منذ بداية الألعاب الأولمبية باريس 2024، والعديد من العناوين تشير إلى أنها الدورة 32 من الألعاب الصيفية، الشيء الذي يشير بشكل مباشر إلى أن هناك كذلك الألعاب الأولمبية الشتوية.
إلا أن القليل منا من يعرف تفاصيل البطولة الشتوية، ونوعية الرياضات التي تلعب فيها، خصوصا أنه نادرا ما يشارك أحد الرياضيين من الدول العربية في هذه الألعاب، التي تعتمد معظمها على رياضات التزلج، وهي التي لا تمارس بكثرة في دول المنطقة.
وبشكل عام، فإن الألعاب الأولمبية، عبارة عن مناسبة رياضية تساهم في جمع رياضيي العالم، الذين يمثلون العديد من الرياضات، تحت سقف واحد.
لكن بينما تحتفل الألعاب الصيفية بالحركة والحرارة والشمس، تتلألأ الألعاب الشتوية في أجواء الثلوج والجليد والبرودة.
وهنا يجب طرح سؤال رئيسي، وهو: ما الفرق بين هاتين النسختين؟ وكيف تختلف الألعاب التي يتم التنافس فيها، وما هي الدول التي تبرز في كل منهما؟
الأولمبية الصيفية والشتوية.. البدايات
أقيمت الأولمبياد الصيفية الافتتاحية في أثينا عام 1894، وكانت المنافسة تقتصر على تسع رياضات فقط، وأقل من 250 متنافسًا، وكانوا جميعًا من الذكور.
في الوقت الذي لم تقم فيه الألعاب الأولمبية الشتوية الافتتاحية حتى عام 1924، وقبل هذا الوقت، تم تضمين الرياضات الجليدية مثل الهوكي على الجليد والتزلج الفني في الألعاب الأولمبية الصيفية.
على سبيل المثال، ظهر التزلج الفني لأول مرة في الأولمبياد الصيفية عام 1908 في لندن، بينما تم التنافس على الهوكي على الجليد لأول مرة في عام 1920.
و بمجرد انطلاق الألعاب الشتوية رسميًا في عام 1924، تم نقل جميع الرياضات الشتوية بشكل دائم إلى الألعاب الأولمبية الشتوية.
عدد الألعاب الأولمبية في النسخة الصيفية مقابل الشتوية
حتى الآن، أقيمت 32 دورة ألعاب أولمبية صيفية في 26 مدينة مختلفة. وأقيمت 24 دورة ألعاب أولمبية شتوية في 21 مدينة مختلفة، وستكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2026 هي الدورة الأولمبية الشتوية 25.
ما مدى تكرار الأولمبياد الصيفية والشتوية؟
تقام الألعاب الصيفية والشتوية كل أربع سنوات، و حتى عام 1992، أقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية في نفس العام، لكن اللجنة الأولمبية الدولية قررت الاحتفاظ بالدورات التي مدتها أربع سنوات ولكن تأجيل الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية.
على هذا النحو، أقيمت الألعاب الأولمبية الشتوية اللاحقة في عام 1994. وبسبب جائحة كوفيد-19، تم تأجيل الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2020 في طوكيو حتى عام 2021.
وتقام الألعاب الشتوية عادةً في فبراير من عامها المقرر، بينما تقام الألعاب الأولمبية الصيفية في شهر أغسطس من عامها المقرر.
عدد الرياضات والأحداث في الألعاب الأولمبية الشتوية والصيفية
كانت الألعاب الأولمبية الأولى المقامة في الصيف تضم تسع رياضات فقط و10 تخصصات و43 حدثًا.
وشملت الرياضات ألعاب القوى وركوب الدراجات تخصصات الطرق والمضمار، والمبارزة والجمباز والرماية والسباحة والتنس ورفع الأثقال والمصارعة.
ومع ذلك، تضمنت الأولمبياد الصيفية 2020 في طوكيو 339 حدثًا عبر 33 رياضة مختلفة، تغطي ما مجموعه 50 تخصصًا.
كما ظهرت رياضات جديدة، بما في ذلك الكاراتيه وتسلق الجبال وركوب الأمواج والتزلج على الألواح، وتم إعادة البيسبول والكرة اللينة.
كانت هناك أيضًا تخصصات جديدة لم يسبق أن كانت سابقا في المنافسات، مثل كرة السلة 3 × 3 وBMX الحرة.
أما خلال الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، فتضم 32 رياضة فقط، بعد أن تمت إزالة الكاراتيه والبيسبول والكرة اللينة، التي تم التنافس عليها في الألعاب الأولمبية الصيفية 2020، فيما تمت إضافة الرقص البريك دانس لأول مرة.
وبذلك فإن الألعاب الرياضية الموجودة في المنافسة هي الرماية، وكرة الريشة، وكرة السلة (بما في ذلك كرة السلة 3 × 3)، والكرة الطائرة الشاطئية، والرقص، والملاكمة، والتجديف بالزوارق/الكاياك، والتسلق، وركوب الدراجات (تشمل التخصصات المضمار والطريق وBMX والجبال)، والغوص، والفروسية (الترويض، وسباقات الفروسية، والقفز)، والمبارزة، والهوكي، والجولف، والجمباز.
بالإضافة إلى كرة اليد، والجودو، والخماسي الحديث، والتزلج على الألواح (يُطلق عليه رياضة الأسطوانة)، والتجديف، والرجبي السباعي، والإبحار (ورياضة ركوب الأمواج الشراعية كنوع من أنواع الرياضة)، والرماية، وكرة القدم، والسباحة، وركوب الأمواج، والسباحة المتزامنة، وتنس الطاولة، والتايكوندو، والتنس، وألعاب المضمار والميدان، والترياتلون، والكرة الطائرة داخل الصالات، وكرة الماء، ورفع الأثقال، والمصارعة.
فيما كانت أول دورة ألعاب أولمبية شتوية في عام 1924 تضم خمس رياضات بتسع تخصصات وهي: الزلاجة الجماعية، والكيرلنج، والهوكي على الجليد، والتزلج النوردي، والتزلج على الجليد.
يشمل التزلج النوردي الدوريات العسكرية، والتزلج الريفي، والتزلج النوردي المشترك، والقفز على الجليد، كما يشمل التزلج الفني والتزلج السريع.
وحتى اليوم، لا يوجد سوى سبع رياضات و15 تخصصًا في الأولمبياد الشتوية، و تشمل الرياضات وتخصصاتها البياتلون، والزلاجة الجماعية (الزلاجة الجماعية والهيكل العظمي)، والكيرلنج، والهوكي على الجليد، والزلاجات، والتزلج (التزلج الفني، والتزلج السريع على المضمار القصير، والتزلج السريع)، والتزلج (التزلج على جبال الألب، والتزلج الريفي، والتزلج الحر، والتزلج الشمالي المشترك، والقفز على الجليد، والتزلج على الجليد).
لكن خلال دورة الألعاب الشتوية 2022 في بكين، تم تحطيم رقم قياسي يبلغ 109 أحداث عبر هذه التخصصات الخمسة عشر.
الدول المشاركة في الأولمبياد الصيفية مقابل الشتوية
تنافس رياضيون من 16 دولة مختلفة في أول دورة ألعاب أولمبية شتوية في عام 1924، وبالنسبة للألعاب الأولمبية الشتوية 2022، تنافس رياضيون من 88 لجنة أولمبية وطنية يتأهلوا، إذ شاركت كل من هايتي والمملكة العربية السعودية لأول مرة في الألعاب الأولمبية الشتوية، لتكون بذلك السعودية أول دولة عربية تشارك في الألعاب الأولمبية الشتوية.
تنافس رياضيون من 14 دولة مختلفة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الافتتاحية عام 1894 في أثينا.
وقد نما هذا العدد بشكل كبير، بحيث تنافس 11483 رياضيًا يمثلون 206 لجنة أولمبية وطنية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في طوكيو.
الدول المستضيفة للألعاب الأولمبية الشتوية مقابل الصيفية
لقد كان هناك عدد أكبر من الأحداث والمواقع للأولمبياد الصيفية مقارنة بالشتوية ببساطة لأن الألعاب الأولمبية الصيفية سبقت الألعاب الأولمبية الشتوية.
كما أن موقع الألعاب الأولمبية الشتوية أكثر تقييدًا من الناحية الجغرافية، حيث يجب أن يكون الجو باردًا بدرجة كافية لتساقط الثلوج والجليد في فبراير، مما يحد من المواقع إلى نصف الكرة الشمالي.
وعليه، استضافت 12 دولة فقط تمتد على ثلاث قارات الألعاب الأولمبية الشتوية وهي: الولايات المتحدة وفرنسا والنمسا وكندا واليابان وإيطاليا والنرويج وسويسرا وألمانيا وروسيا وكوريا الجنوبية، والصين.
في المقابل، استضافت 19 دولة مختلفة تمتد على خمس قارات الألعاب الأولمبية في الصيف. تشمل الدول الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى واليونان وفرنسا وألمانيا وأستراليا واليابان والسويد وبلجيكا وكندا وهولندا وفنلندا وإيطاليا والمكسيك والاتحاد السوفيتي وكوريا الجنوبية وإسبانيا والصين والبرازيل.
