الأخبار

يفوز في الخطابات ويخسر في الحرب!.. هاآرتس: هكذا ينظر الإسرائيليون لخطاب نتنياهو بالكونغرس

“انتصار أجوف لا علاقة له بـواقع الحرب ووضع إسرائيل فيها”، هكذا وصفت صحيفة  Haaretz الإسرائيلية.

وبينما تفاخر نتنياهو بأن هذا هو الخطاب الرابع الذي يلقيه زعيم أجنبي أمام اجتماع مشترك لمجلسي الشيوخ والنواب، متجاوزا الزعيم البريطاني في زمن الحرب ونستون تشرشل الذي ألقى ثلاثة خطابات، حسب وكالة Reuters.

كان خطاب نتنياهو أمام الاجتماع المشترك للكونغرس بمثابة تقليد مدروس لخطاب حالة الاتحاد الرئاسية الذي يلقيه الرئيس الأمريكي مثل القول “بارك الله في الولايات المتحدة الأمريكية” في نهاية الخطاب.

في 52 دقيقة استمرها الخطاب لم يكن هناك أي تفاصيل، ولا حتى أدنى تلميح، حول كيفية خططه إخراج إسرائيل من المأزق الذي وقعت فيه، وعلى مرأى منه.

تقول صحيفة Haaretz “ربما يكون نتنياهو قد حصل على 52 تصفيقاً حاراً من الجمهور المتحمس ذي الأغلبية الجمهورية، لكن خطابه الذي أثار  إعجاب من تصفهم بالسكان الأصليين في واشنطن لم يقدم شيئاً للإسرائيليين الذين يشاهدونه.


واعتبر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن نتنياهو حاول استخدام الخطاب لإعادة تأكيد قيادته في إسرائيل، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من 70 بالمئة يريدون استقالته، لافتًا إلى أن خطاب نتنياهو جاء في “لحظة حرجة” من المفاوضات حول اتفاق رهينة غزة ووقف إطلاق النار، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالكاد ذكر هذه القضية.

ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرسالأمريكي بأنها عبارة عن وصمة “عار”، قائلًا عبر حسابه على منصة إكس: “يا للعار! ساعة كاملة من الخطاب دون أن يقول الجملة الأهم: ستكون هناك صفقة لإعادة المختطفين”.


نتنياهو يتجاهل دوره في الإخفاق الأمني في ٧ أكتوبر/تشرين الأول

وقد خصص نتنياهو النصف الأول من خطابه لقصص عما وصفه ببطولة الجنود الإسرائيليين في 7 أكتوبر/تشرين الأول وتفاصيل مصورة عن مزاعم بشأن وحشية حماس في ذلك اليوم.

ولكن لم يتحدث عن كيفية انهيار المفاهيم الاستراتيجية في هذا اليوم بعدما ظلَّرئيسًا للوزراء

لمدة 15 عاماً. ولا شيء عن الإخفاقات التي أتاحت لحماس الحصول على أسرى حسب رغبتها، أو عن رفضه تشكيل لجنة تحقيق.

وتحدث عما وصفه بمحنة الرهينة السابقة نوعا أرغاماني، التي وقفت هناك بشكل غير مرتاحة بين الحضور بينما أمسكت سارة نتنياهو بإحدى ذراعيها وربتتها باليد الأخرى. وعلى بعد مقعدين وقف الابن المبذر يائير، في رحلة ليوم واحد من منفاه الفخم المدعوم من دافعي الضرائب الإسرائيليين في ميامي. إنه إسرائيلي يبلغ من العمر 33 عاماً، ليس لديه أي شيء مشترك مع الجنود الذين تم إحضارهم لتجميل واجهة خطاب والده.


خطاب بعيد عن الواقع والشرطة الأمريكية تقمع أهالي الأسرى الإسرائيليين

تقول الصحيفة الإسرائيلية “لقد كان خطابًا كتبه نتنياهو في كل مكان. إذ يضم كل الكليشيهات القديمة التي استخدمها مرات عديدة، والنكتة التنظيمية العرجاء (نصيحة حصل عليها ذات مرة من المذيع الأمريكي لاري كينج وهو يلتزم بها).

لكنه كان خطابًا حول واقع ينفصل عنه نتنياهو بشكل غير عادي.

وبينما كان التصفيق حارًا من قبل الجمهوريين فإن

عددًا كبيرًا من المشرعين الديمقراطيين قاطع الخطاب بينما كانت هناك احتجاجات خارج مبنى الكابيتول.

والمفارقة أن شرطة الكابيتول أجبرت سبعة أفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين على المغادرة. ومما زاد هذا الإذلال حقيقة أن نتنياهو لم يكن لديه أي شيء لهم سوى وعد فارغ بأن “الجهود تبذلالآن” لتحرير أحبائهم.

تعلق الصحيفة قائلة “لقد سمعوا تلك الوعود منذ ما يقرب من 10 أشهر وهم يعرفون الحقيقة. نتنياهوعارض اتفاق إطلاق سراح الرهائن الأول في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 وتصدى لضغوط الرئيس جو بايدن لتحقيق ذلك، وأنه أمضى الأشهر القليلة الماضية، تحت ضغط من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، لتأخير ومنع صفقة أخرى.


رؤية غائمة لغزة ما بعد الحرب لن يقبل بها أحد

وقبل الخطاب أبلغ الوفد المرافق له أنه سيقدم “رؤية” لمستقبل غزة والمنطقة. وفي النهاية، كانت تلك الرؤية تتألف من غزة “منزوعة السلاح والتطرف”. لم يكن الأمر واضحًا تمامًا كيف يخطط نتنياهو، الذي لا يستطيع حتى إقناع شركائه اليهود المتشددين بتعليم أطفالهم الرياضيات، القيام بمثلِالمهمة المزعومة وهي تعليم “جيل جديد ألا يكره اليهود”.

وضغط المسؤولون الأمريكيون مراراً على نتنياهو لتقديم خطة “اليوم التالي” لغزة. وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تسمح لحماسَ بالعودة إلى السلطة لكنها لن تقبل أيضا أن يكون للسلطةِ الفلسطينية دور في غزة.


وخلال الخطاب طرَحَ نتنياهو شعارات حول “تحالف أبراهام” بين إسرائيل وبعض الدول العربية، لكنه نسي مرةً أخرى أن يذكر ائتلافه، الذي لن يسمح له حتى بالتفوه عن عبارة “حل الدولتين” التي هي الشرط الأول لهذا التحالف.

ويتطلَّب مثلُ هذا الترتيب التطبيعَ التاريخيَّ للعلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وقالت الرياض إن مقاومة نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية وكذلك الصراع المستمر في غزة يقفان في طريق المضي قدمًا في هذا الجهد، حسبَ تقرير وكالة رويترز.


احتجاجات في الشارع وغياب لكامالا هاريس ونائب ترامب

وبالتزامن مع خطاب نتنياهو، أقيمت احتجاجات في واشنطن أعادت للأذهان الاحتجاجات على الحرب في الجامعات الأمريكية هذا العام، حيث خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع وسط إجراءات أمنية عسكرية هي الأشد منذ هجوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي.

اجتماع سرّي بأبو ظبي

وأحيط مبنى الكابيتول بسياج عالٍ، مع وجود كثيف للشرطة.

ولم تحضر كامالا هاريس نائبة الرئيس والمرشحة المرجحة للحزب الديمقراطي الخطاب رغم أنها عادة ما تفعل بحكم منصبها، ولم يحضر أيضاً السيناتور الجمهوري جي دي فانس، مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.

تقول صحيفة هاآرتس بالنسبة لنتنياهو، كان ذلك الخطاب انتصارًا. لقد كان يوماً حصل فيه على كل ما يعني أي شيء بالنسبة له. لكن الإسرائيليين لم يحصلوا على شيء.