صحة

تجعلك تسمع أصواتاً وأحاديث غير موجودة في الواقع.. ماهي الهلوسة السمعية وما أسبابها؟

يحدثُ أحياناً أن نشعر بأننا سمعنا أصواتاً وأحاديث غير واقعية، وتتنوع هذه الأصوات بين الأصوات المألوفة، مثل الموسيقى أو الكلام، إلى الضوضاء غير المفهومة والمشوّشة.

تعتبر هذه التجربة محبطة ومخيفة، حيث تجعل الشخص يشكك في واقعه وتصرفاته، وهي تعتبر نوعاً من الهلوسة السمعية التي تؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية.

كما قد يشعر الشخص بسبب هلوسة السمع بالعزلة والانفصال عن الواقع المحيط به، حيث تصبح الأصوات غير الحقيقية مصدر قلق مستمر.


أسباب الهلوسة السمعية

وفقًا لدراسة صدرت صدر عام 2022 ، يتراوح انتشار هلوسة السمع من 5 إلى 28% في عموم السكان، و9% عند الأطفال، و5 إلى 16% عند المراهقين.


ووفقاً لموقع medical news today يمكن لهذا النوع من الهلوسة أن يحدث في الحالات التالية:

  • الفصام

لهذا المرض روابط قوية بالفصام والحالات الذهانية المرتبطة به، ويعاني منه 75% من الأشخاص المصابين بهذه الحالات. النوع الخاص من الهلوسة السمعية لدى مرضى الفصام غالباً ما يكون لفظياً، مما يعني أنه يتضمن أصواتاً ليس لها علاقة بالواقع.


  • الحالات النفسية الأخرى

تشمل الحالات النفسية الأخرى التي قد تسبب الهلوسة السمعية ما يلي:

  • الاكتئاب
    : شعور مستمر باليأس الشديد أو الحزن.
  • الاضطراب ثنائي القطب: حالة من التقلبات المزاجية الشديدة.
  • اضطرابات الشخصية: تتضمن هذه الاضطرابات طريقة في التصرف أو التفكير تختلف عن ردات الفعل الطبيعية أو تسبب مشاكل في الأداء. من الأمثلة على ذلك اضطراب الشخصية الفصامية، والذي قد يتضمن أوهاماً أو تصورات غير عادية، بما في ذلك الهلوسة السمعية.
  • الاضطرابات النومية: اضطرابات النوم التي تشمل أحداث غير مرغوب فيها، مثل المشي أو التحدث أثناء النوم.

وكما ذكر لنا موقع webmd تُعد الأمراض العقلية من أكثر الأسباب شيوعاً للهلوسة السمعية، لكن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي إليها، منها:

  • الكحول: يمكن للإفراط في شرب الكحول أن يؤدي إلى رؤية وسماع أشياء غير موجودة، سواء أثناء الشرب أو بعد الامتناع عنه لفترة طويلة.
  • مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى: في المراحل المتأخرة من مرض الزهايمر، يمكن أن نسمع أصواتاً وهمية، رغم أن الهلوسة البصرية تكون أكثر شيوعاً في هذا النوع من الخرف.
  • أورام المخ: لا يعني سماع الأصوات بالضرورة وجود ورم في المخ، لكن إذا كان الورم في الجزء المتعلق بالسمع، فقد تسمع أصواتاً عشوائية أو واقعية.
  • المخدرات: بعض المخدرات، يمكن أن تتسبب في رؤية وسماع أشياء غير موجودة، سواء أثناء استخدامها أو بعد التوقف عنها.
  • الصرع: النوبات الصرعية التي تؤثر على منطقة السمع في الدماغ قد تتسبب في سماع طنين أو أصوات مشوهة.
  • فقدان السمع: الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع قد يسمعون أصواتاً غريبة أو موسيقى وهمية.
  • الحمى المرتفعة والالتهابات: بعض الالتهابات مثل التهاب الدماغ والتهاب السحايا قد تتسبب في سماع أصوات وهمية، بجانب أعراض أخرى وينطبق الأمر نفسه على الحمى المرتفعة.
  • التوتر الشديد: التوتر الناتج عن الأحداث الصادمة قد يؤدي إلى الهلوسة السمعية، مثل سماع صوت أحد الأحباء المتوفين.
  • الآثار الجانبية للأدوية: بدء تناول دواء جديد أو زيادة جرعة دواء قد يتسبب في سماع أصوات وهمية، خاصة بين كبار السن.
  • مشاكل النوم: سماع الأصوات عند النوم أو الاستيقاظ يمكن أن يكون شائعاً ولا يستدعي القلق لكن إذا كنت تعاني من النوم القهري أو الأرق، فقد يحدث ذلك بتكرار أكبر.
  • مرض الغدة الدرقية: وهي حالة نادرة تحدث عند انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية بشكل كبير، يمكن أن تؤدي إلى الهلوسة السمعية.
  • طنين الأذن: رغم أن الأطباء لا يعتبرون طنين الأذن هلوسة، إلا أن هذه الحالة قد تزيد من خطر الهلوسة السمعية، خاصة إذا كنت تعاني من الاكتئاب.


ما هي أنواع الهلاوس السمعية؟

تشمل الهلوسة السمعية نوعان رئيسيان هما الهلاوس اللفظية (سماع الأصوات) وسماع الضوضاء.

  • الهلاوس اللفظية السمعية (سماع الأصوات)

الهلاوس اللفظية السمعية هي ظاهرة سماع الأصوات في غياب أي متحدث.

قد تختلف تجربة سماع الأصوات بشكل كبير من شخص لآخر وحتى بالنسبة لنفس الشخص. يمكن أن تختلف في عدد المرات التي تسمعها فيها، وكيف تبدو، وماذا تقول وما إذا كانت مألوفة أم غير مألوفة.


قد تأتي الأصوات من مصدر واحد، مثل التلفزيون، أو مصادر متعددة. قد يكون صوتاً مُفرداً أو أصواتاً متعددة. قد يتحدثون مباشرة إلى الشخص، أو يناقشونه أو يصفون الأحداث التي تجري.

قد تكون الأصوات إيجابية أو سلبية أو محايدة. في بعض الأحيان، قد يكون سماع الأصوات مزعجاً أو مؤلماً، فقد تأمرك الأصوات بفعل شيء قد يسبب الأذى لنفسك أو للآخرين.

  • سماع الضوضاء

يمكن أن تتخذ الهلوسة السمعية شكل سماع  ضوضاء، مثل الموسيقى أو نداءات الحيوانات أو أصوات الطبيعة أو الضوضاء في الخلفية. قد تبدو وكأنها تأتي من أي مكان في الفضاء المحيط بك أو في عقلك، ويمكن أن يختلف حجم الضوضاء من هادئ جداً إلى مرتفع جداً.

ونظراً لخطورة الهلوسة السمعية وتأثيرها على حياتنا اليومية، من الضروري  علاج هذا المرض لنحظى بفرصة للعيش حياة أكثر استقراراً وأماناً واستعادة القدرة على التركيز والعمل بفعالية، والتقليل من الشعور بالعزلة والاضطراب الذي تسببه هذه الهلوسات.


كيف يمكن علاج الهلوسة السمعية؟

يعتمد علاج الهلوسة السمعية على السبب. إذا كانت الهلوسة ناتجة عن ظروف مؤقتة مثل الجوع الشديد أو قلة النوم، فإنها ستتوقف بمجرد علاج الحالة الأساسية أو حلها.

وعادةً لا يصف الأطباء الأدوية لعلاج الهلوسة السمعية إلا إذا كانت جزءاً من حالة مزمنة أساسية، وتشمل الأدوية:

  • الأدوية المضادة للذهان: تساعد في تقليل تكرار وشدة الهلوسة السمعية لدى الأشخاص المصابين باضطرابات الفصام.
  • الأدوية النفسية: تشمل مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج، وتستخدم لعلاج الهلوسة السمعية لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد أو الهوس.
  • العلاج النفسي (العلاج بالكلام) للهلوسة السمعية: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة العقلية والهلوسة السمعية، يمكن أن يكون العلاج النفسي فعالًا عند استخدامه مع الأدوية.

أمّا عن العلاج النفسي الذي يساعد في علاج الهلوسة السمعية فهو يعتمد على العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، حيثُ يساعد هذا النوع من العلاج على تعلم كيفية تعديل تجربتك للهلوسة السمعية، ما يوفر لك شعوراً محسناً بالسيطرة عليها، حيثُ يتم تنفيذ العلاج السلوكي المعرفي من خلال اختبار الواقع ويمكن تقديمه في بيئة فردية أو جماعية.