الأخبار

مقتل وإصابة 10 آلاف جندي بمعارك غزة.. وول ستريت جورنال: جنود الاحتياط منهكون ويدفعون ثمن الحرب الطويلة

تحدثت صحف إسرائيلية وأمريكية، الأحد 4 أغسطس/آب 2024، عن النقص الحاد في الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة، مشيرة إلى أن جنود الاحتياط يدفعون ثمن طول هذه الحرب.

صحيفة “يديعوت أحرونوت“، قالت إن “الجيش يعاني نقصاً يقدر على الأقل بعشرة آلاف جندي قتلوا أو جرحوا خلال أشهر القتال الطويلة في قطاع غزة”.

كما أشارت إلى أن نحو “ألف جندي إسرائيلي ينضمون شهرياً إلى قسم إعادة التأهيل بوزارة الدفاع بعد إصابتهم في الحرب”.

فيما انتقدت الصحيفة خروج الكنيست (البرلمان) في عطلته الصيفية، من 22 يوليو/تموز الماضي وحتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، دون إقرار تشريع تمديد الخدمة الإلزامية.

ونقلت الصحيفة عن والد أحد الجنود في لواء “ناحال”، الذي يعمل حالياً في رفح: “لم يكن هناك أبداً في تاريخ الحروب الإسرائيلية مثل هذا الوضع، ولا حتى بعام 1948، حيث يقاتل الجنود داخل أراضي العدو، في ظل ظروف غير مواتية، لمدة عشرة أشهر متتالية”.


بحسب الصحيفة، تم إخطار المجندات اللواتي يعملن في وحدة المراقبة بشمال هضبة الجولان (السوري المحتل) “بشكل تعسفي في الأيام الأخيرة بأنهن سيقضين أربعة أشهر أخرى، رغم أنه كان من المفترض تسريحهن في الشهر المقبل (سبتمبر/أيلول)”.

وقالت إحدى أمهات المجندات: “تم إبلاغهن بذلك دون توضيح ودون إعطاء إجابات، كأمر واقع مفاجئ”.

جنود الاحتياط يدفعون ثمن طول الحرب

في سياق متصل، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال“، إنه مع استمرار الحرب بغزة، يشعر جنود الاحتياط بالإرهاق، مما يقيد خيارات إسرائيل في حربها مع حزب الله.

الصحيفة أشارت إلى أن إسرائيل والتي يبلغ عدد سكانها أقل من 10 ملايين نسمة، تعتمد بشكل كبير على جنود الاحتياط في أوقات الأزمات.

ولكن الآن، ومع دخول الحرب بغزة شهرها الـ11، وتصاعد حدة التوتر مع حزب الله، فإن العديد من هؤلاء المقاتلين يقتربون من نقطة الانهيار، فهم منهكون وفي بعض الحالات محبطون.

الصحيفة الأمريكية، أوضحت أن الضغط على القوى البشرية العسكرية هو أحد الأسباب التي تجعل المسؤولين الإسرائيليين مترددين في شن حرب شاملة ضد حزب الله، والتي تتطلب نفس المجموعة من جنود الاحتياط المنهكين للقتال ضد قوة عسكرية متفوقة بكثير على حركة حماس.

كما أن ذلك يكشف عن نقاط ضعف طويلة الأجل بالنسبة لإسرائيل في ظل مواجهتها لاحتمال اندلاع صراعات مع منظمات يصعب التغلب عليها على حدودها لسنوات قادمة.

الصحيفة نقلت عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور، إن “إسرائيل لم تستعد لحرب طويلة، بل فكرنا بتوجيه ضربة جوية كبيرة ثم مناورة سريعة للقوات البرية”، مضيفاً: “”كلما طال الوقت، كلما أصبح الحفاظ على الدعم والاستعداد” للقوات المقاتلة أكثر صعوبة.


تاريخياً، ازدهرت إسرائيل في خوض الحروب القصيرة، والتي تستطيع خلالها الاعتماد على جنود الاحتياط ومزاياها التكنولوجية، مع قوة نيرانية مثل سربها من مقاتلات إف-35 التي حصلت عليها من الولايات المتحدة.

بحسب الصحيفة، فإن إسرائيل لا تشترط على كل اليهود الإسرائيليين أن يخدموا في الجيش، وفي الممارسة العملية، يخدم أقل من نصف الإسرائيليين في سن التجنيد. ويحصل العديد من اليهود على إعفاءات لأسباب عائلية أو دينية.

وأدى ذلك، إلى اعتماد الجيش بشكل كبير على جنود الاحتياط، الذين يفوق عددهم عدد الجنود العاملين بدوام كامل بنسبة تزيد على اثنين إلى واحد.

وعادة ما يكون هؤلاء من المجندين السابقين الذين يستمرون في التدريب والخدمة لمدة شهر واحد سنوياً حتى يبلغوا الأربعين من العمر، أو الخامسة والأربعين بالنسبة للضباط.

في ذروة الحرب في غزة، كان نحو ثلثي القوة القتالية الإسرائيلية تتكون من جنود الاحتياط ــ نحو 300 ألف جندي احتياطي مجند، مقارنة بجيش نظامي يضم نحو 150 ألف جندي، حسب تقديرات محللين أمنيين.

ويقول المحللون الأمنيون، إن عدد جنود الاحتياط انخفض بشكل كبير، ورغم ذلك، لا يزال الآلاف منهم منخرطين في الخدمة، ويقول آخرون إنهم تلقوا تعليمات بأن يكونوا على استعداد للاستدعاء في أي لحظة.

وبخلاف المجندين، فإن جنود الاحتياط مواطنون عاديون لديهم وظائف ويعيلون أسرهم. وقد خدم منهم الآن جولات متعددة، وواجهوا قتالاً عنيفاً، وقُتل أكثر من 300 جندي وأصيب أكثر من 4000 منذ بدأت إسرائيل حربها البرية في غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي، الذي لا يقدم أرقاماً تفصيلية عن المجندين مقابل جنود الاحتياط.

فيما اضطر العديد من جنود الاحتياط إلى إغلاق أعمالهم، وتغيب ما يقرب من 150 ألف شخص عن العمل، بما في ذلك العديد منهم في قطاع التكنولوجيا الحيوي في إسرائيل.

وفي 14 يوليو/تموز الماضي، صادقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على مشروع قانون تمديد خدمة الجنود النظاميين بالجيش من 32 شهراً إلى 36 شهراً، ما أثار غضباً بين الجنود الذين كانوا على وشك إنهاء خدمتهم العسكرية، وفق المصدر ذاته.

ولكي يصبح مشروع القانون، قانوناً نافذاً يتعين على الكنيست التصويت عليه بثلاث قراءات، وهو ما لم يحدث بسبب خروج الكنيست في عطلته الصيفية.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.