أعلنت القناة “12” العبرية، الأربعاء، 24 يوليو/ تموز 2024 إرجاء زيارة وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة لإجراء مباحثات حول التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة “حماس” إلى الأسبوع المقبل.
وقالت القناة، نقلا عن مصادر مطلعة لم تُسمَّها، إن “زيارة الوفد التي كانت مقررة الخميس 25 يوليو/ تموز 2024 إلى الدوحة تأجلت إلى بداية الأسبوع المقبل”.
وكان الوفد الإسرائيلي قد تلقى الضوء الأخضر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، أن يغادر إلى الدوحة، الخميس قبل أن يتم إرجاء الزيارة، وفقًا للمصدر ذاته.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تُسمِّه، أن سبب تأجيل الزيارة هو انتظار نتائج اللقاء المقرر، الخميس، بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن.
وقال المصدر، بحسب القناة: “خلال اجتماعهما، سيناقش نتنياهو وبايدن الخطوط العريضة للصفقة وكيفية المضي قدمًا بها، ولذلك، سيتوجه الوفد الإسرائيلي إلى المحادثات بعد اجتماعهما”.
وأشار إلى أن “فريق التفاوض الإسرائيلي يواصل المحادثات بشكل مستمر مع الوسطاء”.
ومساء الثلاثاء، أعلن مكتب نتنياهو، أن لقاء الأخير بالرئيس الأمريكي سيُعقد الخميس في البيت الأبيض.
وحسب جدول الأعمال الأصلي، كان من المفترض أن يلتقي نتنياهو مع بايدن الاثنين، ولكن عندما تم تشخيص إصابة الرئيس الأمريكي بكورونا، تم تأجيل اللقاء إلى الثلاثاء قبل أن يتقرر أخيرا تأجيله إلى الخميس.
والأربعاء، أعلن البيت الأبيض أن نتيجة اختبار الرئيس بايدن (81 عاما) إيجابية لكوفيد- 19 وأنه يعاني من أعراض خفيفة.
ويرافق نتنياهو في رحلته المباشرة من تل أبيب إلى واشنطن عدد من أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وتعليقاً على تأجيل مغادرة وفد التفاوض الإسرائيلي إلى قطر، قالت عيناف تسينغوكر، والدة الأسير الإسرائيلي “ماتان” المحتجز في قطاع غزة، إنه “بدلاً من أن يعلن نتنياهو في الكونغرس قبوله بالصفقة المطروحة على الطاولة، فإنه يمنع تنفيذ الصفقة لأسباب شخصية”.
وأضافت تسينغوكر لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “حتى لو سمعنا عن المزيد من المختطفين الذين ماتوا في الأنفاق، فإن (نتنياهو) سيواصل حملة العلاقات العامة الخاصة به في الولايات المتحدة وسيواصل المماطلة”.
ومضت قائلة: “اليوم، بعد تسعة أشهر من الفشل، فإن حياة ائتلافه أهم من حياة ماتان والمختطفين الآخرين الذين تخلى عنهم”.
وبداية يونيو/ حزيران، طرح بايدن بنود الصفقة التي عرضتها عليه إسرائيل “لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين”، وقبلتها حماس وقتها، حسب إعلام عبري.
لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة اعتبرها وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الموساد ديفيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى صفقة.
وتضمنت هذه الشروط منع عودة “المسلحين” الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور “نتساريم” (أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه)”، وبقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر) الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو/ أيار الماضي.
وعلى مدى أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادلاً للأسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب إسرائيل على غزة عن نحو 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)**، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.