احتلت إسرائيل
هضبة الجولان
أو مرتفعات الجولان السورية خلال حرب النكسة عام 1967، وفي عام 1981 صادق الكنيست على قانون مرتفعات الجولان، الذي قضى بدمج المنطقة في نظام المجالس المحلية الإسرائيلي، ما أدى فعلياً إلى ضمها. لكن هذه الخطوة لم تحظ باعتراف رسمي سوى من الولايات المتحدة، إبان رئاسة دونالد ترامب في مارس/أذار من عام 2019 وهي الخطوة التي لم يتراجع عنها الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وخلال معركة طوفان الأقصى٬ تعرضت مواقع عديدة عسكرية في الجولان المحتل لقصف بعشرات الصواريخ من قبل حزب الله في جنوب لبنان. وتتهم دولة الاحتلال حزب الله بقصف قرية “مجدل شمس” مساء السبت على والذي أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات٬ حيث اتهمت حكومة الاحتلال حزب الله بشن هذا الهجوم٬ فيما نفى الحزب بشكل قاطع مسؤوليته٬ وقال إن صاروخاً اعتراضياً إسرائيلياً تسبب بهذا الحادث.
ما هو وضع هضبة الجولان في القانون الدولي؟
- مرتفعات الجولان هي هضبة استراتيجية تقع على الحدود بين فلسطين المحتلة وسوريا وتطل على جنوب لبنان. وقد احتلتها إسرائيل خلال عام 1967 ثم ضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويشير الجزء المحتل من الجولان إلى الثلثين الغربيين من مرتفعات الجولان الجيولوجية، بالإضافة إلى الجزء الذي تحتله إسرائيل من جبل الشيخ.
-
تعترف الأمم المتحدة بالجولان كجزء من سوريا٬ ويدعو
قرار الأمم المتحدة رقم 242
إسرائيل إلى الانسحاب من الجولان والأراضي الأخرى التي احتلتها في عام 1967، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
- لكن إسرائيل رفضت ذلك مراراً وتكراراً، وأعلنت في عام 1981 ضم هذه الأراضي رسمياً إليها.
-
منذ عام 1974 قامت
قوة من الأمم المتحدة بمراقبة فض الاشتباك
ووقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، وقامت بدوريات على خط ترسيم الحدود بين المناطق التي تسيطر عليها سوريا وإسرائيل في الجولان. وبعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار٬ بدأت إسرائيل ببناء المستوطنات في الجولان ونقلت المستوطنين اليهود إلى هناك، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
-
يقول موقع
MEE
في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل، ويقال إنها شملت إمكانية عودة الجولان إلى دمشق مقابل اتفاق سلام. لكن المفاوضات انهارت عندما شنت إسرائيل حربا على غزة في عام 2009.
-
في مارس/آذار 2019، وقع الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب على
أمر تنفيذي
يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهي الخطوة التي أدانها العالم في ذلك الوقت باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي، الذي يحظر على الدول الاستحواذ على الأراضي بالقوة.
- وعلى الرغم من الانتقادات في ذلك الوقت، بعد الإطاحة بترامب في الانتخابات الأمريكية عام 2020، لم تتراجع إدارة بايدن عن القرار وأشارت إلى المنطقة باسم “شمال إسرائيل” وليس سوريا أو الأراضي المحتلة.
من يعيش في الجولان؟
- أجبرت حرب عام 1967 مئات الآلاف من السوريين على الفرار من الجولان إلى أجزاء أخرى من سوريا. ويتكون سكان المنطقة الآن من مزيج من العرب السوريين الدروز وبعض المسيحيين وبعض والمستوطنين الإسرائيليين اليهود.
- منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، أصبحت حالات حصول السوريين في الجولان على الجنسية الإسرائيلية أكثر شيوعاً، على الرغم من أن الغالبية العظمى منهم يرفضونها٬ كما يقول موقع MEE. ويبلغ تعداد الدروز نحو 23 ألف نسمة في مرتفعات الجولان، ويعيشون إلى جانب نحو 25 ألف مستوطن يهودي إسرائيلي يعيشون في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
- تعتبر الطائفة الدرزية طائفة دينية انتشرت بشكل رئيسي في بلاد الشام، ويعتقد أنها فرع من المذهب الشيعي الإسماعيلي الذي تطور في القرن الحادي عشر، على الرغم من أن مجتمعها سري للغاية بشأن معتقداته. يعتبر بعض الدروز المعاصرين أنفسهم مسلمين، على الرغم من الاعتقاد بأن إيمانهم تأثر بأديان وفلسفات أخرى كانت سائدة في شرق البحر الأبيض المتوسط لعدة قرون، بما في ذلك الغنوصية والأفلاطونية المحدثة٬ بحسب موقع MEE.
- وعلى عكس المواطنين العرب الآخرين، يُطلب من الدروز في إسرائيل الخدمة في الجيش الإسرائيلي ويُنظر إليهم على أنهم أكثر اندماجاً في المجتمع الإسرائيلي مقارنة بالمواطنين الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين في البلاد. وعلى النقيض من ذلك، لا يحمل الدروز في مرتفعات الجولان المحتلة الجنسية الإسرائيلية في الغالب، وقد احتفظوا بهويتهم ومواطنتهم السورية. وتعتبر الحكومة الإسرائيلية الدروز غير المواطنين من حاملي صفة “المقيمين الدائمين”، ولكن لا يجوز لهم المشاركة في الانتخابات أو السفر بجواز سفر إسرائيلي.
- منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول، اندلعت معارك متقطعة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني٬ مما أسفر عن مقتل المئات في لبنان وعشرات في إسرائيل.
لماذا الجولان يحظى بأهمية استراتيجية لإسرائيل؟
-
يُعتقد
أن الجولان يوفر حوالي ثلث إمدادات المياه العذبة لإسرائيل٬ وتنتقل المياه من الجولان إلى بحيرة طبريا ونهر الأردن. وبالمقارنة بالمناطق الأخرى التي تحتلها إسرائيل والتي قد تكون لها أهمية استراتيجية أو ثقافية في المقام الأول، فإن الصراع على الجولان يعتمد إلى حد كبير على الموارد.
- وباعتبارها الحدود البرية الوحيدة لإسرائيل مع سوريا، فإن هذه المنطقة مهمة استراتيجيا أيضا. وتعرضت الجولان بين الحين والآخر لقصف بالصواريخ وأشكال أخرى من النيران من سوريا في السنوات الأخيرة، وردت إسرائيل على ذلك بضرب أهداف سورية وإيرانية.
-
زعمت إسرائيل أن التهديد المستمر من إيران وسوريا وحليفهما اللبناني حزب الله يعني أن الحفاظ على السيطرة على الجولان أمر حيوي للأمن. ولا تزال المناظر الطبيعية مليئة بالحطام الناجم عن حرب عام 1973، إلى جانب القواعد العسكرية والبؤر الاستيطانية التي أنشئت خلال العقود التي تلت ذلك.
- وفي وقت سابق من هذا الشهر، شن حزب الله هجوما على قاعدة على قمة جبل ميرون٬ حيث استهدفت المجموعة أنظمة استخباراتية، فدمرتها وأشعلت حريقا كبيرا. مع استمرار تصاعد التوترات بين إسرائيل ولبنان، من المرجح أن تحافظ مرتفعات الجولان على دورها المركزي في أمن المنطقة.