شرعت طواقم الدفاع المدني رفقة مسؤولين من وزارة الصحة في قطاع غزة، بـعملية دفن جماعي لجثامين فلسطينيين تسلمتها وزارة الصحة عبر معبر “كرم أبو سالم” بعد التنسيق مع الصليب الأحمر والجيش الإسرائيلي، وذلك صباح الإثنين 5 أغسطس/آب 2024، وتم اختيار المكان المناسب للدفن داخل المقبرة التركية في مدينة خان يونس.
وبحسب الدفاع المدني فإنه تم تسليم 89 جثمانًا لفلسطينيين اعتقلوا سابقًا من قبل جيش الاحتلال أثناء عملياته البرية في قطاع غزة، ولم يتم التعرف على هوية أي أحد منهم، لأنها كلها متحللة ولم يبق منها سوى العظام.
وفي الساعات الأولى من صباح الإثنين، أبلغت منظمة الصليب الأحمر الدولي عن تأمين وصول جثامين مجهولة الهوية إلى المقبرة التركية في خان يونس، ووصلت الجثامين إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب الأناضول فإن المشاهد في المنطقة كانت مؤثرة للغاية، حيث تجمع الأهالي بحثًا عن أحبائهم المفقودين بين الجثامين التي تم تسليمها، وكان الأهالي يتحدثون بينهم عن الألم العميق والمعاناة المستمرة التي يعيشونها، حيث تُعاد الجثامين من قبل الاحتلال الإسرائيلي بعد أن تم سحبها سابقًا، هذه السياسة تترك أثراً نفسيًا عميقًا في قلوب الناس الذين يعيشون على أمل العثور على ذويهم.
وأشار الصليب الأحمر إلى أن هذه الجثامين عبارة عن عظام متحللة، وقال بعض الأهالي الفلسطينيين إن هذا يعكس القسوة والوحشية في التعامل مع رفات الموتى، كما ذكر الصليب، أن الأكفان التي وصلت مع هذه الشحنة كانت تضم 35 كفنًا، وفي كل كفن يوجد أكثر من رفات أو جثمان، ليبلغ إجمالي عدد الجثامين 89.
“انتهاكات بشعة”
في السياق، قالت حركة حماس إن تسليم الاحتلال الإسرائيلي اليوم لأكثر من ثمانين من جثامين الشهداء “بحالة التحلُّل الكامل، ودون أي قدرة على تحديد هوياتهم؛ يسلّط الضوء على سادية الاحتلال ومستوى الجريمة غير المسبوقة في التاريخ الإنساني التي يرتكبها جيش الاحتلال النازي، بقتل المدنيين العزل في المستشفيات ومراكز الإيواء، واختطاف جثامينهم، ونبش قبور الشهداء والموتى ونقلها إلى مراكز الاحتلال”.
الحركة أضافت في بيان “هذه الانتهاكات البشعة، تأتي في إطار حرب الإبادة الوحشية ومحاولات حكومة الاحتلال الفاشي تدمير وإحباط سبل الحياة في قطاع غزة عبر جرائمها السادية المستمرة، ولتضاعِف من معاناة ذوي الشهداء والمفقودين الذين يسعون لمعرفة مصير أبنائهم المختطفين، أو دفن شهدائهم بشكل يليق بهم، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي موقفاً واضحاً برفضها واستنكارها، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال على هذه الممارسات اللا إنسانية الشنيعة”.
لجنة تحقيق
ودعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي)، في بيان مشترك نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” الخميس الماضي 1 أغسطس/ تموز، إلى الإسراع في “تشكيل لجنة تحقيق أممية بتفويض شامل، للتحقيق في كافة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات، وخروج المنظومة الحقوقية من حالة العجز في وقف حرب الإبادة والعدوان على الأسرى الذي يشكل وجها آخر لها”.
ووفق المؤسستين، تجاوز عدد الأسرى في سجون الاحتلال 9900، وأن هذا الرقم لا يشمل كافة المعتقلين من غزة.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلةً قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.