شهدت مدن عدة حول العالم، السبت 3 أغسطس/آب 2024، مظاهرات حاشدة تندد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وذلك استجابةً للدعوة التي أطلقها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، قبيل اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران.
وخرج المتظاهرون رافعين أعلام فلسطين ومرددين هتافات تندد بجرائم الاحتلال وتطالب بوقف فوري للحرب الدائرة منذ 10 أشهر في قطاع غزة.
ففي الضفة الغربية، شهدت عدة وقفات ومسيرات ضمن فعاليات “اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى”.
وفي كلمته خلال وقفة وسط رام الله، قال قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، إن “إسرائيل تشن منذ أكثر من 300 يوم حرب إبادة وتهجير وتجويع في غزة وبشكل غير مسبوق في العصر الحديث”.
وأضاف: “إسرائيل قتلت وجرحت عشرات الآلاف وهجرت مليوني فلسطيني أكثر من مرة، ودمرت وحرقت المنشآت والبنية التحتية المدنية في مسعى لتحويل قطاع غزة بأكمله إلى منطقة غير صالحة للحياة الآدمية”.
وأوضح فارس أن “إدارة مصلحة السجون الذراع التنفيذي للحكومة الإسرائيلية تشن أيضا حربا وحشية على أسيراتنا وأسرانا وتنكل بهم أشد تنكيل”.
مسيرات في المغرب
كما شارك الآلاف في مسيرة احتجاجية بالعاصمة الرباط تنديدا باغتيال إسماعيل هنية، وذلك استجابة لدعوة هيئات مدنية مثل “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” (غير حكومية)، تحت شعار “اغتيال الشهيد هنية.. جريمة صهيونية جبانة”.
وانطلقت المسيرة من منطقة “باب الأحد” وسط الرباط، باتجاه مبنى البرلمان، حيث ردد المحتجون هتافات تحيي غزة والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني منها: “هنية رمز الكفاح”، و”المغرب وفلسطين.. شعب واحد مش شعبين”، و”كلنا فداء.. فلسطين الصامدة”، و”تحية مغربية للشهيد هنية”.
وشهدت المسيرة ارتداء الأطفال للكوفية وملابس عليها شعار العلم الفلسطيني، ورفعوا لافتات ورموز المقاومة الفلسطينية. وندد المحتجون بصمت المجتمع الدولي تجاه ما تقترفه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ودعوا إلى “إسقاط التطبيع مع إسرائيل”.
وفي صنعاء، تجمع العشرات من اليمنيين أمام مبنى الأمم المتحدة في العاصمة صنعاء، احتجاجا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، واستمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
كما تظاهر الآلاف في العاصمة الأردنية عمّان تنديدًا باغتيال إسماعيل هنية، ضمن اليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى.
مظاهرات في لندن
ودوليا، نظم الآلاف من الفلسطينيين والعرب ونشطاء حقوق الإنسان من البريطانيين في العاصمة لندن ومانشستر مسيرات حاشدة، جابت شوارع العاصمة، رفعوا خلالها أعلام فلسطين والمسجد الأقصى، مرتدين الكوفية الفلسطينية، وطالبوا في هتافاتهم بوقف استهداف المشافي ومراكز إيواء الأطفال وضرورة الضغط على نتنياهو وحكومته لوقف الحرب.
أما في السويد، نُظّمت في العاصمة ستوكهولم، السبت، مظاهرة داعمة لفلسطين طالب المشاركون فيها وزارة الخارجية باعتبار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة “جرائم حرب”.
وتجمع المتظاهرون أمام مقر وزارة الخارجية تلبية لدعوة منظمات غير حكومية، مطالبين إسرائيل بوقف هجماتها على غزة، وإعلان وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بدخول كامل للمساعدات الإنسانية.
وردّدوا هتافات من قبيل “نتنياهو قاتل الأطفال”، و”نتنياهو إرهابي”، و”إسرائيل دولة إرهابية”، و”الحرية لفلسطين”، و”قاطعوا إسرائيل”، وفقا للأناضول.
وفي هولندا، نظم آلاف وقفة احتجاجية في مدينة روتردام، رافعين أعلام فلسطين، ومرددين هتافات “فلسطين عربية”.
كذلك خرجت مسيرات أخرى جابت شوارع العاصمة الألمانية برلين والعاصمة الكورية الجنوبية سيول وعدد من المدن النرويجية وعلى رأسها العاصمة كوبنهاجن.
فيما طوق المئات من أنصار القضية الفلسطينية مقار صحيفتي “نيويورك تايمز” و”فوكس نيوز” الأمريكيتين بسبب تحيزهما الفج لصالح الاحتلال في تغطية الحرب ضد غزة.
تركيا
وفي تركيا، احتشد الآلاف من المواطنين أمام مسجد آيا صوفيا بمدينة إسطنبول، في مظاهرة داعمة لقطاع غزة تحت عنوان “النداء الأخير للشهيد هنية”، وذلك استجابة لدعوة من ناشطين وصحفيين أتراك.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد دعا الأحد 28/7/2024، إلى مظاهرات ومسيرات في الدول العربية والإسلامية والعالم في الثالث من أغسطس/آب 2024، معلنًا ذلك التاريخ “يومًا مشهودًا” لنصرة غزة والأسرى في السجون الإسرائيلية، وفق ما جاء في بيان نشرته الحركة عبر حسابها على منصة تليغرام.
وشدد البيان على ضرورة “المشاركة الشعبية الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية الفاعلة فيها، وعلى ديمومة كل أشكال التظاهر والمسيرات واستمرارها بعد الثالث من أغسطس/آب، حتى إجبار الاحتلال الصهيوني على وقف عدوانه وجرائمه، ضد شعبنا وضد أسرانا في سجون الاعتقال النازية”،
فما أعرب هنية عن تطلعه “لأن يكون يوم الثالث من أغسطس يومًا محوريًا ومشهودًا وفاعلًا في كل ربوع فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات، وفي عالمنا العربي والإسلامي، ولدى كل الأحرار في العالم، من أجل نصرة أهلنا في قطاع غزة وأسرانا الأحرار في سجون الاحتلال”.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.