أسلحة حزب الله هي التي قد تمنع إسرائيل من شن حرب واسعة على لبنان وليس الوساطات الأمريكية ولا المناشدات الدولية.
هكذا علق مصدر عسكري لبناني مطلع في تصريح ل-“عربي بوست” على قدرات حزب الله على دعوات مسؤولين إسرائيليين لشن حرب واسعة ضد لبنان والتي وصلت بعضها لحرق بيروت، والتقارير عن الضغوط الأمريكية لمنع دولة الاحتلال من توسيع ردها على هجوم مجدل شمس التي تزعم تل أبيب أنه من تنفيذ الحزب، وهو ما ينفيه الأخير.
ويوصف حزب الله أحياناً بأنه أقوى ميليشات في العالم أو أقوى جهة عسكرية غير حكومية في العالم، واليوم مع تصاعد احتمالات الحرب بين الحزب وإسرائيل بات الحديث عن ترسانة حزب الله العسكرية مثار اهتمام الخبراء وسط تساؤلات: هل يستطيع الحزب الصمود أمام الجيش الإسرائيلي الذي يعد واحداً من أقوى وأكثر جيوش العالم تقدماً، وكيف يمكنه الرد على أي عدوان إسرائيلي واسع على لبنان.
توتر غير مسبوق
وبلغ التوتر بين حزب الله وإسرائيل مستوى غير مسبوق بعد مقتل 12 شخصاً معظمهم من الأطفال والمراهقين وأصيب أكثر من 30 آخرين مساء السبت الماضي بسبب سقوط قذيفة على قرية مجدل شمس العربية الدرزية بالجولان السوري الذي احتلته إسرائيل عام 1967 وضمته إسرائيل بشكل غير قانوني عام 1981.
وزعمت إسرائيل أن الحادث وقع بسبب سقوط صاروخ إيراني الصنع من طراز “فلك-1”
أُطلق
من قبل
حزب
الله ضمن نحو 40 صاروخًا استهدف
بها
الحزب المنطقة.
بينما نفي حزب الله مسؤوليته، وأبلغ قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان “اليونيفيل” أن الحادثة وقعت بسبب شظايا صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية التي حاولت اعتراض صواريخ الحزب، حسب تقارير إعلامية.
وقال المصدر العسكري اللبناني لـ “عربي بوست” إن الحادث لو كان سببهُ صاروخًا من حزب الله لكان حجم الدمار والضحايا أكبرب كثير.
وتوعد الحزب بأن يرد بقوة على أي هجوم إسرائيلي باعتباره اعتداء على لبنان وليس رداً على حادثة مجدل شمس، باعتباره ليس مسؤولاً عنها، حسبما ورد في وسائل إعلام لبنانية. في وقت تفيد فيه تقارير عن جهود أمريكية لمنع إسرائيل من ضرب بيروت أو ضاحيتها الجنوبية ذات الغالبية الشيعية (معقل حزب الله)، وأن
يتركز
القصف على أهداف عسكرية للحزب.
وسبق أن هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في يونيو/حزيران الماضي بقصف إسرائيل، وكذلك قبرص إذا تعاونت معها، وقال إنه لا مكان في إسرائيل آمن من الحزب وأنها هي التي يجب أن تخاف من الحرب.
هجمات حزب الله أدت لانسحاب إسرائيل من لبنان، وهكذا كان شكل الحرب في 2006
وتأسّس حزب الله، وهو حركة سياسية شيعية موالية لإيران مقرها في لبنان، أثناء الغزو الإسرائيلي للبلاد في عام 1982، عبر تدريب ودعم قدمت الحرس الثوري الإيراني.
وكانت ترسانة حزب الله العسكرية محدودة خلال سنواته الأولى، ولكن أدت هجمات الحزب لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من معظم جنوب لبنان عام 2000 باستثناء مزارع شبعا المحتلة، الأمر الذي أكسبه مكانة في لبنان والعالم العربي.
وكان حزب الله قد خاض حرباً مع إسرائيل عام 2006، بعد قيامه بشن غارة عبر الحدود قتل خلالها 8 جنود إسرائيليين واختطف اثنين آخرين، وطالب بمفاوضات غير مباشرة تهدف إلى مبادلة سجناء عرب تحتجزهم إسرائيل بهما.
وردت إسرائيل بحرب مفتوحة بدأت بحصار بحري وحملة جوية مكثفة لمدة 33 يوماً، وأدت الحرب إلى استشهاد 1191 شخصاً في لبنان، معظمهم من المدنيين، وإصابة نحو 3700، بينما قتل 121 جندياً إسرائيلياً و44 مدنياً، بينما تفيد تقديرات بأن حزب الله خسر نحو 500 من مقاتليه.
وتعرضت البنية التحتية في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية ذات الغالبية الشيعية لتدمير كبير، كما تعرضت مناطق شمال إسرائيل لقصف صاروخي من حزب الله، دفع العديد من الإسرائيليين بالشمال لترك منازلهم وتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر بالمليارات.
وعلى الرغم من أن حزب الله عانى من عدد أكبر بكثير من القتلى، إلا أن بعض الإسرائيليين اعتبروا الحرب كارثة بسبب العدد الكبير من الإسرائيليين الذين قتلوا، وقد تعرض أداء الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة لانتقادات واسعة النطاق، حسبما ورد في تقرير لمجموعة الأزمات الدولية “CSIS“، بعدما شن مقاتلو الحزب حرب عصابات كان أبرز مظاهرها إلحاق خسائر كبيرة في مدرعات ميركافا الإسرائيلية الشهيرة عبر استخدام صواريخ كورنيت الروسية التي أكسبها استخدام الحزب لها ببراعة شهرة كبيرة بعد ذلك.
وانتهت حرب 2006 بصدور قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنشأ منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني على طول حدود إسرائيل ولبنان وسوريا، تكون خالية من أي أفراد مسلحين وأصول وأسلحة باستثناء تلك التابعة للحكومة اللبنانية وقوات اليونيفيل الدولية، ولكن يعتقد على نطاق واسع أن الحزب لم يلتزم بسحب قواته إلى شمال الليطاني، وهو الأمر الذي يعد مطلباً إسرائيلياً حالياً.
وعقب الحرب، طمأن حزب الله سريعاً أنصاره بأنه سيتم إعادة بناء منازلهم المدمرة، وقد تم الوفاء بوعده إلى حد كبير، وذلك بفضل الدعم الإيراني والتمويل العربي الخليجي لإعادة الإعمار في الجنوب، حسب تقرير لمركز Chatham house البحثي البريطاني.
واكتسب الحزب مزيداً من القوة والخبرة خلال الحرب الأهلية السورية التي انحاز فيها لنظام الأسد؛ ما أضعفه شعبيته في العالم العربي، ولكنه بات بمثابة الوكيل الرئيسي لإيران في العالم العربي، وقائد وملهم للميليشيات الشيعية الأخرى.
واليوم يعتقد أن ترسانة حزب الله العسكرية وعدد مقاتليه وخبراته قد تضاعفت عشرات المرات.
ويقول الخبراء إن طهران ترسل الأسلحة إلى الحزب عن طريق البر عبر العراق وسوريا، الدولتين العربيتين اللتين تتمتع فيهما إيران بنفوذ واسع، والعديد من أسلحة حزب الله هي من تصنيع إيراني أو روسي أو صيني، حسب تقرير لوكالة Reuters.
ما هو
عدد مقاتلي حزب الله
؟
سبق أن قال زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله إنه في عام 2021 سيكون لدى الجماعة 100 ألف مقاتل.
ولكن يقول كتاب حقائق العالم التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إنه من المقدر في عام 2022 أن عدد المقاتلين بلغ 45000 مقاتل، مقسمين بين ما يقرب من 20000 بدوام كامل و25000 من أفراد الاحتياط.
ولدى حلفاء الحزب في لبنان مثل حركة أمل الشيعية وبعض الحركات السنية الموالية له؛ مثل حركة المرابطين الناصرية، وكذلك الحزب القومي السوري الموالي لدمشق، بضعة آلاف من المقاتلين، ولكن لا يعتقد أنهم مسلحون أو مدربون جيداً، ولكن يمكن أن يساهموا في عمليات مقاومة محدودة أو المساعدة على كبت أي معارضة للحزب.
كما أن هناك مقاتلين تابعين لحركتي حماس والجهاد في لبنان، ولكن أعدادهم ليست بكثيرة، وهناك قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية (إخوان مسلمون لبنان)، وهي قوة صغيرة نسبياً، والجماعة عادة تتخذ مواقف مناوئة لحزب الله ودمشق وطهران في السياسات الداخلية اللبنانية في ظل الاستقطاب السني الشيعي ولكن الجماعة تؤيد حزب الله في الصراع مع إسرائيل من منطلق دعمها لنضال الشعب الفلسطيني وتنسق معه.
ويعتقد أن حزب الله يمكن أن يحصل على دعم عشرات الآلاف من الميليشيات الشيعية بالمنطقة خاصة الحشد الشعبي العراقي، ولكن هناك تقارير عن أن الحزب يتحفظ على جلب هذه الميليشيات ضخمة العدد للبنان بسبب الحساسيات الطائفية والوطنية، إضافة إلى أنها قد لا تمتلك نفس كفاءة وخبرات الحزب في حروب العصابات بالجنوب اللبناني الذي يعرفه مقاتلو الحزب جيداً.
ترسانة حزب الله
الصواريخ.. هكذا تطورت من الكاتيوشا لأنظمة دقيقة التوجيه
كانت الصواريخ دوماً واحدة من أبرز مكونات ترسانة حزب الله العسكرية منذ مقاومته للاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان عبر صواريخ كاتيوشا السوفيتية الشهيرة.
وخلال حرب 2006، كان يعتقد أن ترسانة حزب الله العسكرية تضم بضعة آلاف من الصواريخ والتي مثلت ضغطاً على إسرائيل لأنها أدت لتهديد مدن الشمال الإسرائيلي؛ حيث أطلق الحزب في ذلك الوقت حوالي 4000 صاروخ منها على إسرائيل، معظمها صواريخ روسية الصنع من طراز كاتيوشا يصل مداها إلى 30 كيلومتراً.
واليوم يُعتقد أن هذه الترسانة تضخمت بشكل هائل.
وقال نصر الله إن أكبر تغيير في ترسانة حزب الله العسكرية منذ عام 2006 هو توسيع أنظمة التوجيه الدقيقة.
ففي عام 2022، قال إن حزب الله لديه القدرة داخل لبنان على تحديث آلاف الصواريخ بأنظمة التوجيه لجعلها صواريخ دقيقة.
وزعم مسؤول في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في تصريح لمجلة فوربس الأمريكية أن ترسانة حزب الله العسكرية تضم أكثر من مليون صاروخ من أنواع مختلفة، بما في ذلك صواريخ موجهة بدقة وصواريخ كاتيوشا معدلة لزيادة الدقة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات.
ويميل المسؤولون الإيرانيون عادة للمبالغة في قدرات بلادهم وكذلك قدرات حلفائها.
ولكن تشير تقديرات كتاب حقائق العالم التابع للاستخبارات المركزية الأمريكية إلى أن ترسانة حزب الله الصاروخية تضم ما يصل إلى 150 ألف صاروخ من مختلف الأنواع والمدى.
وبحسب تقديرات مركز دادو” للفكر العسكري متعدد التخصصات -وهو معهد أبحاث تابع للجيش الإسرائيلي ومجهز لتعزيز التفكير المنهجي وعمليات التعلم في الجيش- يمتلك الحزب اللبناني 150 ألف قذيفة هاون، و65 ألف صاروخ يصل مداها إلى 80 كيلومتراً، و5000 صاروخ وقذيفة يصل مداها إلى 80-200 كيلومتر، و5000 صاروخ يصل مداها إلى 200 كيلومتر أو أكثر.
ويمتلك حزب الله نماذج إيرانية، مثل صواريخ رعد، وصواريخ الفجر، وصواريخ الزلزال، التي تتمتع بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ الكاتيوشا.
وشملت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل أثناء النزاع في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول، صواريخ بركان ذات حمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام، كما استخدم الحزب صاروخ فلق 1 الموجه (Falaq-1) الإيراني، الذي يقوم بدور مهم في إطلاق نيران كثيفة كما يحظى بقوة مناورة عالية.
وفي إشارة إلى الضرر الذي يمكن أن يحدثه، أطلق نصر الله في عام 2016 تهديداً مبطناً بأن حزب الله قد يضرب صهاريج تخزين الأمونيا في مدينة حيفا الساحلية شمال إسرائيل، قائلاً إن النتيجة ستكون “مثل قنبلة نووية”.
كما أدخل حزب الله أسلحة جديدة، بما في ذلك صاروخ أرض-أرض يصل مداه إلى 10 كيلومترات (6 أميال) ورأس حربي يزن 50 كيلوغراماً (110 رطل).
وحسب موسوعة المعرفة المشاعية ويكميديا فإن حزب الله يمتلك نسخاً من صواريخ سكود بمدى يصل إلى 800 كلم.
ويمكن لحزب الله أيضاً الاعتماد على صواريخ عالية الدقة، قادرة على ضرب أهداف بعيدة بهامش خطأ لا يتجاوز عشرة أمتار، حيث يعمل على تطوير صواريخ دقيقة التوجيه، حسبما ورد في تقرير لوكالة أسوشيدبرس “AP” الأمريكية.
الطائرات المسيرة.. السلاح الذي اخترق أجواء حيفا
تضم ترسانة حزب الله العسكرية أكثر من 2000 طائرة
بلا
طيار، وتعلم
أيضًا
كيفية العمل بها في سوريا – وهي تتنوع بين طرازات قادرة على القيام بمهام
الاستطلاع
وأخرى مخصصة لنقل مواد
متفجرة
، وذلك وفقًا
للتقارير
التي نشرتها عدة مراكز إعلامية وأبحاث إسرائيلية وأمريكية.
ونظراً لمخزون حزب الله من الطائرات المسيرة وحقيقة أن إنتاجها رخيص، فمن الممكن أن يرسل الحزب، على سبيل المثال، عدداً كبيراً من الطائرات بدون طيار في نفس الوقت إلى هدف واحد لإرباك آليات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وخلال الصراع الحالي، استخدم حزب الله طائرات بدون طيار في بعض هجماته الأكثر تعقيداً، وشن بعضها بهدف إبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية مشغولة بينما كانت طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات تحلق على الأهداف.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن التنظيم عن هجمات باستخدام طائرات بدون طيار تسقط قنابل وتعود إلى لبنان، بدلاً من الاكتفاء بالتحليق على أهدافها. ولم يذكر حزب الله ما هي حمولة تلك المسيرات.
وتزود الطائرات المسيرة الحزب أيضاً بالكثير من الذكاء البصري، ما يسمح له بتحديد مواقع تجمعات ومنشآت جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في الأماكن التي لا تكون فيها تمركزات الجنود محمية.
وأرسل الحزب طائرة الهدهد المسيرة لشمال إسرائيل بما في ذلك مدينة حيفا الرئيسية، حيث عادت بصور مهم للعديد من المواقع دون أن يتم إسقاطها من الاحتلال الإسرائيلي.
كما صدم حزب الله إسرائيل بالهجوم الذي نفذه ضد تجمع لقوات جيش الاحتلال ببلدة حرفيش، نهاية مايو/أيار الماضي، باستخدام مسيرتين اخترقتا الأجواء الإسرائيلية دون رصدهما، وضربت قواته مرتين متتاليتين؛ ما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 11 آخرين، ويعتقد أن هذه المسيرات لم تكن تتحرك بشكل خطي بل بشكل دائري، الأمر الذي جعل من الصعب رصدها.
وتشمل طائرات حزب الله بدون طيار ما يقول إنها نماذج أيوب ومرصاد المجمعة محلياً.
واتهمت إسرائيل، إيران، العام الماضي، ببناء مهبط طائرات في جنوب لبنان يمكن استخدامه لشن هجمات. وقال مصدر غير إسرائيلي مطلع على الموقع إنه يمكن أن يستوعب طائرات بدون طيار كبيرة.
ويعتقد أنه يمكن للحزب نشر أسراب من الطائرات بدون طيار في وقت واحد ضد هدف واحد للتغلب على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، حسبما ورد في تقرير لموقع دويتش فيليه الألماني “DW“.
الصواريخ المضادة للدبابات.. السلاح الأكثر تدميراً ودقة
خلال حرب لبنان كان استخدام حزب الله لصواريخ كورنيت الروسية مفاجأة الحرب الحقيقية، وخلال الصراع الحالي منخفض الكثافة، فإن الصواريخ المضادة للدبابات بما فيها كورنيت الأكثر دقة وإصابة وصعوبة على إسرائيل.
واستخدم حزب الله أيضاً صاروخاً موجهاً إيراني الصنع يُعرف باسم “الماس” لأول مرة، وفقاً لتقرير صادر عن قناة الميادين الموالية لإيران وللحزب.
ووصف تقرير صادر عن مركز ألما للأبحاث والتعليم الإسرائيلي، نُشر في أبريل/نيسان، صاروخ الماس بأنه سلاح مضاد للدبابات يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية باتباع مسار مقوس؛ ما يمكنه من الضرب من أعلى (على غرار صواريخ غافلين الأمريكية الشهيرة).
وقال التقرير إن الصاروخ جزء من عائلة أسلحة صنعتها إيران من خلال الهندسة العكسية على أساس عائلة صواريخ سبايك الإسرائيلية.
الصواريخ المضادة للسفن.. تقارير عن امتلاكه لصاروخ أسرع من الصوت
أثبت حزب الله لأول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في عام 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بُعد 16 كيلومتراً قبالة الساحل؛ ما أسفر عن مقتل أربعة أفراد إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة، ذلك بالتزامن مع خطبة لنصر الله أشار فيها إلى هذه العملية مما أكسب الواقعة طابعاً دراماتيكياً.
وبث حزب الله مقاطع فيديو يقول إنها تظهر المزيد من نفس النوع من الصواريخ المضادة للسفن المستخدمة في عام 2006.
وتقول مصادر مطلعة على ترسانة حزب الله العسكرية إنه منذ حرب عام 2006، حصل حزب الله على صاروخ ياخونت روسي الصنع المضاد للسفن الأسرع من الصوت والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر، حسب تقرير وكالة Reuters.
ولم يؤكد حزب الله قط امتلاكه لهذا السلاح، وإن كان امتلاك الحزب لهذا السلاح يمثل مشكلة كبيرة للبحرية الإسرائيلية.
الصواريخ المضادة للطائرات.. نقطة ضعف الحزب التي قد يحدث انقلاباً لو عالجها
رغم أن الدفاع الجوي يعد نقطة ضعف حزب الله الرئيسية ولكن في الصراع الحالي أسقط الحزب نحو أربع مسيرات من طراز هيرمس 450 وهيرمس 900 الإسرائيلية.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية أيضاً، تضم ترسانة حزب الله العسكرية أنظمة دفاع جوي روسية “متقدمة” من طراز SA-22، والتي يمكنها استهداف الطائرات والمروحيات والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وكذلك الطائرات بدون طيار.
ورغم أنها ليست فعالة مثل النماذج الأكثر تطوراً؛ مثل إس-400، إلا أنها تشكل رصيداً مهماً في مواجهة الجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد بشكل أساسي على تفوقه الجوي.
كيف سيحارب حزب الله أمام الجيش الإسرائيلي المتفوق في الأسلحة؟
وعلى الرغم من أن فرق المشاة الخفيفة والفرق المضادة للدبابات التابعة لحزب الله تحظى باحترام كبير، ولكن حزب الله ككل أضعف “كماً ونوعاً” من قوات الجيش الإسرائيلي، حسب دافيد داوود، المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
وتشمل نقاط الضعف حرب المناورة، والرماية بالأسلحة الصغيرة، والدفاعات الجوية.
ولكن تتمثل نقاط القوة التكتيكية لحزب الله في التغطية والإخفاء، والنيران المباشرة، وإعداد مواقع القتال.
وقد قام الحزب ببناء عدد كبير من مخابئ الأسلحة و الأنفاق والمخابئ في جنوب لبنان، ويعتقد أنها قد تكون أكبر من أنفاق حماس التي أخفقت إسرائيل حتى الآن في كشف وتدمير معظمها بالنظر إلى إمكانيات الحزب الأكبر، وكذلك اتساع جغرافية جنوب لبنان ووعورة جبال البلاد وكثرة أحراشها.
ومن المتوقع أن يلجأ الحزب لمواجهة أي توغل إسرائيلي في لبنان إلى شن حرب عصابات واسعة النطاق، كما فعل في حرب 2006 وكما تفعل حماس والجهاد حالياً، ولكن على نطاق أوسع بفضل أسلحته الأفضل وشبكة أنفاقه.
كيف سيتعامل مع القبة الحديدية؟
وفي الوقت ذاته، سيرد الحزب على الغارات الجوية الإسرائيلية بقصف إسرائيل، وبينما تمتلك تل أبيب قدرات دفاع جوي متطورة، ولكن قرب الحزب من مناطق الشمال الإسرائيلي وتطور صواريخه مقارنة بالمقاومة الفلسطينية سيعطيه أفضلية.
وتظهر البيانات الصادرة عن “مركز دادو” للفكر العسكري الإسرائيلي أن الحزب اللبناني لديه القدرة النارية لأكثر من 4000 صاروخ وقذائف دقيقة وطائرات بدون طيار متفجرة خلال يوم قتال عادي ويصل مدى معظم الصواريخ إلى بضع عشرات الكيلومترات، لكن عدداً كبيراً منها يصل إلى مئات الكيلومترات.
وحذر “ألما”، مركز الأبحاث الإسرائيلي الذي يركز على الأمن، في يونيو/حزيران، من قدرة حزب الله على اختراق نظام الدفاع الجوي الشهير “القبة الحديدية”. ووصف ترسانة حزب الله العسكرية بأنها “أكبر بعدة مرات من ترسانة حماس” وقادرة على تدمير عشرات الأهداف يومياً.
وسيحاول الحزب التغلب على القبة الحديدية عبر إطلاق عدد كبير من الصواريخ في وقت واحد لإرباكها أو استخدام صواريخ أكثر تطوراً وسرعة أو محاولة الاستفادة من التضاريس لجعل إسقاط صواريخه أصعب، أو استهداف بطاريات القبة الحديدية نفسها.
وفي فيديو المسيرة التي حلقت فوق حيفا ومحيطها، حدّد الحزب مواقع لبطاريات القبة الحديدية ونظام مقلاع داوود الدفاعي الجوي الأكثر تقدماً.
ويرى بعض الخبراء الإسرائيليين “أن الجزء الأكبر من القوة النارية للحزب سيهدد المنطقة الشمالية لإسرائيل بأكملها، حتى حيفا. وهذا يعني أنه خلال الأسبوع الأول أو الأسبوعين الأولين من الحرب، سيكون من المستحيل تقريباً أن يعيش سكانها حياة يومية طبيعية.
وسيكون من الصعب توفير الاستمرارية الوظيفية للبنى التحتية للاتصالات والكهرباء”.
وبالفعل منذ أيار/مايو، دكّت صواريخ الحزب التجمعات السكانية الإسرائيلية عند الحدود مع جنوب لبنان؛ ما أجبر إسرائيل على إخلاء مستوطنات الشمال، وفي حال وقوع حرب شاملة سيكون الأمر أوسع نطاقاً.
وتقدر إسرائيل أن “حزب الله” سيكون قادراً على تجديد مخزونه من الصواريخ حتى خلال الحرب، عبر الممر القادمة من إيران من خلال سوريا.
الحزب سبق أن لوح باختراق شمال إسرائيل
وتتفاخر حسابات التواصل الإجتماعي لأنصار الحزب بوجود 1,500 انتحاري جاهزين لاقتحام مرتفعات الجولان، وألمح الحزب مراراً بإمكانية اختراقه أو احتلاله الجليل بشمال فلسطين المحتلة، وبينما كان ينظر لهذا التهديد بأنه مجرد وعيد أجوف، فإن حماس الأقل في الإمكانيات نفذته فعلياً خلال عملية طوفان الأقصى في منطقة غلاف غزة.
ومن المتوقع أن يكون حزب الله قادراً تماماً على إعادة إنتاج نجاح حركة حماس، خاصة بعد إظهار قدراته على التسلل خلال مناوراته العسكرية واسعة النطاق في عرامتا في مايو/أيار، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Lorientlejour اللبنانية.
ومكّن تدخل حزب الله في سوريا من تحسين مهاراته في حرب المدن. ويمكنها الاستفادة من تجربته في حرب محتملة مع إسرائيل، خاصة من خلال التسلل إلى المستوطنات في الجليل.