الأخبار

الاحتلال يقصف “بركساً” يؤوي نازحين.. ومستشفى الأقصى يحذر: توقف غرف العمليات بمثابة “حكم بالإعدام” لمئات الجرحى 

استشهد 6 فلسطينيين، بينهم أطفال، وأصيب آخرون، السبت، 20 يوليو/ تموز 2024 جراء قصف شنته طائرة حربية إسرائيلية على منطقة تؤوي نازحين بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما حذر مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح من خطورة شح الوقود والمستلزمات الطبية، وما يشكله من تهديد لحياة العديد من المصابين جراء الحرب.

وقال جهاز الدفاع المدني في غزة عبر منصة “تلغرام” إن “طائرة إسرائيلية استهدفت بركس (مخزناً غير مسقوف بالباطون) يؤوي نازحين ببلدة بني سهيلا شرق خان يونس”.

فيما أفاد مصدر طبي، بأن “مستشفى ناصر (جنوب) استقبل 6 شهداء، بينهم أطفال، وعددًا (لم يحدده) من المصابين” جراء هذا الاستهداف.

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، لجأ فلسطينيون إلى مناطق مختلفة هرباً من القصف والاستهدافات الإسرائيلية، بينها مدارس ومناطق فارغة حيث أقاموا خيامًا بعد تهجيرهم قسرًا من منازلهم التي قصفها ودمرها الجيش الإسرائيلي.

يأتي ذلك فيما جدد مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، السبت، التحذير من خطورة شح الوقود والمستلزمات الطبية، وما يشكله من تهديد لحياة العديد من المصابين جراء الحرب المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول.

جاء ذلك في تصريحات لمتحدث المستشفى خليل الدقران، الذي أبرز خطورة توقف غرف العمليات الجراحية عن العمل بسبب النقص الشديد في المستلزمات الطبية والأدوية والوقود.

وقال الدقران إن توقف غرف العمليات عن العمل بمثابة “حكم بالإعدام” على مئات الجرحى والمرضى داخل المستشفى، مشيرا إلى وجود “عدد كبير من المصابين الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية”.

وأضاف: “لا نستطع إجراء العمليات بسبب عدم وجود غرف عمليات كافية لإنقاذ حياتهم، بالإضافة إلى نقص مواد التخدير والأدوات والمستلزمات الطبية اللازمة داخل الغرف”.

واعتبر أنه “إذا توقفت غرف العمليات عن العمل فسيفارق عدد كبير من المصابين الحياة”، مبيناً أن هناك أعداداً من المصابين فارقوا الحياة داخل المستشفى في الفترة الماضية بسبب الأسباب ذاتها.

ولفت الدقران إلى أنه في الوقت الحالي “يضطر المستشفى إلى استقبال المرضى والمصابين على مداخل قسم الاستقبال والطوارئ”.

وأوضح: “لا نستطيع تقديم الخدمة الصحية الكافية والضرورية للجرحى والمرضى بسبب عدم وجود أسرة، وقسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى ممتلئ تماماً بالمصابين، فيما تتجاوز أعداد المرضى والجرحى القدرة الاستيعابية للمستشفى بأربعة أضعاف”.

وفي سياق متصل، أبدى الدقران خشيته من توقف المولدات الكهربائية التي يعتمد عليها المستشفى في الوقت الحالي، في ظل انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود.

وأردف: “المستشفى يعاني من أوضاع صحية صعبة جدا في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة للشهر العاشر على التوالي، وارتفاع أعداد الإصابات والشهداء التي تصل إليه”.

وبيّن أن توقف المولد الكهربائي الذي يزود المستشفى بالطاقة يشكل “خطراً كبيراً وحقيقياً” على أقسام العناية المركزة، مؤكدا أن “شهداء الأقصى” والمستشفيات الأخرى والميدانية العاملة في قطاع غزة جميعها “تعمل بشكل جزئي في ظروف قاسية وصعبة جداً”.

وطالب الدقران المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بـ”التدخل العاجل لإمداد المستشفيات بكميات كافية من الوقود والمستلزمات الطبية، وإعادة تشغيل المستشفيات التي خرجت عن الخدمة، لتخفيف الضغط عن العاملة منها وإنقاذ حياة المرضى والجرحى”.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وبحسب إحصائية سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن القصف الإسرائيلي على القطاع أخرج 34 مستشفى و68 مركزا صحيا و162 مؤسسة صحية عن الخدمة.

وأسفرت الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على غزة عن أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.