الأخبار

محور نتساريم هدفهم الأساسي.. إليك خطط المتطرفين اليهود لاستيطان غزة، وموقف جيش الاحتلال منها

في ظل خضوع نحو ربع قطاع غزة لاحتلال مباشر لقوات الجيش الإسرائيلي، تصاعد حلم المتطرفين اليهود بـ”استيطان غزة” مجدداً كما فعلوا في القطاع لعقود حتى ينسحب الاحتلال منه عام 2005 في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أريئيل شارون الذي تبين له استحالة إخضاع غزة.

وبعد نحو تسعة أشهر من الحرب الضروس، سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على %26 من قطاع غزة، وقام ببناء قواعد وتعبيد الطرق، وتظهر كثير من تصرفات جيش الاحتلال أن فكرة استيطان غزة تداعب مخيلتهم وأن اليمين الديني في إسرائيل يتقدم بالفعل نحو هدفه بـ”استيطان غزة“، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.

ويزعم الجيش الإسرائيلي أن السيطرة على هذه المناطق خطوة استراتيجية، بينما يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي نحو مواصلة الحرب.


الجيش الإسرائيلي يخطط لاحتلال طويل الأمد وهذا يفتح شهية المستوطنين.

وفي مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية، تطالب حماس إسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها إسرائيل وإنهاء الحرب. وعلى الرغم من التقارير التي تشير إلى إحراز تقدم في المفاوضات، أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل قد تجدد القتال، ولا تزال الأطراف بعيدة عن التوصل إلى اتفاق.

ويقوم جيش الاحتلال بترسيخ وجوده في المناطق المحتلة عبر ممارسات مختلفة مثل: توسيع القواعد العسكرية، وبناء البنية التحتية، وحتى تعبيد الطرق، وكل ذلك تحت نيران قصف حماس المستمر.


واستناداً إلى تحليل صور الأقمار الصناعية وغيرها من المصادر المفتوحة، تشير حسابات صحيفة هآرتس إلى أن الجيش الإسرائيلي يسيطر الآن على حوالي %26 من قطاع غزة.

ووصف ضابط كبير في جيش الدفاع الإسرائيلي، وهو يناقش المنطقة الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي الكاملة في قلب غزة، الأمر بأنه “محاولة لاحتلال طويل الأمد”.

ممارسات جيش الاحتلال هذه تفتح شهية مؤيدي إعادة بناء المستوطنات التي تم إخلاؤها في عام 2005 من غزة، فقد بدأت الظروف الملائمة لنشوء واقع جديد: الاحتلال الإسرائيلي لغزة إلى أجل غير مسمى.

جيش الاحتلال طرد السكان ثم قام بتسوية مناطقهم بالأرض

بعد تسعة أشهر من الحرب، أصبحت عملية طرد مئات الآلاف من سكان غزة إلى جنوب القطاع حالة دائمة.

واحتل الجيش الإسرائيلي مناطق استراتيجية فر منها سكان غزة، وقام بتسويتها بالأرض وحولها إلى مواقع تستخدم للسيطرة على القطاع.

وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي ببناء منطقة عازلة على طول الحدود الإسرائيلية، وهدم جميع المباني الموجودة داخلها تقريباً ومنع الفلسطينيين من الدخول. كما سيطر الجيش على طريق فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، لمنع وصول حماس إلى مصر، كما دمر العديد من المباني هناك.


وهكذا


شُطر


قطاع غزة إلى نصفين عبر محور نتساريم

كما سيطر جيش الاحتلال على منطقة تبلغ مساحتها 38 كيلومتراً مربعاً تعرف باسم ممر نتساريم، (من إجمالي مساحة القطاع البالغة 360 كلم2) ويحظر على الفلسطينيين دخولها.

وفي وسطها، بنى الجيش الإسرائيلي قواعد عسكرية ومهد طريق نتساريم الذي يشطر قطاع غزة ويستخدم للسيطرة على حركة الفلسطينيين، كما أنه بمثابة منصة انطلاق لعمليات جيش الاحتلال.

وتطالب حماس باستمرار بانسحاب إسرائيل من غزة وتفكيك مواقعها العسكرية على طريق نتساريم.

لكن جيش الاحتلال يولي أهمية كبيرة للتحكم في مواقع السيطرة هذه، وخاصة ممر نتساريم، الذي يحصر آلاف النازحين الفلسطينيين في جنوب غزة. وفي إسرائيل يُعتبر ذلك إنجازاً.

كان ممر نتساريم مليئاً بالحياة. والآن لم يبق له أي أثر تقريباً، حسب وصف الصحيفة الإسرائيلية.

واستولى على مباني الفلسطينيين

وعلى طول الطريق، قام جيش الاحتلال ببناء أو الاستيلاء على مبانٍ لتكون بمثابة أربع قواعد على الأقل. ويزعم الجيش الإسرائيلي أن الممر له أهمية كبيرة. لقد كان أساسياً لمحاصرة شمال غزة في بداية الحرب، والسيطرة عليه الآن تمنع حماس من التحرك بحرية وإعادة تأهيل قواتها.

ويبلغ طول الطريق حوالي 6.5 كيلومتر (أربعة أميال).

وفي نهاية ما يعرف باسم ممر “نتساريم” يقع الرصيف الذي بنته الولايات المتحدة لإيصال المساعدات إلى سكان غزة الجائعين. لكن الرصيف تبين أنه مهزلة، حسب وصف الصحيفة الإسرائيلية وليس فعالاً مثل الطرق البرية.


لقد تحطم وتم تفكيكه مرتين بسبب تقلبات طقس البحر وتتراكم المساعدات في منطقة التفريغ. وفي الوقت نفسه، يقوم جيش الاحتلال بالسيطرة على المنطقة بدعوى تأمينها، بعد أن قام بتركيب البنية التحتية للكهرباء.

وهناك بالفعل كتابات على الجدران في محيط الرصيف البحري الأمريكي تقول: “بدون استيطان، لا يوجد نصر”.

أبرز مبنى استولى عليه الاحتلال هو المستشفى التركي

وقد بنى الجيش الإسرائيلي قاعدة مراقبة على الطريق الساحلي – وهو أحد الطريقين الرئيسيين اللذين فر عبرهما سكان غزة إلى الجنوب. ويقول الجيش إن حماس تحاول نقل الأشخاص والاستخبارات والأسلحة باتجاه الشمال. وتظهر صور الأقمار الصناعية أن النشاط في القاعدة قد توسع مؤخراً.

المبنى الأبرز في ممر نتساريم الذي استولى عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي هو المستشفى التركي.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لصحيفة “هآرتس” أن الجيش يستخدم المستشفى، وزعم أنه عثر على العديد من “الأعمدة والبنية التحتية التابعة لحركات المقاومة”، وهي مزاعم تشبه تلك التي قالها الاحتلال لدى اقتحامه مستشفى الشفاء وتبين أنها واهية.

كيف يعيش جنود الاحتلال في ممر نتساريم؟

وحتى بعد تسعة أشهر من الحرب، لا يزال الجيش الإسرائيلي يفرض قيوداً شديدة على دخول الصحفيين إلى غزة. ولهذا السبب أصبحت صور الأقمار الصناعية والتوثيق من قبل الجنود أنفسهم حاسمة لفهم الحرب، حسب “هاآرتس”.

وقد قامت صحيفة “هآرتس” بتحليل المصادر المفتوحة وصور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs، وفحصت مجموعة كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها الجنود، وكذلك حركة حماس.

يتم التقاط سيل مقاطع الفيديو التي ينشرها جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، والتي تكشف موقع القوات الإسرائيلية، في جميع أنحاء العالم العربي وغالباً ما تنتشر على نطاق واسع بين الملايين من مستخدمي الإنترنت، ويتم عرضها في القنوات التابعة لحماس.

وتقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من وقف هذه الخروقات الأمنية.

هكذا تم الكشف عن إقامة عيد الفصح بحضور العديد من المشاركين في المستشفى التركي، وعُقدت جلسات إحاطة هناك، وأجريت تدريبات عسكرية في الهواء الطلق.

تمت مشاركة فيديو عيد الفصح على نطاق واسع على حسابات باللغة العربية وجمع أكثر من مليون مشاهدة.

تم بناء المستشفى التركي على أنقاض مستوطنة نتساريم، التي تم إخلاؤها في عام 2005. وكانت مستوطنة نتساريم جزءاً من خطة الحكومة الإسرائيلية لتقسيم غزة وتعزيز السيطرة الإسرائيلية عن طريق المستوطنات المدنية.

مستوطنة نتساريم بدأت كموقع للاحتلال ثم انسحب منها وها هو يعود إليها وعيون المتطرفين معلقة بها

لقد بدأت مستوطنة نتساريم كموقع عسكري في ناحال وتحولت إلى ما تطلق عليه سلطات الاحتلال “مستوطنة مدنية”، وهي المستوطنة الأكثر عزلة في غزة.

منذ بداية الانتفاضة الثانية في سبتمبر/أيلول 2000، احتاجت المجموعة الصغيرة من المستوطنين في نتساريم إلى حماية عسكرية كبيرة. وتكبد المستوطنون والجيش خسائر في الأرواح.

والآن أصبحت هذه المنطقة مركز تعبئة مركزي للحركة الرامية إلى إعادة توطين غزة. على سبيل المثال، في عيد الحانوكا، أحضر جنود إسرائيليون يرتدون الزي الرسمي شمعداناً إلى مبنى مجاور للمستشفى التركي.

وهذا الشمعدان كان قد تَمَّت إزالته من سطح “كنيس نتساريم” عندما تم إخلاء المستوطنة وكان جزءاً من مجموعة متحف غوش قطيف في القدس.

وأعلن قائد عسكري خلال حفل جلب الشمعدان أن الجنود هم “أحفاد وأحفاد المكابيين” (مجموعة من المتمردين اليهود القدامى الذين أسسوا السلالة الحشمونية 167 قبل الميلاد)، وأنهم أعادوا الشمعدان إلى مكانه الصحيح.

وأقام الجنود أيضاً مراسم تركيب لفافة توراة في الموقع، ووفقًا لأميت سيغال وصحفيين يمينيين آخرين، كانت هذه اللفافة هي ذاتها التي تمت إزالتها من كنيس نتساريم أثناء فك الارتباط، وتمت إعادتها الآن، حسب قولهم.

وتمت مشاركة لقطات الشمعدان من قبل منظمة بني دافيد – إيلي التابعة للحاخامات المتطرفين.

ومؤخراً، نشر صحفيون يمينيون أيضاً صوراً للجدول اليومي في الكنيس الذي تم افتتاحه في ممر نتساريم – “الكنيس إلى الأبد في نتساريم”.

وبحسب التقارير، تعقد اجتماعات في الموقع، بما في ذلك تلك التي يقودها حاخام المدرسة الدينية في موقع إيفياتار الاستيطاني في الضفة الغربية، ديفيد أميتاي، الذي يعمل كجندي احتياطي في غزة.

ويظهر مقطع الفيديو التالي أميتاي على سطح المستشفى التركي، موضحاً أن “أرض إسرائيل يتم الحصول عليها من خلال المعاناة”.

أرسلت صحيفة “هآرتس” إلى الجيش الإسرائيلي مقاطع الفيديو الكاملة والصور الفوتوغرافية والوثائق الإضافية غير المدرجة في هذه المقالة. رداً على ذلك، قال الجيش إن هذه حالات خطيرة تتعارض مع أوامر الجيش الإسرائيلي وأخلاقياته، وأنه سيتم التحقيق فيها والتعامل معها إذا لزم الأمر.

نادراً ما يتم الإعلان رسمياً عن هذه الأنواع من الممارسات الموثقة، وبدلاً من ذلك تظهر بانتظام في منافذ مختلفة لليمين الإسرائيلي واليمين الديني، مثل مجموعات Telegram وحسابات YouTube وFacebook  وX  للمجموعات المرتبطة بالمستوطنين، أو في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الفردية للجنود  التي تشجع على ما يسمى “عودة اليهود إلى غزة”.

وبهذه الطريقة، تستغل حركة إعادة التوطين في غزة عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي لكسب الزخم لمحاولة استيطان غزة.

حماس تقتل جندياً بالمنطقة فتظهر دعوة لإقامة مستوطنة باسمه

وعلى مسافة ليست بعيدة عن المستشفى التركي، أقام جيش الاحتلال موقع سيطرة آخر على طريق صلاح الدين – وهو أحد المواقع العديدة في ممر نتساريم التي تهاجمها حماس.

ونشرت حماس مقاطع فيديو تظهر قناصة، ونيران قذائف هاون، وطائرات بدون طيار وهي تسقط قنابل، وقد أصيب جنود إسرائيليون وقتلوا في جميع أنحاء المنطقة.

بعد مقتل جندي احتياط في شهر أبريل/نيسان، قام الصحفي ينون ماجال بتغريدة نشر فيها “صورة لافتة من الورق المقوى تعلن عن إنشاء مستوطنة تسمى بريت نتساريم تخليداً لذكرى الجندي الذي سقط.


وفي نهاية طريق صلاح الدين، استولى الجيش الإسرائيلي على مدرسة تم الكشف عن موقعها في مقطع فيديو نشره مراسل إسرائيلي زائر.

وفي شهر مايو/أيار، أعلنت حماس أنها أطلقت النار على قوات الجيش الإسرائيلي في محيط القاعدة. بالإضافة إلى ذلك، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي برصف طريق نتساريم لتمكين المركبات العسكرية من التحرك بشكل أسرع. ووضع الجنود الأعلام الإسرائيلية على طول الطريق وأطلقوا عليه اسم “طريق نتساريم الأزرق والأبيض”، في إشارة إلى ألوان العلم الإسرائيلي.

نتنياهو وصف استيطان غزة بأنه هدف غير واقعي، ولكنه متمسك باحتلالها

ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هدف الحرب هو “الانتصار الكامل” على حماس و”عودة جميع الرهائن – الأموات والأحياء”. ويواصل التأكيد على أن وقف الحرب قبل تحقيق أهدافها «لن يحدث». وفيما يتعلق بإعادة توطين اليهود في غزة، قال نتنياهو إن هذه “خطوة غير واقعية”. ولم يتم تحديدها أبداً كهدف للحرب.

وتقول صحيفة “Haaretz” ولكن التمسك بغزة لأسباب استراتيجية يتزامن مع أهداف التيار اليميني المتمثل في إعادة بناء المستوطنات.

من الصعب قياس مدى الدعم داخل جيش الاحتلال للاستيطان في غزة، ولكن من الواضح أن هذه ظاهرة يمكن رؤيتها على أرض الواقع. وبعد سنوات من تعزيز التدين في الجيش، أصبحت النتائج واضحة، وكذلك تأثير الصهيونية الدينية على قوات الاحتياط.

على سبيل المثال، تم توثيق جنود، بما في ذلك ضباط، في عشرات الحالات وهم يرفعون الأعلام البرتقالية داخل غزة (اللون البرتقالي هو اللون المرتبط بالاحتجاجات ضد فك الارتباط عام 2005)، ويعرضون لافتات تعلن تجديد المستوطنات، أو يدعون بصوت عالٍ إلى إعادة استيطان غزة.

يقيمون طقوساً دينية مرتبطة بالاستيطان

وكثيراً ما تم توثيق جنود وهم يرقصون مع لفائف التوراة في غزة، وأحياناً بجانب لافتات تعلن العودة إلى غوش قطيف، وفي حالتين على الأقل تم تصويرهم وهم يرتدون قمصان غوش قطيف البرتقالية فوق زيهم العسكري.

كما قام الجنود بوضع المزوزات “تمائم رقية يهودية” في جميع أنحاء غزة. خلال عدة أجزاء من عملية وضع المزوزة، قاموا بطقوس دينية تُتلى عادة أثناء تجديد الاستيطان اليهودي في إسرائيل.

وشارك في هذه الاحتفالات ضباط كبار، ومن بينهم العقيد ليرون باتيتو، قائد لواء جفعاتي، والعقيد بيني أهارون، قائد اللواء 401 حتى وقت قريب.

وحتى لو كانت المبادرات الخاصة لهؤلاء الجنود رمزية بطبيعتها، فإنها لا تأتي من فراغ. وخارج نطاق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اجتذب مؤتمر كبير في القدس يدعو إلى إعادة استيطان غزة في كانون الثاني/يناير الماضي اهتماماً كبيراً، ولكن كانت هناك أيضا أحداث أخرى، بما في ذلك مسيرة نحو غزة بقيادة منظمة مستوطني نحالا.

وظهرت مؤخراً رئيسة بلدة نحالا، دانييلا فايس، وأحد أبرز الشخصيات في حركة الاستيطان، في اجتماع الكنيست المنشأ حديثاً للاستيطان في غزة، حيث تحدثت عن خطة لإنشاء نواة للمستوطنات، والتي اجتذبت المئات من العائلات المستعدة “للعودة” على الفور. (في إشارة إلى ما يبدو إلى أنهم من المستوطنين القدامى لغزة).

وأوضحت أن استيطان غزة يمكن أن يبدأ في قواعد الجيش. ويتجمع الطامحون للمستوطنين على طول الجانب الإسرائيلي من حدود غزة، في انتظار الفرصة للدخول.

ووفقاً لمسح أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في إبريل/نيسان، فإن 33% من اليهود الذين عرفوا بأنهم يمينيون يؤيدون إعادة التوطين في غزة. يستغل قادة الرأي العام مثل ينون ماجال كل منصة متاحة لتعزيز الاستيطان. يُظهر مقطع فيديو نشره أفراهام بلوخ، وهو صحفي في صحيفة معاريف الإسرائيلية، على موقع X، لحظة الذروة من مسيرة العلم القومي الأخيرة في يوم القدس: عشرات الآلاف من الشباب الإسرائيليين المتدينين يهللون في ساحة حائط البراق رداً على دعوات لتهويد غزة.

ويحظى مسعى الاستيطان أيضاً بدعم كبير داخل القيادة السياسية الإسرائيلية. ما لا يقل عن 12 وزيراً – أي أكثر من ثلث الحكومة – يؤيدون علناً العودة إلى غوش قطيف و”تهويد” غزة.

وأهمهم – وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وكذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير – ويزعمون أن الاستيطان اليهودي هو المفتاح لأمن إسرائيل.

وقال سموتريتش مؤخراً إن “هدف الحرب لدى الحكومة يشمل السيطرة العملياتية طويلة المدى من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي”، مضيفاً أنه ينبغي اتخاذ الاستعدادات لتجديد مستوطنة كفار داروم في غزة.

لقد ظلت المفاوضات بين إسرائيل وحماس متوقفة منذ أشهر حول نفس النقاط الرئيسية المتنازع عليها: إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي. ولا تزال الفجوة بين نتنياهو وزعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، واسعة.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية أنه بينما تتجادل الأطراف وتستعر الحرب، تحاول حركة الاستيطان تدريجياً أن تنفذ وعيدها الذي قطعته على نفسها قبل عشرين عاماً تقريباً – بالعودة إلى غزة.