الأخبار

“إسرائيل في فوضى وبداية تفكك”.. هكذا تناولت الصحافة العبرية اقتحام القواعد العسكرية من اليمين المتطرف

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء 30 يوليو/تموز 2024، حالة الفوضى التي تسبب بها اليمين المتطرف باقتحام قاعدة “بيت ليد” احتجاجاً على اعتقال جنود متهمين بارتكاب اعتداء جنسي بحق أسير فلسطيني من غزة.

صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها “لقد فقدت دولة نتنياهو السيطرة على اليمين المتطرف”، مشيرة إلى أن سلسلة الأحداث التي وقعت أمس الإثنين في معتقل “سدي تيمان” وثم في قاعدة “بيت ليد” هي شهادة حية ومباشرة على التفكك التدريجي لإسرائيل في عهد بنيامين نتنياهو.

“كما تشير كل حلقة في السلسلة إلى اضمحلال نظامي، الجمع بينها يعد أمراً مميتاً” بحسب هآرتس.

ومن سلسلة الاضمحلال، وفقًا لهآرتس، رفض الجنود اعتقالهم، وتحصنهم في أماكنهم قبل أن يرشوا رذاذ الفلفل على الشرطة العسكرية الإسرائيلية، وهو السلوك الذي يشير إلى خلل في الأنظمة داخل الجيش.

وتابعت بأن أعضاء اليمين المتطرف تصرفوا كميليشيات، واقتحموا منشأة عسكرية.

الصحيفة تساءلت بأن “رئيس الأركان هرتسي هليفي، دعم مكتب المدعي العام العسكري، ولكن ما أهمية ذلك عندما انتظر نتنياهو، كعادته، ساعتين كاملتين قبل أن يدين الحدث؟.. هذه طريقته المعتادة في الغمز إلى أقصى اليمين”.

وأضافت: “لقد فهم هؤلاء (اليمين المتطرف) جيداً أنه لا يوجد قانون ولا عدالة”، مشيرة إلى التهديدات التي أطلقها أعضاء كنيست للمدعي العام العسكري.

في ختام افتتاحيتها، قالت “هآرتس”: “لقد فقدت دولة نتنياهو السيطرة على اليمين المتطرف، ومن يزرع الفوضى يحصدها، وإذا لم يتم إيقافهم فسوف يفككون البلاد نهائياً.


تفكك المجتمع الإسرائيلي

أما الكاتب في صحيفة “هآرتس” يوسي فيرتر، فقد علّق مقالته بأن “مشاركة أعضاء الكنيست والوزراء في الهجوم على قواعد الجيش خطوة مثيرة للقلق، توحي بتفكك المجتمع الإسرائيلي”.

المحلل الإسرائيلي، أوضح في مقالته، أن اقتحام قاعدة “سدي تيمان” احتجاجًا على اعتقال جنود احتياط للتحقيق بشبهة الاعتداء الجنسي على أسير، ستكون حاضرة في المذكرات التي ستروي السخط في المجتمع الإسرائيلي.

وأضاف أن ذلك جزءاً من التدهور الجاري، على غرار الزيادة في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والهجمات العنيفة ضد الصحفيين من تحالف بنيامين نتنياهو، ناهيك عما يتعرضون له أهالي الأسرى الإسرائيليين من البلطجية الذين يشتمون باسم نتنياهو وإيتمار بن غفير.

والأمر الصادم والمثير للقلق، والذي لم يكن مفاجئاً، بحسب المحلل الإسرائيلي، هو مشاركة أعضاء بالحكومة والكنيست بالاندماج في “الغوغائية” واقتحام قاعدة الجيش، “ثم يزعمون أن الإجراءات القانونية التي اتخذها المجتمع الدولي ضد القيادة الإسرائيلية هي تعبير عن معاداة السامية”.

فيما انتظر نتنياهو، ساعتين حتى أصدر رسالة قصيرة دعا فيها إلى “تهدئة النفوس”، وأدان “بشدة” اقتحام القاعدة العسكرية، فمن ناحية يعتبر هذا بمعاييره الملتوية رقمًا قياسياً أولمبياً في الرد المسؤول والمطلوب، لأنه عادة ما يصمت أو ينتظر يوماً، ثم يرسل رسالة يخلق فيها تناظرًا خيالياً مع المعسكر المعارض” بحسب الكاتب.

وختم الكاتب، بأن “استقلال النظام القضائي العسكري، والنظام القانوني بشكل عام، هما آخر رصيد مستقر متبقي لإسرائيل على الساحة الدولية”.

إسرائيل في فوضى

المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت، كتب في مقال على صحيفة



معاريف



، أن إسرائيل ليست على حافة الفوضى، بل هي في حالة الفوضى، ومقاطع الفيديو التي يظهر فيها مئات المدنيين وهم يحاولون هدم بوابات القواعد العسكرية هي “رمز تفككنا”.

وأضاف في مقاله: “عندما تقوم بتحرير شيطان من الزجاجة، فإنك تفقد السيطرة عليه”، مضيفا أن نتنياهو قال إننا على بعد خطوة واحدة من النصر الكامل، لكننا اكتشفنا بالأمس أننا على بعد خطوة واحدة من الحرب الأهلية”.

وتابع في مقالته: “لو كنت في حزب الله، لأخذت فترة من الراحة، لأن اليهود سيقومون بتفكيك أنفسهم بأنفسهم”.

وهاجم بن كاسبيت نتنياهو قائلا، إنه “نشر رسالة “إدانة ضعيفة” أمس طولها سطر ونصف، لقد تبين بالفعل أن ملاك التخريب كان على بعد خطوة من استكمال عمله وهو التدمير النهائي والكامل للحلم الصهيوني”.