شهدت مراسم تشييع جنازة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب (الجامع الكبير)، في العاصمة القطرية الدوحة، الجمعة 2 أغسطس/آب 2024، مواقف ومشاهد لافتة سواء داخل المسجد أو مكان الدفن.
أول هذه المشاهد، ما كشفته المقاطع المصورة، ظهور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال مشاركته في صلاتي الجمعة والجنازة، دون ارتداء عقال فوق شال رأسه كالمعتاد.
وعلق مغردون، وقالوا إن: “من المعروف في عادات العرب إذا رأيت الرجل دون عقال فهذا يعني أن لديه حالة وفاة، حيث أصبحت عادة أن ينزع الرجل عقاله حزناً على رحيل شخص مهم أو عزيز عليه”.
ثاني هذه المشاهد اللافتة، هو مكان دفن هنية، الذي حددته السلطات القطرية، بمقبرة الإمام المؤسس في لوسيل، حيث اقتصر الدفن على الدائرة الضيقة المقربة من عائلة الشهيد إسماعيل هنية حرصًا على خصوصية العائلة والمقبرة.
ومقبرة “لوسيل”، لها رمزية خاصة بالنسبة للقطريين، فهي تضم جثمان مؤسس دولة قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، حيث دُفن هناك عام 1913 إلى جانب منزله الذي كان يُعرف بـ “قلعة لوسيل”.
وخُصِّصَت المقبرة، التي تقع شمال مدينة الدوحة، لكبار أعضاء العائلة الحاكمة في قطر طوال العقود الماضية.
وثالث هذه المشاهد، تعليق مذيع التلفزيون القطري على مشهد الجنازة وقال: “إنه لشرف لقطر أن تسكن أرضها تلك القطعة الطاهرة والجسد الطاهر من فلسطين”.
كما شهدت الجنازة مشهدًا رابعًا وهو التمثيل التركي المشارك اللافت في الجنازة، إذ حضر نائب الرئيس التركي جودت يلماز، ووزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن.
وفد تركي رسمي برئاسة رئيس البرلمان نعمان قورتولموش يصل العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في مراسم تشييع إسماعيل هنية
pic.twitter.com/LBuppuGOcA
— عربي بوست (@arabic_post)
August 2, 2024
وخامس هذه المشاهد، ما أظهرته الفيديوهات المتداولة من داخل المسجد وخارجه، الحضور المهيب لتشييع الجثمان فضلا عن ترديد المشيعين في الجنازة هتافات من بينها “يا هنية ارتاح ارتاح.. واحنا نكمل الكفاح” و”سيري سيري يا حماس .. انتي المدفع واحنا رصاص”.
والخميس، شهدت العاصمة الإيرانية طهران، تشييعا مهيبًا وحاشدًا على الصعيدين الرسمي والشعبي، لهنية ومرافقه الشخصي. وأمّ المرشد الإيراني علي خامنئي، صلاة الجنازة على هنية ومرافقه الشخصي.
صباح الأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية في مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربًا على غزة خلَّفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.