتقام لا يزال محورا إعلاميا رئيسيا في إسرائيل” بينما لم يرد “حزب الله” بعد.
وتابعت أن “الاستعدادات المتزايدة لسلاح الجو وقيادة الجبهة الداخلية والقيادة الشمالية (مع لبنان) دخلت أسبوعها الثاني منذ الاغتيال المزدوج لشكر، يليه هنية في عملية نُسبت لإسرائيل”.
“وقد اكتملت الاستعدادات نهاية الأسبوع، مع استخدام الوقت المتبقي حتى رد لبنان وإيران لتعزيز التنسيق مع الحلفاء، وخاصة الولايات المتحدة، مع توقعات بأن تحصل إسرائيل مجددا على غطاء جوي وعمق استراتيجي لمواجهة الهجوم”، وفق الصحيفة.
وأردفت: “في حين لا تزال إيران تدرس الرد، يقدر المسؤولون الإسرائيليون أن الرد جاهز بالفعل لدى حزب الله وقررته قيادة الجماعة”.
الأهداف المحتملة
وبخصوص طبيعة الرد، قالت الصحيفة: “تتوقع إسرائيل أن يكون رد فعل حزب الله قويًا، لكنه سيركز على الأهداف العسكرية في الشمال، وربما مدينة حيفا، حيث توجد قواعد عديدة للجيش الإسرائيلي ومرافق استراتيجية”.
واستطردت: “هذا الهجوم قد يمتد إلى الأحياء السكنية القريبة، وربما تكون هناك أيضا محاولة لتوسيع الصراع باستهداف رمزي للمناطق الواقعة جنوب حيفا، وربما في منطقة الوسط”.
الصحيفة اعتبرت أن “الاضطراب الوحيد الذي يشعر به عشرات الآلاف من الإسرائيليين هو جراء إلغاء مئات الرحلات الجوية في مطار بن غوريون خلال موسم الذروة السياحي”.
وفي ظل مخاوف من اندلاع حرب شاملة، ألغت شركات طيران دولية عديدة رحلاتها من وإلى تل أبيب، سواء لفترة محددة أو إلى أجل غير مسمى؛ ما ترك نحو 150 ألف إسرائيلي عالقين خارج إسرائيل.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب، وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية بلبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قصفًا يوميًا؛ خلّف المئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي؛ ما أسفر عن أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.