قال رؤساء سابقون لأركان الجيش وجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” إن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، يشكل “تهديداً وجودياً” للدولة.
جاء ذلك في رسالة وُجِّهَت، مساء الثلاثاء، 23 يوليو/ تموز 2024 إلى قادة مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين قبل إلقاء نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس، مساء الأربعاء، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
ووقع الرسالة 18 شخصية، بينها الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس، والرئيس الأسبق للموساد تامير باردو، ورئيس أركان الجيش ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، والمدير العام الأسبق لوزارة الدفاع إيلان بيران، والنائب الأسبق لرئيس أركان الجيش ماتان فلنائي، والرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي عوزي أراد.
كما وقع على الرسالة البروفيسور آرون سيشانوفر، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2004.
وجاء في نص الرسالة المتداولة على شبكات تواصل اجتماعي إسرائيلية: “باعتبارنا مجموعة من القادة الذين خدموا دولة إسرائيل لعقود من الزمن في مؤسسات الدفاع والصناعة والقطاعات الأكاديمية والقانونية والخدمة العامة، نكتب إليكم بقلق بالغ بشأن زيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى الولايات المتحدة والأضرار التي تخلِّفها لأهدافنا المشتركة”.
وقالوا: “تُعطي هذه الزيارة الأولوية لبقائه (نتنياهو) السياسي الشخصي على حساب مصالحنا المشتركة. لقد فقد نتنياهو دعم الشعب الإسرائيلي ويحاول دعم ائتلافه الداخلي من خلال استعراض القوة في الولايات المتحدة”.
وأضافوا: “سيستضيف الكونغرس زعيماً بدون تفويض، ويواجه المحاكمة على جرائم كبرى. لدى نتنياهو تضارب قانوني غير مسبوق في المصالح مع دولة إسرائيل، ويواجه محاكمة جنائية بتهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، ويخضع لتحقيق رسمي”.
وأوضح المسؤولون الإسرائيليون السابقون أن نتنياهو “لا يزال غير راغب في وضع تصور لخطة ما بعد الحرب، ويستمر في زعزعة استقرار الأمن القومي لإسرائيل والولايات المتحدة”.
وقالوا إن نتنياهو “يتحمل مسؤولية الحرب (على غزة) بسبب فشله في تقييم المخاطر على حدود غزة، من خلال نقل القوات اللازمة لدعم مطالب شركائه السياسيين المتطرفين”.
وأشاروا إلى أنه “لا يمكننا المبالغة في هذا، فرئيس الوزراء نتنياهو يشكل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل”.
وقالوا: “ليس لديه أهداف استراتيجية واضحة للحرب في غزة، ولا خطة لليوم التالي، ولا استراتيجية لكيفية التعامل مع التهديد الوجودي الذي تمثله إيران”.
وأضافوا: “لعقود من الزمن، ظل (نتنياهو) يحرض الإسرائيليين ضد بعضهم البعض، مما ألحق الضرر بنسيجنا الاجتماعي الوطني، وألحق ضرراً كبيراً بقدراتنا الدفاعية، وتسبب في تآكل اقتصادنا وتدمير مكانتنا الدولية”.
وتابعوا: “نتنياهو يضر بشدة بمصالح الأمن القومي الأمريكي من خلال نهجه في هذه الحرب، مما يؤثر سلباً على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وخارجه، ويعرِّض إسرائيل للخطر بشكل أكبر”.
ومن المتوقع تنظيم مظاهرات في واشنطن ضد نتنياهو الذي من المقرر أن يُلقي كلمة أمام الجلسة المشتركة للكونغرس مساء الأربعاء.
والاثنين، وصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يلتقي غداً الخميس الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولاحقاً نائبته كامالا هاريس.
ويلتقي نتنياهو، الجمعة، في ولاية فلوريدا المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، ثم يعود إلى إسرائيل مساء السبت المقبل.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرباً مدمرة على قطاع غزة، وتُصَعد اعتداءاتها على الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأسفرت الحرب على غزة عن أكثر من 129 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل الحرب في تحدٍ لطلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و “جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
كما تتجاهل قراري مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.