استطاعت مترجمة زائفة للغة الإشارة خداع الشرطة الأمريكية وإيهامهم أنها مترجمة خبيرة تعمل معهم رسمياً.
انضمت المترجمة إلى بث مباشرة لمؤتمر صحفي للشرطة في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، وقامت بحركات عشوائية غريبة باعتبارها ترجمة بلغة الإشارة لما يقوله ضباط الشرطة.
لكن المترجمة تركت جمهور الصم في حيرة لمحاولة فهم إشاراتها، لينكشف أمرها بعد هذا البث المباشر، ويتبين أنها خدعت الشرطة مرتين وليس مرة واحدة.
مترجمة زائفة للغة الإشارة خدعت الشرطة الأمريكية
انضمت ديرلين روبرتس إلى مؤتمر مباشر لشرطة تامبا، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حيث تعلن الشرطة عن اعتقال مشتبه به في جريمة قتل جماعي.
لكن بدلاً من ترجمة كلمة بكلمة لما قاله رئيس الشرطة برايان دوغان حول اعتقال المشتبه به (هاويل دونالدسون)، قدمت حركات عشوائية للمشاهدين عبر الإنترنت والتلفاز.
قالت راشيل سيتامبرينو، وهي صماء وتدرس لغة الإشارة في جامعة جنوب فلوريدا، لصحيفة Tampa Bay Times المحلية إنها “جلست هناك وحرّكت ذراعيها وكأنها تغني Jingle Bells (أغنية عيد الميلاد الشهيرة)”، وأكدت أنها لم تفهم ما تحاول قوله بحركاتها.
وأضافت: “في معظم الأوقات، بدا كما لو كانت تقوم بالإشارة ولكنها لا تستخدم إشارات حقيقية. عندما كانت تقوم تهجئة الكلمات، لم تكن تهجئ أي شيء على الإطلاق. كانت مجرد هراء أكثر من أي شيء آخر”.
ماذا كانت تقول بلغة الإشارة؟
أما عن ما كانت تقوله حقاً بلغة الإشارة، فقد ترجمته مترجمة حقيقية تُدعى ويندي روسي لموقع UNILAD البريطاني، ويبدو أنها كانت تحاول الترجمة، لكن دون أن تقدم عبارة أو تصريح حقيقي.
فبعد حوالي ثلاث دقائق من المؤتمر، قالت: “قتل 55 مليون [غير مفهوم] من فضلك [غير مفهوم] اعتقال قتل [غير مفهوم] العمل مدرسة عمل أربعة واحد قتل [غير مفهوم] ثلاثة قديم اثنان أربعة الآن سأطلب أريد [غير مفهوم] حول مرتين في الليل”.
والدة إحدى ضحايا القاتل صماء، وحضرت المؤتمر دون أن تفهم ما يقال
قالت بيتي بوني، وهي مترجمة معتمدة للغة الإشارة: “كانت واقفة هناك تحرك يديها ذهاباً وإياباً”، مشيرةً إلى أن المترجمين لا يفعلون هذا، في تقرير نقلته شبكة ABC Action News الأمريكية.
إذ كانت والدة مونيكا هوفا، وهي إحدى ضحايا القاتل، حاضرة في المؤتمر الصحفي معتمدة على تلك المترجمة لأنها سيدة صماء.
فيما قالت بوني: “والدة أحد ضحايا القاتل المتسلسل كانت صماء، وكانت واقفة بينما تقوم المترجمة بهذه الإشارات غير المفهومة”.
الشرطة لم تطلب مترجماً من الأساس!
لزيادة الإهانة، أكدت شرطة تامبا أنهم لم يطلبوا مترجماً لمؤتمر الصحافة، ما يعني أن روبرتس حضرت من تلقاء نفسها.
ثم أعلنت الشركة عن إجراء تحقيق لمعرفة من الذي طلب من روبرتس حضور مؤتمر الصحافة، حسب موقع Yahoo الأمريكي.
بينما نقلت ABC Action News عن متحدث باسم شرطة تامبا قوله إنه “لم يقم بواجبه بشكل صحيح”، لأنه لم يستفسر عن روبرتس عندما حضرت المؤتمر كمترجمة للغة الإشارة الأمريكية.
إذ تعتمد المدينة على مترجم متعاقد مسبق الدفع، وافترضت الشرطة أنها أُرسلت من قبل المتعهد.
حتى إن الشرطة حاولت الذهاب لمنزلها للتحدث معها ومعرفة سبب تصرفها، لكن متحدث باسم شرطة تامبا قال إنه لم يفتح أحد الباب لهم.
لكن الشرطة قالت إن ما فعلته المترجمة الزائفة لا يعتبر جريمة بل هو “انتهاك أخلاقي”.
المترجمة الزائفة لديها أرشيف جنائي
قالت التقارير الصحفية إن المترجمة الزائفة كان لديها عدة اعتقالات تتعلق بالاحتيال، بما في ذلك إدانة واحدة أدت إلى سجنها في سجن الولاية.
فيما تحدثت عن تهم تشمل إدانات بالاحتيال لأكثر من 50 ألف دولار، واستخدام احتيالي للمعلومات الشخصية.
بينما قالت Daily Mail إنها حصلت على سجلات الشرطة التي تظهر أن لديها إدانات سابقة بتهمة السرقة الكبرى والسطو، وحتى أنها قضت عقوبة بالسجن خمس سنوات بتهمة الاحتيال الجنائي قبل أن يفرج عنها في عام 2016.
لكن لم تؤكد الشرطة أن روبرتس المتهمة في عمليات الاحتيال هي ذاتها التي خدعتهم كونها مترجمة معتمدة، كما لم تعلن الشرطة ما إذا كانت قضت أي وقت خلف القضبان.
إلا أنها أكدت أمر واحد، أنها استخدمت مترجماً معتمداً حقيقياً في المؤتمر صباح اليوم التالي من المؤتمر الذي أثار الجدل في أمريكا وخارجها.