صحة

الرطوبة والجفاف من بين المسببات.. ما علاقة ارتفاع درجات الحرارة بزيادة نوبات الصداع النصفي؟

هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث نوبات الصداع النصفي، ومن بين هذه الأسباب نجد تقلبات حالة الطقس، خصوصاً خلال فصل الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة.

والصداع النصفي يحدث بسبب سلسلة من الآليات المعقدة في الدماغ، والتي قد تتأثر بالتغيرات المناخية، هذه الأخيرة التي لا يمكن التحكم فيها، لكن عند معرفتها، يمكن تفادي المحفزات والتقليل من عدد النوبات المحتملة.

ما علاقة الصداع النصفي وتغيرات المناخ؟

وجدت مراجعة جمعت 17 دراسة تم إجراؤها في الفترة ما بين عام 2017 إلى عام 2022، أن التغيرات في الظروف الجوية، مثل درجات الحرارة وأنماط الطقس، كانت مرتبطة بنوبات الصداع النصفي الأكثر تواتراً وشدة.

فيما قد تساهم العواصف ودرجات الحرارة القصوى والتغيرات في الضغط الجوي في هذه الهجمات عن طريق تغيير مستويات السيروتونين والمواد الكيميائية الأخرى في الدماغ.

وكانت الأبحاث حول العلاقة بين الصداع النصفي والطقس مختلفة، لكن يمكن أن تؤدي تغيرات الطقس إلى ردود فعل مختلفة، لذلك يصعب على الباحثين تضييق نطاق سبب واحد لنوبات الصداع، خصوصاً أنه لا يستجيب الجميع لكل تغير في الطقس بنفس الطريقة أيضًا.


ويمكن أن تؤدي الحرارة إلى نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، بينما يصاب البعض الآخر بهذه النوبات عندما تنخفض درجة الحرارة، أما بعض الأشخاص فهم أكثر حساسية من غيرهم للتغيرات في درجة الحرارة والرطوبة.

وفي بعض الحالات، تجتمع العديد من العوامل المختلفة لتحفيز نوبة الصداع النصفي، على سبيل المثال، قد تصاب بنوبة في الأيام الرطبة، ولكن فقط إذا كنت متوترًا أو جائعًا أيضًا.

الصداع النصفي والرطوبة

قد يكون هناك رابط بين الرطوبة ودرجة الحرارة والصداع النصفي، لكنه ليس ثابتًا دائمًا.

بشكل عام، يبدو أن ارتفاع نسبة الرطوبة ودرجات الحرارة يؤدي إلى حدوث نوبات الصداع النصفي. وقد تكون التغيرات المفاجئة في الرطوبة أو درجة الحرارة سواء عالية أو منخفضة عاملاً أيضًا.

إذ وجدت دراسة أجريت عام 2017 في المجلة الدولية للأرصاد الجوية الحيوية زيادة في زيارات قسم الطوارئ لعلاج الصداع النصفي في الأيام الدافئة والرطبة، فيما وجد انخفاضًا في الأيام الباردة والجافة.

وهنا قد يكون الجفاف أحد أسباب زيادة نوبات الصداع النصفي أثناء الطقس الحار أو الجاف، وهو أحد مسببات الصداع النصفي المعروفة.

التغيرات في درجات الحرارة من بين الأسباب

قد تؤدي درجة الحرارة في حد ذاتها أيضًا إلى نوبات الصداع النصفي، على الرغم من اختلاف الدراسات المختلفة التي تشير إلى ذلك.

إذ وجدت مراجعة حديثة أنه في حين أن العديد من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي يعتقدون أن تغيرات الطقس تسبب الصداع، فإن العلاقة الفعلية ليست مفهومة تمامًا وقد تختلف بناءً على عوامل فردية.

ولم تجد بعض الدراسات المذكورة في المراجعة أي صلة مهمة بين التعرض لدرجات الحرارة الساخنة أو الباردة وأعراض الصداع النصفي.

ومع ذلك، أشارت إحدى الدراسات إلى أنه مع تقدّم الأشخاص المصابين بالصداع النصفي في السن، فإنهم يتعرضون لمزيد من نوبات الصداع النصفي في الطقس البارد.

وجدت دراسة أخرى مذكورة في المراجعة أن زيادة بنسبة %26.5 في الرطوبة النسبية ارتبطت بارتفاع احتمال الإصابة بنوبات الصداع النصفي بنسبة %28، ولكن فقط خلال الأشهر الأكثر دفئًا، أي ابتداءً من أبريل إلى سبتمبر.

ومع ذلك، وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2020 عدم وجود علاقة بين الطقس الحار أو البارد والصداع النصفي.


الظروف الجوية الجافة ونوبات الصداع النصفي

كما هو الحال مع الظروف الجوية الأخرى، هناك معلومات متضاربة فيما يتعلق بتأثيرات الظروف الجافة على الصداع النصفي.

قد يكون هذا بسبب تأثير الطقس على الأشخاص بشكل مختلف، ولكنه يشير أيضًا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

ووفقا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، فإن الهواء البارد والجاف في الشتاء قد يؤدي إلى الجفاف ويؤدي إلى نوبات الصداع النصفي.

ومن ناحية أخرى، تشير أبحاث أخرى، بما في ذلك دراسة أجريت عام 2019، إلى أن ارتفاع نسبة الرطوبة في الطقس الدافئ يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بنوبات الصداع النصفي.

الرياح وزيادة الصداع

هناك القليل من الأبحاث الحديثة حول الرياح والصداع النصفي، على الرغم من أن الرياح غالبًا ما يتم إدراجها كمسبب للصداع النصفي.

وقد درست دراسة قديمة من عام 2000 العلاقة بين الصداع النصفي ورياح شينوك، وهي رياح غربية دافئة في أجزاء من كندا.

ووجدت أنه في الأيام التي سبقت رياح شينوك والأيام التي كانت فيها رياح شينوك عالية السرعة، كانت نوبات الصداع النصفي أكثر احتمالاً لدى بعض المشاركين في الدراسة.

الضغط الجوي والصداع النصفي

الضغط الجوي هو قياس الضغط في الهواء، وارتفاعه يعني أن ضغط الهواء يتزايد، وانخفاضه يعني أن ضغط الهواء يتناقص.

إذ تُعتبر التغيرات في الضغط الجوي محفزات موثقة جيدًا لنوبات الصداع النصفي، على الرغم من أن الآلية الدقيقة لا تزال غير واضحة.

إذ فحصت مراجعة للعديد من الدراسات العلاقة بين تغيرات الضغط الجوي والصداع النصفي.

وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن الضغط الجوي المنخفض قد يزيد من حساسية الألم، ربما عن طريق التأثير على مناطق معينة في الدماغ والأعصاب المشاركة في معالجة الألم.


فيما ذكرت المراجعة أيضًا دراسة تجريبية شملت أفرادًا أصحاء تعرضوا لضغوط جوية منخفضة، إذ عانى المشاركون من الصداع الذي بدأ وتفاقم أثناء تعرضهم لضغط منخفض.

وجدت دراسة رصدية أخرى باستخدام تطبيق للهواتف الذكية أن الضغط المنخفض مرتبط بصداع أكثر تكرارًا، بما في ذلك أنواع الصداع النصفي وغيره من الصداع.

بشكل عام، قد تؤدي التغيرات المناخية، وخاصة في المناطق التي تشهد تقلبات كبيرة، إلى إثارة نوبات الصداع النصفي بشكل كبير.

وتختلف القابلية الفردية لتغيرات الضغط هذه، حيث يتأثر البعض أكثر بالضغط المنخفض والبعض الآخر بالضغط المرتفع.