قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الثلاثاء، 30 يوليو/ تموز 2024، إن الحكومة تندد بالغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وتعتزم تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة بشأنها.
وأضاف لرويترز أنه يأمل في ألا يؤدي أي رد من جماعة حزب الله اللبنانية إلى تصعيد.
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن الضربة الإسرائيلية استهدفت قائد عمليات حزب الله لكنه نجا من الهجوم.
في سياق متصل، أدان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الضربة الإسرائيلية على العاصمة بيروت مساء الثلاثاء، ودعا مجلس الوزراء إلى الانعقاد الأربعاء للتباحث بشأن هذا “العدوان”.
وقال ميقاتي، وفق بيان صدر عن مكتبه: “لم تشبع آلة القتل الإسرائيلية من استهداف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع وصولا إلى عمق العاصمة بيروت، وعلى بعد أمتار من أحد أكبر المستشفيات في لبنان”.
وأضاف: “هذا العمل الإجرامي الذي حصل الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانية التي تحصد المدنيين في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
ولفت إلى أن حكومته “ستضع هذا العدوان برسم المجتمع الدولي الذي عليه تحمّل مسؤولياته والضغط بكل قوة لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية”.
وتابع: “نحتفظ بحقنا الكامل بالقيام بكل الإجراءات التي تساهم في ردع العدوان الإسرائيلي”، دون تقديم تفاصيل بالخصوص.
ولفت إلى أنه دعا مجلس الوزراء إلى “الانعقاد غدا (الأربعاء) بمشاركة جميع الوزراء” للتباحث بشأن هذا “العدوان”.
في سياق متصل استنكرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشدة الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية وصفته بأنه “تصعيد خطير”.
وأضافت في بيان “ندين بشدّة العدوان الصهيوني الغاشم على لبنان والشعب اللبناني الشقيق، والذي استهدف مقرًا لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت، وأسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين الأبرياء، ونعدّه تصعيدًا خطيرًا يتحمل الاحتلال الصهيوني النازي كامل المسؤولية عن تداعياته”.
في حين، وبعد الضربة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة “ستواصل دعم الدبلوماسية على طول الخط الأزرق (الحدودي بين لبنان وإسرائيل) لتجنب التصعيد بين إسرائيل وحزب الله”.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل للصحفيين: “كنا في مناقشات مستمرة مع نظرائنا الإسرائيليين واللبنانيين منذ الحادث الذي وقع خلال عطلة نهاية الأسبوع، وستواصل الولايات المتحدة دعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق”.
كان موقع “أكسيوس” الأمريكي، قد كشف، الثلاثاء، أن الضربة الإسرائيلية في العاصمة اللبنانية بيروت استهدفت فؤاد شكر “المسؤول عن جميع العمليات العسكرية لحزب الله”.
ونقل “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي (لم يسمّه) قوله إن “هدف الضربة في ضاحية بيروت الجنوبية هو فؤاد شكر المسؤول عن جميع العمليات العسكرية لحزب الله”.
ومساء الثلاثاء، شنت إسرائيل غارة جوية على ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله، فيما ادعت تل أبيب اغتيالها قياديا عسكريا كبيرا في الحزب.
وأفاد مراسل الأناضول بسماع دوي انفجار في ضاحية بيروت الجنوبية إثر غارة جوية إسرائيلية.
بدورها، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الغارة الإسرائيلية نفذت بطائرة من دون طيار، حيث أطلقت 3 صواريخ على مبنى بمحيط مجلس شورى حزب الله في حارة حريك.
وبعد ذلك بوقت قصير، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر بيان بمنصة “إكس”، إن استهدف قائدًا عسكريًا في حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، بزعم مسؤوليته عن حادث قصف بلدة مجدل شمس الدرزية في الجولان قبل أيام.
ولم يدل الجيش بمزيد من التفاصيل حول هوية الشخصية المستهدفة في ضاحية بيروت الجنوبية، فيما لم يصدر عن حزب الله إعلان بالخصوص حتى الساعة 18:25 توقيت غرينتش.
وعلى خلفية مقتل 12 درزيا معظمهم أطفال وإصابة آخرين، السبت، جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم ببلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السورية، تتزايد توقعات بتصعيد كبير مرتقب بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”.
وبينما اتهمت إسرائيل “حزب الله” بالوقوف خلف هذه الحادثة وتوعدت بالرد، نفى الحزب نفيًا قاطعًا أي مسؤولية عنها.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربًا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ ما خلّف أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.