الأخبار

“مرحباً بكم في الجحيم”.. 118 صفحة لمنظمة حقوقية إسرائيلية توثق جرائم مروعة بحق فلسطينيين في سجون الاحتلال 

نقلت منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية “شهادات مروعة” لأسرى فلسطينيين سابقين في سجون تل أبيب، قالوا إنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب بما في ذلك الاعتداء الجسدي والجنسي والحرمان من النوم، بحسب ما نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2024.

وشمل التقرير الموسع الذي نشرته المنظمة والمكون من 118 صفحة، شهادات 55 فلسطينياً، بينهم 30 من الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية و21 من غزة و4 من “فلسطيني 48″، وتدور إفاداتهم حول ما تعرضوا له في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبين الأسرى أطباء ونساء أكاديميات ومحامون وطلبة جامعات وأطفال وقيادات سياسية.

وتشير الإفادات التي أدلى بها الأسرى للمنظمة إلى “واقع تحكمه سياسة هيكلية وممنهجة، قوامها التنكيل والتعذيب المستمرين لكافة الأسرى الفلسطينيين، بما يشمل العنف المتكرر القاسي والتعسفي والاعتداء الجنسي والإهانة والتحقير والتجويع المتعمد”.

كذلك فُرضت على الأسرى الفلسطينيين “ظروف صحية متردية والحرمان من النوم، ومنع ممارسة العبادة، وفرض عقوبات على ممارستها، ومصادرة جميع الأغراض المشتركة والشخصية ومنع العلاج الطبي المناسب”، وفق بتسيلم الحقوقية.

وبحسب التقرير الذي حمل عنوان “مرحباً بكم في الجحيم”، فقد تم تسجيل حالات تعذيب في مرافق الاحتجاز المدنية والعسكرية في مختلف أنحاء إسرائيل، مما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 60 فلسطينياً أثناء احتجازهم لدى إسرائيل في أقل من 10 أشهر.


ومن بين الذين تعرضوا للانتهاكات سجناء كانوا محتجزين قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فضلاً عن ما يقرب من 4800 شخص محتجزين تعسفياً دون تهمة أو محاكمة.

ومن بين هؤلاء أشخاص اعتقلوا بسبب تعبيرهم عن تعاطفهم مع معاناة الفلسطينيين، ورجال تم اعتقالهم من غزة استناداً إلى تعريف غامض لكونهم في “سن القتال”، وآخرون تم اعتقالهم بناء على شكوك ــ مؤكدة أو غير مؤكدة ــ بأنهم من أنصار الجماعات المسلحة الفلسطينية أو أعضاء فيها.

وقالت يولي نوفاك، المديرة التنفيذية لمنظمة بتسيلم: “إن آلاف الفلسطينيين محتجزون في ظروف غير إنسانية ويتعرضون لانتهاكات لا هوادة فيها”.

وأضافت نوفاك أن الحكومة “استغلت بشكل ساخر صدمتنا الجماعية” الناجمة عن الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول لتوظيف “الأجندة العنصرية العنيفة” لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يشرف على سلطات السجون.

وتابعت نوفاك: “لقد دفعتنا هذه الحكومة إلى أدنى مستوى أخلاقي على الإطلاق، مما يثبت مرة أخرى تجاهلها التام للأرواح البشرية، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين في غزة، والإسرائيليين والفلسطينيين الذين يعيشون في حرب مستمرة، والفلسطينيين المحتجزين في معسكرات التعذيب”.

اعتداءات جنسية

وتتطابق الانتهاكات الموصوفة في تقرير بتسيلم مع عشرات الشهادات التي قُدمت لموقع ميدل إيست آي وغيره من وسائل الإعلام منذ بدء الحرب.

في الشهر الماضي، تحدث موقع ميدل إيست آي مع لاعب كمال الأجسام الفلسطيني معزز عبايات بعد إطلاق سراحه من السجن وهو هزيل، وغير قادر على المشي دون مساعدة.

قبل أن يعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي أواخر العام الماضي، كان عبايات رجلاً مفتول العضلات وواثقاً بنفسه. وكان لاعب كمال أجسام هاوٍ، وبلغ وزنه 109 كيلوغرامات. وبعد 9 أشهر في السجون الإسرائيلية، فقد الفلسطيني أكثر من نصف وزنه، وكان يعاني من مشاكل نفسية ناجمة عن الصدمات التي تعرض لها.

وقدمت منظمة بتسيلم شهادات مماثلة، حيث أبلغ عدة أشخاص عن تعرضهم لاعتداءات جنسية.

وقالت المنظمة الحقوقية إن التقارير عن العنف الجنسي تشير إلى أنه “يتكرر بدرجات متفاوتة من الشدة ويمارسه جنود أو حراس سجون ضد سجناء فلسطينيين”.

وفي الأسبوع الماضي، تم اعتقال 9 جنود إسرائيليين في منشأة سدي تيمان سيئة السمعة لاستجوابهم بشأن مزاعم الاعتداء الجنسي على معتقل فلسطيني، مما أدى إلى نقله إلى المستشفى مصاباً بجروح خطيرة.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شنت السلطات الإسرائيلية حملة قمع واسعة النطاق ضد الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي المحتلة وداخل إسرائيل.