قال خليل الحية القيادي بحركة حماس الفلسطينية الأربعاء، 31 يوليو/تموز 2024، إن كل الخيارات فشلت مع إسرائيل ولا خيار آخر سوى المقاومة، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
ونفى الحية نية الحركة الانسحاب من المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن الأمر “رهن التطورات”. وقال إن الحركة ستفعل كل ما يتطلبه الموقف بشأن مفاوضات غزة، “تلبية لمصالح شعبنا”.
كما أضاف أن الحركة تنتظر التحقيقات الكاملة من السلطات الإيرانية بشأن اغتيال إسماعيل هنية وقال إن “إسماعيل هنية بذل حياته من أجل دينه ووطنه، وقضى نحبه في ظروف استثنائية وسيفتقده شعبه والأمة”.
حماس لن توقف المقاومة بعد هنية
قال الحية في تصريحات صحفية من طهران، إن “حماس لن توقف مسيرة المقاومة بعد اغتيال القائد إسماعيل هنية”. وتابع الحية: “إسماعيل هنية لم يكن في مكان سري أو بعيدا عن الأضواء، واغتياله ليس إنجازا استخباريا”.
وأشار إلى أن “العدو حاول منذ بداية (طوفان الأقصى) عزل المقاومة، لكنه تفاجأ أن هنية يتنقل بين عواصم العالم”. وأكد أن حركة “حماس والمقاومة تمضيان على استراتيجية واضحة، ولا تنحرف باستشهاد أو موت قائد”، مستدركا أن “حركة حماس مؤسساتية”.
وأوضح الحية، أن “من سيخلف هنية سيسير على ذات الدرب والنهج، ولن نتراجع وسنبقى على خطى القادة والشهداء”. وأكمل قائلا: “القائد إسماعيل هنية بذل حياته من أجل دينه ومن أجل قضيته ووطنه، فعاش مجاهدًا، وسياسيًا بارعًا، وعاش نقابيًا مفعمًا بالحيوية والنشاط، واعتقل في سجون الاحتلال، وذهب هنا وهناك، كل هذه الحياة لم تثنه لحظة أن يواصل الطريق خدمة لوطنه وقضيته وأمته”.
واعتبر أن “هذا الحدث بقدر ما هو أليم لكننا نقول بكل اعتزاز ونحن نودع قائدنا اليوم ورئيس حركتنا، نطمئن شعبنا وأمتنا والمحبين، أن هذا الحدث الأليم الجليل لم يكن حدثًا استخباريًا أو شيئًا كبيرًا يمكن أن يتباهى به العدو الصهيوني الذي نفذ جريمته”.
في حين نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فجر الأربعاء، رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان.
تشييع جثمان هنية
كذلك فقد أعلنت حركة حماس، الأربعاء، أن مراسم تشييع رسمية وشعبية ستقام لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران غدًا الخميس، قبل نقل جثمانه إلى العاصمة القطرية الدوحة لإقامة صلاة الجنازة ودفنه فيها الجمعة.
وقالت الحركة في بيان عبر منصة تلغرام: “ستُجرى للقائد الشهيد إسماعيل هنية مراسم تشييع رسمي وشعبي في العاصمة الإيرانية طهران، يوم غدٍ الخميس”.
وأضافت: “سينقل الجثمان الطاهر إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر الخميس، لتُقام صلاة الجنازة في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة”.
وبحسب البيان، “سيُنقل بعد ذلك جثمان هنية إلى مثواه الأخير ليدفن في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل”.
ولفتت حماس في بيانها إلى أن “مراسم تشييع الشهيد قائد الحركة في الدوحة ستُجرى، بحضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية”.
إسرائيل ترفع حالة التأهب
في سياق موازٍ قال متحدث حكومي إسرائيلي، الأربعاء، إن تل أبيب “في حالة تأهب قصوى على سبع جبهات”، خشية تنفيذ عمليات ضدها، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وأضاف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في لقاء عبر شبكة “زووم” مع الصحفيين، ردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تخشى هجوما من إيران: “نحن في حالة تأهب على الجبهات السبع”.
وأضاف: “نحن نعرف التهديد الذي تشكله إيران ونواجهه يوميا، وسيتم الدفاع عن هذا البلد”.
والجبهات السبع التي يتحدث عنها المسؤولون الإسرائيليون هي قطاع غزة والضفة الغربية وحزب الله جنوبي لبنان، وسوريا، والحوثيون في اليمن، وإيران، والعراق.
ورفض مينسر التعقيب على اتهامات حركة “حماس” لإسرائيل باغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في طهران، فجر الأربعاء في العاصمة الإيرانية طهران، وقال: “نحن لا نعلق على هذه الحادثة بالذات”.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال هنية في طهران، كما لم تنفِ اتهام “حماس” لها بتنفيذ الاغتيال.
وفي وقت مبكر الأربعاء، أعلنت حماس اغتيال هنية إثر “غارة صهيونية غادرة” على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته أمس الثلاثاء، في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
كما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بمقتل هنية في طهران، موضحا أن “التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه سيتم إعلان النتائج قريبا”.
وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التصريح بشأن اغتيال هنية، قائلا لمراسل الأناضول: “لا نعلق على هذه التقارير”.
وجاء اغتيال هنية بينما تواصل إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شن حرب على غزة؛ أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.