الأخبار

الاحتلال يعترف للمرة الأولى بتضرر الكثير من دباباته في الحرب .. والمكتب الإعلامي في غزة : إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دوليًا

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين 15 يوليو/ تموز 2024، لأول مرة، بنقص في الدبابات التي يحتاجها، بعد تضرر العديد منها جراء استهدافها خلال حربه على غزة، وفق إعلام عبري.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في تقرير لها مساء الاثنين: “يرفض الجيش الإسرائيلي تطبيق تجربة مقاتلات في سلاح المدرعات في تشكيل المناورة التابع له بسبب عدم وجود العديد من الدبابات التي تضررت في الحرب، ونقص الذخيرة”.

جيش الاحتلال يخسر الكثير من الدبابات

أشارت الصحيفة إلى أن هذا ما اعترف به الجيش اليوم في ردّه أمام المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية بإسرائيل)، على التماس “يطالب بتدريب ضابطات بسلاح المدرعات للاندماج في القوات التي تناور خارج خطوط العدو”.

كمين محكم

وبحسب الصحيفة، فقد قرر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تأجيل تجربة دمج الضابطات في تشكيل المدرعات المناور حتى نهاية 2025، بسبب النقص الكبير في الذخيرة والدبابات التي تضررت خلال القتال الطويل.

ووفق المصدر ذاته، “هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش الإسرائيلي بأنه فقد الكثير من دباباته في حرب غزة، ويعاني من نقص في القذائف، فضلاً عن العديد من الجنود والقادة الذين أصيبوا أو قتلوا في المعارك”.

ورد المدعي العام الإسرائيلي نيابة عن الجيش على الالتماس في المحكمة العليا، بالقول: “هناك العديد من المعوقات التي ستحول دون بدء التجربة قريباً”.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن ذلك يشمل “عدم كفاءة العديد من الدبابات، أو نقص الذخيرة أو المعدل الكبير من المجنّدين لسلاح المدرعات والذي نحتاجه في الجنوب (قطاع غزة) والشمال (على الحدود مع لبنان) خارج إطار التجربة، علاوة على نقص في الكادر التدريبي”.

وأضاف: “نشأت صعوبات موضوعية نتيجة القتال في قطاع غزة وعلى جبهات أخرى، خاصة في التشكيل القتالي في الجيش الإسرائيلي”.

وأكمل: “خلال الحرب، تضررت العديد من الدبابات، وهي معطلة في هذه المرحلة ولا تستخدم للقتال أو التدريب، ومن غير المتوقع إضافة دبابات جديدة إلى سلاح المدرعات في وقت قريب”.

وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي في رده على الالتماس الذي تقدمت به مجندات وضابطات إسرائيليات: “هذا يعني أن كمية الدبابات المتوفرة في سلاح المدرعات ليست كافية سواء للمجهود الحربي أو لإجراء التجارب بشكل متزامن”.


وتابع أنه “منذ بداية الحرب، يقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء تدريبات سريعة وتعبئة عدد كبير بشكل غير عادي من القوات، بهدف استكمال الفرق المفقودة على الفور، ولا يوجد اهتمام قيادي كافٍ بالتجربة بسبب القتال الدائر على كافة الجبهات”.

أسلحة محرمة دوليًا

في سياق موازٍ قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء الاثنين، إن “أكثر من 320 شهيدًا ومصابًا وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ48 ساعة الماضية، بأجساد محروقة نتيجة استخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دوليًا”.

وأضاف المكتب، في بيان: “ارتفعت أعداد الشهداء والمصابين التي وصلت إلى المستشفيات في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية إلى 320 شهيدًا ومصابًا حيث وصلوا وأجسادهم محروقة نتيجة استخدام جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا”.

وأوضح أنه وفقًا لتقديرات طبية فإن “الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال تسببت بحروق من الدرجة الثالثة في أجساد الشهداء والمصابين”.

وتابع أن هذه الأسلحة هي “صواريخ وقنابل غالبيتها صناعة أمريكية يطلق عليها اسم الأسلحة الحرارية أو الكيماوية، وهي محرمة دوليًا وممنوعة من الاستخدام ضد البشر”.

وأشار المكتب الحكومي إلى أن هذه الأنواع من الأسلحة “تعمل على تفاعل المواد الكيميائية مع الجلد مسببة بتآكلٍ كيميائي للأنسجة في أجساد الشهداء والمصابين، فضلاً عن آلام شديدة وأضرار جسدية عميقة، مما يجعلها تتسبب بحروق قاتلة ومميتة خلال 27 ساعة أو أقل”.


ولفت المكتب الحكومي إلى أنه تم تسجيل “بعض الحالات التي استُشهدت نتيجة الإصابة بالحروق القاتلة”.

وأدان في بيانه “الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين والأطفال والنساء”، داعيًا كل دول العالم إلى “إدانة هذه الجرائم الحارقة ضد المدنيين وملاحقة الاحتلال ومحاكمته أمام المحاكم الدولية”.

وحمل المكتب “الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية القانونية والحقوقية عن إمداد الاحتلال بهذه الأنواع المتعددة من الأسلحة المحرمة دوليًا”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 127 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.