حذّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأحد 4 أغسطس/أب 2024، محتجي أقصى اليمين من أنهم “سيندمون” على ضلوعهم في أعمال شغب، وسط اتهامات لمنظمة داعمة لإسرائيل في تأجيج الاضطرابات التي تعد الأعنف منذ 13 عاماً.
ستارمر، قال في مؤتمر صحفي: “نحن دولة لن تسمح بنشر الخوف وزرع الانقسام والكراهية في مجتمعنا، ولن نسمح بانتهاك القانون والنظام في شوارعنا تحت أي ظرف كان”.
فيما وصف رئيس الوزراء البريطاني المظاهرات التي نفذها المتطرفون اليمينيون بأنها “ليست احتجاجات بل جرائم” بحق القانون، قائلا: “سنضع حداً لذلك نيابة عن الشعب البريطاني الذي يريد حماية قيمه وضمان أمنه”.
والأحد، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية، أنه سيتم توفير تدابير أمنية إضافية للمساجد التي تبلغ عن تهديدات يمينية متطرفة من خلال لائحة إضافية وضعت
لـ
“خطة الأمن الوقائي للمساجد” التي تم تفعيلها العام الماضي من أجل المساجد والمدارس الإسلامية.
وكانت مجموعة من المتطرفين، حاولوا في مدينة روثرهام البريطانية، إحراق فندق يُحتجز فيه مهاجرون وطالبو لجوء، أثناء مظاهرة لمئات المتطرفين الذين تجمعوا تلبية لدعوة رابطة الدفاع البريطانية اليمينية المتطرفة (EDL) الداعية لاتخاذ إجراءات مناهضة للمهاجرين ومعادية للمسلمين.
وفي أعقاب الحادثة التي قُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون، نشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة والمواقع الإخبارية أن المشتبه به هو لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي.
ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه به شاب يبلغ من العمر 17 عامًا ولد في عاصمة ويلز كارديف، إلا أن جماعات يمينية متطرفة نظّمت مظاهرات في ساوثبورت ضد المسلمين والمهاجرين.
وبعد المظاهرة المذكورة، هاجم متطرفون يمينيون مسجدًا في المدينة ذاتها ونظموا لاحقًا احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وأحرقوا يوم الجمعة مركزًا للشرطة في سندرلاند.
والثلاثاء الماضي، اتهمت شرطة ميرسيسايد المسؤولة عن ساوثبورت، رابطة الدفاع الإنجليزية (EDL) بالوقوف وراء هذه الاضطرابات.
من هي رابطة الدفاع البريطانية المتطرفة (EDL)؟
تأسست الرابطة في العام 2009، وجذبت العديد من أعضائها الأوائل من مشجعي نادي لوتون لكرة القدم، وتزعمها البريطاني ستيفن ياكسلي لينون، الشهير بتومي روبنسون، الذي اعتقل مرات عدة بسبب سلوكياته العدوانية.
وقال البروفيسور “ديفيد ميلر” أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة برستول الإنجليزية (غيتي)، في تحليل على منصة (إكس)، أن من يقف خلف أعمال الشغب هو ستيفن ياكسلي لينون، الذي كان يعمل لصالح إسرائيل منذ عام 2009 كجزء من حركة الإسلاموفوبيا التي أنشأتها تلك الدولة.
وأضاف أنه عندما تأسست منظمته المسماة (رابطة الدفاع الإنجليزية) في عام 2011 بعد عامين من إنشائها تم تسميتها (رابطة الدفاع الإنجليزية واليهودية) وكانت رابطة الدفاع اليهودية “وهي منظمة إرهابية صهيونية” جزءًا رئيسيًا من أعمال البلطجة العنيفة المعادية للإسلام في شوارع بريطانيا على مدى العقد الماضي”.
كما أكد أن”ياكسلي لينون هو أحد أبرز الممثلين في برنامج المؤثرين عبر الإنترنت التابع لدولة إسرائيل ردًا على عملية طوفان الأقصى. هو وآخرون، مثل أولي لندن ونوعا تيشبي وهين مازيغ وأرسين أوستروفسكي وإميلي شريدر وغيرهم الكثير ممن يحصلون على أموال مقابل الترويج لللدعاية الصهيونية، والتي تشكل التصدي للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين وزرع الإسلاموفوبيا هدفين مهمين ومترابطين”.
فيما شدد على أنه “ينبغي النظر إلى أعمال الشغب المعادية للإسلام التي اندلعت مؤخرًا في بريطانيا باعتبارها المرحلة الأخيرة من حرب إسرائيل على المسلمين البريطانيين الذين ترى أنهم هم الذين أطلقوا شرارة حركة الاحتجاج في بريطانيا”.
في الإطار، أوضح أنه “أعمال الشغب صممت لمعاقبة المسلمين على مشاعرهم المعادية للصهيونية بعد إحباط العديد من الأساليب الأخرى لقمع المعارضة للصهيونية من قِبَل دولة إسرائيل”.
وأشار إلى أن محاولات إسرائيل لاستخدام أصولها وعملائها في الطبقة السياسية والإعلامية البريطانية (مثل سويلا بريفرمان ومايكل جوف) فشلت في إحباط الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
كما فشلت الاحتجاجات المضادة الصهيونية في حشد أعداد كبيرة، وفشلت أعمال البلطجة المتفرقة واستخدام عملاء آخرين في ترهيب المسلمين”، بحسب ميلر.
وأضاف أن “لذلك فإن إسرائيل الآن تسلح اليمين القومي الأبيض المتطرف الذي يبلغ عدده أكبر من الآخرين”.
مغني الراب والناشط البريطاني المعروف “لوكي”، في تدوينة على حسابه في منصة (إكس)، قال إن روبنسون صرح في وقت سابق بأنه “سيقاتل من أجل إسرائيل في الحرب”.
وأشار إلى أن المؤسس المشارك لـEDL إلى جانب روبنسون شخص يُدعى بول راي.
بحسب الناشط البريطاني، فإن بول راي عمل لصالح المخابرات الإسرائيلية، حيث قام بالتسلل والتجسس على حركة التضامن الدولية المؤيدة للفلسطينيين (ISM) والتي كانت الراحلة راشيل كوري عضوا فيها.
وأشار إلى أنه في السنوات السابقة، تعاونت (EDL) بانتظام مع “الاتحاد الصهيوني” لتنظيم مظاهرات داعمة لإسرائيل.
كما نشر “لوكي” صورة تجمع رئيسة الوحدة اليهودية في رابطة الدفاع الإنجليزية، روبرتا مور،مع النائب السابق لرئيس الاتحاد الصهيوني جوناثان هوفمان.