صحة

 تُماطل في اتخاذ القرار وتخشى الإقدام عليه وتسعى للكمال.. إحذر قد تكون مُصاباً بالتفكير الزائد! هذه علاماته الـ10

في كثير من الأحيان، ينتابُنا الشعور بأن عقولنا تعمل كالهامستر الذي يركض بلا توقف على العجلة، وفي الحقيقة هذا شعور شائع لدى الكثيرين في الحياة الحديثة، خاصة مع تزايد مستويات الضغوطات والمسؤوليات اليومية.

والتفكير الزائد هو حالة تتميز بالقلق المفرط والمستمر في الأمور بشكل سلبي أو متكرر دون أي فائدة حقيقية. قد يؤدي التفكير الزائد إلى القلق والضغط النفسي، ويؤثر على الصحة العقلية والجسدية للشخص، لذلك من الضروري معرفة الأسباب التي تؤدي إليه للتمكّن من التعامل مع هذه الظاهرة بفعالية.

في هذا التقرير، سوف نُرشدكم إلى 10 علامات شائعة للتفكير الزائد بحسب ما ذكره لنا موقع power of positivity.


ما هو التفكير الزائد؟

يُعرّف لنا موقع verywellmind التفكير الزائد بأنه نوع من التفكير ينطوي على استحضار موضوع أو موقف معين في أذهاننا بشكل مفرط وتحليله لفترات طويلة من الزمن. عندما نُفرط في التفكير، نجد صعوبةً في جعل عقولنا تركز على أي شيء آخر، ونُصبح مستهلكين للشيء الوحيد الذي نفكّر فيه.


في حين يعتقد بعض الناس أن الإفراط في التفكير قد يكون مفيداً لأنه يتضمن النظر إلى قضية أو مشكلة من كل وجهة نظر ممكنة تقريباً وتوقع الأحداث المستقبلية، فإن العكس هو الصحيح. تشير الأبحاث إلى أن الإفراط في التفكير يرتبط بمشاعر الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).


أسباب التفكير المُفرط


التسويف:

التسويف هو عادة ينجم عنها الإفراط في التفكير بشكل متكرر. عندما يؤجل الأفراد الذين يفكرون كثيراً القيام بمهامهم، يبقون عالقين في دوامة من الأفكار، ما يثير شعوراً بالقلق والتوتر. يتخيلون كل الأمور التي قد تسوء، ما يزيد من دائرة التجنب والضغط. فكلما زاد التأخير، كلما ازداد القلق.


على سبيل المثال، إذا كان لديك مشروع كبير يتطلب انتهاءه، فإن التسويف قد يدفعك للتفكير المفرط في كل تفصيل، ما يجعل المهمّة تبدو أكثر صعوبة. للتغلب على ذلك، جرب تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة وسهلة الإدارة. حدد مواعيد نهائية لكل خطوة، ثم كافئ نفسك عند إكمال كل منها. هذا يمكن أن يساعد في تقليل الإرهاق والحفاظ على تركيزك وإنتاجيتك.


الكمالية

الكمالية هي عدو التقدم وسبب رئيسي للتفكير الزائد. عندما تسعى للكمال، تضع معايير غير واقعية لنفسك، حيث يصبح كل خطأ كارثة في نظرك، ما يؤدي إلى النقد الذاتي المتكرر والشك. يمكن أن تجعلك هذه السمة تهتم بالتفاصيل الدقيقة وتعيد التفكير في كل حدث، ما يثير التساؤل حول كيفية تنفيذ الأمور بشكل مختلف.

تخيل أنك تقضي ساعات طويلة في مراجعة تقرير لضمان خلوه من العيوب، ولكن تجد نفسك مشككاً في كل كلمة. هذا المستوى من التحليل قد يكون مضراً لنفسيتك وصحتك. للتغلب على رغبتك في الكمال، ذكّر نفسك بأنه لا يوجد شخص مثالي، وأن الأخطاء جزء طبيعي من عمليّة التعلم والنموّ. ركز على بذل قصارى جهدك بدلاً من السعي لتحقيق الكمال، وامنح نفسك الحرية في أن تكون إنساناً يتمتع بكامل حقه في أن يُخطئ ويتعلم.


قلة النوم

النوم أمر ضروري لصحة الدماغ والتوازن العاطفي. عندما لا تحصل على قدر كافٍ من النوم، تتضاءل قدرة عقلك على معالجة المعلومات وإدارة العواطف. يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة القلق والإفراط في التفكير، حيث يكافح عقلك لفهم الأمور.


على سبيل المثال، ليلة بلا نوم قد تجعلك تبقى مستيقظًاً، تُعيد تشغيل الأفكار، أو تقلق بشأن المستقبل. لتحسين نوعية نومك، حافظ على نظام نوم منتظم، وانشئ روتين مريح قبل النوم، وتجنب استخدام الشاشات قبل النوم. ضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة يمكن أن يساعد في تهدئة عقلك وتقليل الإفراط في التفكير.


الحديث السلبي مع النفس

الحديث السلبي مع النفس هو عادة ضارّة تزيد من التفكير الزائد. عندما تنتقد نفسك بشكل مستمر، تخلق بيئة عقلية مليئة بالشك والسلبية. هذا يمكن أن يؤدي إلى تضخم العيوب والإخفاقات المتصورة لديك.


على سبيل المثال، إذا ارتكبت خطأ في العمل، فقد يدفعك الحديث السلبي مع نفسك إلى التفكير فيه لعدة أيام، والشك في كفاءتك وقيمتك. لمحاربة الحديث السلبي عن النفس، امنح نفسك التعاطف الذي تشعُر به تجاه أصدقائك. عامل نفسك بلطف وتفهّم، وتحدّى الأفكار السلبية بالتفكير في مدى دقتها وإذا كان هناك دليل يدعمها.


المقارنة الاجتماعية

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، من السهل أن تقارن نفسك بالآخرين.  التركيز في أبرز الأحداث المنسقة في حياة الآخرين يمكن أن يجعلك تشعر بأنك غير سعيد في حياتك ويؤدي بك إلى التفكير الزائد في نجاحاتهم وأوجه قصورك.

قد تجد نفسك تتساءل لماذا لست ناجحاً مثل الأشخاص الذين تشاهدههم عبر الإنترنت. تذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي غالباً ما تعرض فقط الجوانب الإيجابية في حياة الأشخاص.

لتقليل المقارنة الاجتماعية، ركز على رحلتك الشخصية وحدد أهدافاً تكون معنوية بالنسبة لك. أقضِ وقتاً معقولاً على وسائل التواصل الاجتماعي إذا كنت تجدها مسلية، وتذكر دائماً أن مسار كل فرد يختلف عن غيره في هذه الحياة.


تجنب القرارات

التردد قد يكون مصدراً رئيسياً للتفكير الزائد. عندما تتجنب اتخاذ القرارات، فإنك تدخل في دوامة من التفكير المستمر، حيث تزن الإيجابيات والسلبيات بدون التوصل إلى نتيجة نهائية. قد يكون ذلك مرهقاً ويمنعك من التقدم.

على سبيل المثال، إذا كنت تواجه اختياراً بين عرضي عمل، فقد تجد نفسك تفكر بشكل مكثف في كل التفاصيل، مع القلق بشأن اتخاذ القرار الصحيح. للتغلب على التردد، حدد موعداً نهائياً لاتخاذ القرار وجمع كل المعلومات الضرورية. ثق في غرائزك وتذكر أنه لا يوجد قرار مثالي. اتخاذ القرار والتعلم منه دائماً أفضل من عدم اتخاذ أي قرار.


السعي الدائم لرضا الناس

السعي للحصول على رضا  الآخرين قد يؤدي إلى التفكير الزائد في كيفية تقييمهم لك ومدى تلبية توقعاتهم. الأشخاص الذين يعانون من التفكير الزائد قد يشككون بشكل مستمر في أفعالهم وقراراتهم، ما يؤدي إلى تحليل مستمر ومكثف.

على سبيل المثال، قد تجد نفسك تعيد تذكّر المحادثات وتتساءل إذا كانت كلماتك  في محلّها أو إذا كان الأشخاص يعجبون بك. للتخلص من هذه العادة، ركّز على التحقق من ذاتك والتمسّك بقناعاتك بدلاً من البحث عن موافقة الآخرين، وكن واعياً أن آراء الآخرين لا تحدد قيمتك. كن صادقاً مع نفسك ومع قيمك، وابحث عن رأي بعض الأشخاص الموثوق بهم بدلاً من محاولة إرضاء الجميع.


الضغط الزائد على جدولك الزمني

إن وجود الكثير من الالتزامات يمكن أن يسيطر على عقلك ويؤدي إلى الإفراط في التفكير في كيفية إدارة وقتك ومسؤولياتك. عندما يكون جدولك مكتظاً، من السهل أن تشعر بالتوتر والقلق، وتفكر باستمرار في الأعمال المقبلة.

لإدارة ذلك، حدد أولويات المهام وتعلم كيف تقول “لا” عند الضرورة. قم بتفويض المسؤوليات إذا كان ذلك ممكناً وحدد وقتاً محدداً للراحة. من خلال تبسيط جدولك الزمني، يمكنك تقليل الضغط العقلي والتركيز على الأهم بالفعل.


الضغينة

التمسك بألم الماضي وأحقاده يمكن أن يدفعك إلى الإصرار على تكرار التجارب والمشاعر السلبية. قد يؤدي هذا إلى إبقاء عقلك مرتبطاً بالماضي، وإلى إعادة العيش في الأحداث والمحادثات التي سببت لك الألم.

للتخلص من الضغائن، حاول أن تغفر لنفسك ولغيرك، هذا لا يعني تبرير السلوك الضارّ، بل يعني تحرير نفسك من عبء الغضب والانزعاج. فكر في الدروس التي تعلمتها من تلك التجارب وركز على المضي قدماً. يمكن أن يجلب التسامح السلام إلى عقلك ويقلل من الرغبة المستمرة في إعادة التفكير في الأحداث السابقة.


الإفراط في متابعة وسائل الإعلام

قد تؤدي كثرة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي إلى تحميل عقلك بالمعلومات الزائدة، ما يدفعك إلى التفكير الزائد في الأحداث والقضايا التي قد لا تؤثر عليك مباشرة. يمكن أن يسبب التدفق المستمر للمعلومات القلق ويجعل من الصعب إيقاف شلّال أفكارك.

لإدارة استهلاكك لوسائل الإعلام، ضع حدوداً لمقدار الوقت الذي تخصصه للأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي. اختر مصادر موثوقة وتجنب الاطلاع على المحتوى الذي قد يزيد من القلق. ابحث عن الأشياء التي تجلب لك السعادة والاسترخاء، ولا تنسى أن تمنح عقلك فترات من الراحة من الشاشات.