في ظاهرة فلكية ساحرة، أنار قمر الرعد سماء عدة دول متواجدة على خط الطول العرضي، من بينها تركيا، واليونان، ومصر، والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد كانت بداية هذه الظاهرة يوم الأحد 21 يوليو 2024، والتي أثارت اهتمام العديد من محبي الفلك، والمصورين، وحتى الأشخاص العاديين، الذين استطاعوا رؤية القمر واضحًا في السماء.
وقد كان القمر واضحًا بشكل كبير يوم 22 من نفس الشهر، بعد غروب الشمس، بعد أن اكتمل وتحول لونه إلى اللون الأحمر، أو البرتقالي الغامق، حسب مكان الرؤية.
ما أصل ظاهرة قمر الرعد الفلكية؟
بدأت ظاهرة إكتمال القمر، التي تسمى قمر الرعد، ابتداءً من يوم الجمعة، وكانت نهايتها يوم الاثنين، إذ أنه ظهر على شكل قمر، واستمر في الاكتمال لمدة ثلاثة أيام.
وتعود قصة اختيار هذا الاسم للقمر، حسب مجلة “ماين” التي كانت تشارك أسماء القمر الكامل الهندية، في ثلاثينيات القرن العشرين، وأصبحت هذه الأسماء الآن معروفة ومستخدمة على نطاق واسع.
وفقًا لهذا التقويم، فإن اكتمال القمر في شهر يوليو أطلقت عليه قبائل ألغونكوين في ما يعرف الآن بشمال شرق الولايات المتحدة اسم باك مون، وذلك لأنه عادة ما تقوم غزلان الباك بتخراج قرونها الجديدة، مع بداية الصيف، كما أطلقوا عليه أيضًا اسم “قمر الرعد” بسبب العواصف الرعدية المتكررة في أوائل الصيف.
فيما أطلق الأوروبيون على هذا القمر اسم “قمر القش” نسبة إلى صناعة القش في أوائل الصيف، وأحيانًا “قمر الميذ”، نسبة إلى مشروب الميذ الذي يتم تحضيره عن طريق تخمير العسل الممزوج بالماء، وفي بعض الأحيان يتم إضافة الفواكه أو البهارات أو الحبوب أو نبات الجنجل.
وبالنسبة للهندوس والبوذيين والجاينيين، هذا هو غورو بدر (جورو بورنيما)، الذي يتم الاحتفال به بشكل سنوي، من أجل تصفية العقل.
في العديد من التقاويم القمرية والتقويمات التقليدية، يظهر البدر في منتصف الأشهر القمرية أو بالقرب منها.
فيما يأتي هذا البدر بالقرب من منتصف الشهر السادس من سنة التنين الصينية، أو شهر يوليــو في التقويم الميلادي، ومحرم في التقويم الإسلامي، ومحرم هو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي يحرم فيها القتال.
كيف حدثت هذه الظاهرة الفلكية؟
مع استمرار الصيف، تستمر فترات شروق الشمس اليومية في التقلص من أطول فترة لها في الانقلاب الصيفي في 20 يونيو 2024. وفي يوم الأحد 21 يوليو، والذي كان يوم اكتمال القمر، بدأ شفق الصباح عند الساعة 4:52 صباحًا بالتوقيت العالمي.
فيما وصلت الشمس إلى أقصى ارتفاع لها وهو 71.4 درجة وقت الظهيرة الساعة 1:15، فيما كان الغروب الساعة 8:28 مساءً، وينتهي شفق المساء عند الساعة 9:37 مساءً.
وقد وصلت ستة زخات شهب إلى ذروتها خلال هذه الدورة القمرية، بما في ذلك واحدة من أفضل زخات الشهب لهذا العام في نصف الكرة الجنوبي وواحدة من أفضل زخات الشهب لهذا العام في نصف الكرة الشمالي.
تفاصيل اكتمال هذه الظاهرة الفلكية
وفي 31 يوليو 2024، من المتوقع أن يصل الدش النيزكي الدلويات الجنوبي، إلى ذروته عند 25 نيزكًا في الساعة في حال كانت الظروف الجوية ظروف مثالية.
ويعد هذا الدش أحد أكثر المصادر السنوية نشاطًا في نصف الكرة الجنوبي، لكن مشاهدته من خطوط العرض الشمالية سيكون أمرًا صعبًا.
وكما أفادت المنظمة الدولية للشهب، فإن هذا الدش له ذروة واسعة، إذ في السنوات الماضية أبلغ مراقبون من أستراليا (في عام 1977) وكريت (في عام 2003) عن انفجارات بلغت 40 نيزكًا في الساعة قبل عدة أيام من الذروة المتوقعة.
وفي صباح الذروة المتوقعة نهاية هذا الشهر، من المرجح أن يكون أفضل وقت للنظر إلى هذه الظاهرة الفلكية، هو بعد منتصف الليل حتى حوالي الساعة 2 صباحًا.
إذ سوف يرتفع الإشعاع في الأفق الشرقي الجنوبي الشرقي يوم 30 يوليو في حوالي الساعة 10:15 مساءً، حسب ما أشارت له وكالة الفضاء “ناسا”.
ونظرًا لأن نصف الشهب مخفية في الأفق عند الارتفاع المشع، فإن الانتظار حتى يصبح الإشعاع أعلى في السماء من شأنه أن يجعل المزيد من الشهب مرئية.
لكن شروق القمر سيكون عند الساعة 1:58 صباحًا، أي عندما يكون الإشعاع حوالي 30 درجة فوق الأفق الجنوبي الجنوبي الشرقي.
أما بعد طلوع القمر، سوف يتداخل ضوء القمر مع رؤية هذه الشهب، مما يجعل فرصة رؤية هذه الشهب قصيرة إلى حد ما.
والجسم الأصلي لهذا الدش النيزكي غير مؤكد، ولكنه ناتج عن الغبار الذي يدخل الغلاف الجوي بسرعة 41 كيلومترًا في الثانية، وهي سرعة كبيرة بحيث يتم ضغط الهواء وتسخينه حتى يتوهج باللون الأبيض الساخن.
كما أنه من المتوقع أن تصل زخة شهب البرشاويات إلى ذروتها يوم الاثنين 12 أغسطس 2024، بين الساعة 9 صباحًا وظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تنتج حوالي 100 نيزكًا مرئيًا في الساعة، مما يجعلها واحدة من أفضل ثلاث زخات شهب لهذا العام في نصف الكرة الشمالي.