قال أطباء ومسعفون أمريكيون عملوا في غزة إن العدد الحقيقي للقتلى جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر أعلى بكثير مما ورد في التقارير السابقة، مطالبين الولايات المتحدة في رسالة بسحب الدعم الدبلوماسي والعسكري لإسرائيل حتى يتم وقف إطلاق النار، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 26 يوليو/تموز 2024.
وجاء في الرسالة المكونة من 8 صفحات، والتي سُلمت يوم الخميس ووجهت إلى بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، أن المسعفين رأوا أدلة على انتهاكات واسعة النطاق للقوانين التي تحكم استخدام الأسلحة الأمريكية التي يتم توريدها لإسرائيل، والقانون الإنساني الدولي.
وقد وصف 45 جراحاً وطبيباً في غرف الطوارئ وممرضاً تطوعوا في العديد من مستشفيات غزة خلال الأشهر الأخيرة ما وصفوه بـ “الخسائر البشرية الهائلة الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على غزة، وخاصة الخسائر التي لحقت بالنساء والأطفال”.
وقالوا:”لا يمكننا أن ننسى مشاهد القسوة الفظيعة الموجهة ضد النساء والأطفال والتي شهدناها بأنفسنا. لقد عالج كل من وقّع على هذه الرسالة أطفالاً في غزة تعرضوا للعنف الذي كان موجهاً إليهم عمداً. وعلى وجه التحديد، عالج كل واحد منا يومياً أطفالاً في سن ما قبل المراهقة أصيبوا برصاصة في الرأس”.
وقال العديد من الموقعين على الرسالة لصحيفة الغارديان في وقت سابق إنهم يعتقدون أن القناصة الإسرائيليين يستهدفون الأطفال، وأن الأسلحة الإسرائيلية المصممة لإحداث إصابات بالشظايا تسبب إصابات مروعة للمدنيين في غزة وتؤذي الأطفال بشكل غير متناسب.
شهادات مروعة
وأضاف المسعفون أنه لم ينجُ أحد تقريباً في غزة من عواقب الهجوم الإسرائيلي.
وحذرت الرسالة من أن “الأوبئة تنتشر في غزة”، وانتقدت مطالبات إسرائيل المتكررة للسكان المدنيين الذين يعانون من سوء التغذية والمرضى بالنزوح إلى مناطق لا تتوافر بها مقومات الحياة.
وقال الموقعون على الرسالة إن “الكارثة” التي ستحدث في غزة تتطلب من الولايات المتحدة سحب دعمها المادي لإسرائيل.
وجاء في الرسالة: “الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس، أي حل لهذه المشكلة يجب أن يبدأ بوقف إطلاق نار فوري ودائم. نحثكما على حجب الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي عن دولة إسرائيل والمشاركة في حظر الأسلحة الدولي لكل من إسرائيل وجميع الجماعات المسلحة الفلسطينية حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، وحتى تؤدي المفاوضات بحسن نية بين إسرائيل والفلسطينيين إلى حل دائم للصراع.”
كما تضمنت الرسالة تفاصيل التجارب الفردية لبعض الموقعين، بما في ذلك الجراحون وأطباء الأطفال وممرضو الصدمات وأطباء التخدير. وقد عمل بعضهم في أوكرانيا أثناء الغزو الروسي. والبعض الآخر من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي.
وقالت فيروز سيدهوا، وهي جراحة متخصصة في الصدمات والعناية الحرجة، إنها “لم تر قط إصابات مروعة كهذه، على هذا النطاق الهائل، مع قلة الموارد”.
ووصفت أسماء طه، ممرضة الأطفال، تحديات رعاية الأمومة.
وقالت في الرسالة: “كل يوم كنت أرى أطفالاً يموتون. لقد وُلدوا بصحة جيدة. كانت أمهاتهم يعانين من سوء التغذية لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إرضاعهم طبيعياً، وكان ينقصنا الحليب الصناعي أو المياه النظيفة لإطعامهم، لذلك كانوا يموتون من الجوع”.
وقال الأطباء الذين عملوا مع النساء الحوامل إنهم رأوا بانتظام حالات ولادة جنين ميت ووفيات الأمهات، والتي كان من الممكن منعها بسهولة في الظروف العادية.
وكتبوا: “لقد خضعت النساء لعمليات قيصرية بدون تخدير، ولم يتم إعطاؤهن سوى عقار تايلينول بعد ذلك لأنه لم تتوفر أي مسكنات أخرى للألم.”
وجاء في الرسالة أن “إسرائيل استهدفت بشكل مباشر ودمرت عمداً نظام الرعاية الصحية بأكمله في غزة”.