نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً حول الاستراتيجيات العسكرية التي تقاتل بها كتائب الشهيد عز الدين القسام٬ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس٬ في قطاع غزة٬ وتصد بها الاجتياحات البرية الإسرائيلية منذ 10 أشهر٬ والتي أدلت لمقتل وإصابة آلاف الجنود من ألوية الجيش الإسرائيلي المختلفة.
وتقول الصحيفة إن عناصر القسام وغيرهم من فصائل المقاومة الفلسطينية يخرجون من أنفاقهم ومنازلهم المدمرة بملابس مدنية، وأحيانا يرتدون الصنادل أو الملابس الرياضية، قبل إطلاق النار على القوات الإسرائيلية، أو تفخيخ الألغام لتفجير الدبابات٬ أو إطلاق الصواريخ على المواقع الإسرائيلية.
كما أنهم يقومون بتفخيخ المنازل المهجورة والتي يدخلها الجنود الإسرائيليون بالمتفجرات، حيث يجتذبون الجنود الإسرائيليين إلى داخل المباني المفخخة من خلال نشر علامات تشير إلى وجود مقاتلين من حماس٬ ونجحوا في تلك الكمائن مرات عديدة.
كيف تقاتل حماس في غزة؟
على مدى ثمانية أشهر من القتال البري في غزة، خاضت كتائب القسام القتال كقوة لامركزية ومخفية إلى حد كبير، على النقيض من هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على المستوطنات الإسرائيلية، والذي بدأ بمناورة واسعة النطاق منسقة اندفع فيها المئات من قوات الكوماندوز عبر المستوطنات الحدودية وقتلوا أكثر من 1200 إسرائيلي معظمهم عسكريين وأسروا عشرات آخرين.
وبدلاً من مواجهة الغزو الإسرائيلي الذي أعقب ذلك في معارك مباشرة، انسحب معظم مقاتلي حماس من قواعدهم ومواقعهم الأمامية، سعياً إلى إضعاف التفوق التكنولوجي والعددي لإسرائيل من خلال شن هجمات مفاجئة على مجموعات صغيرة من الجنود٬ كما تقول “نيويورك تايمز”.
من تحت الأرض، لم يظهر المقاتلين الأشباح التابعين للقسام إلا بشكل عابر، حيث يخرجون فجأة من شبكة لا نهاية لها من الأنفاق٬ مسلحة في كثير من الأحيان بقذائف صاروخية٬ لاصطياد الجنود الإسرائيليين ثم العودة بسرعة إلى حصنهم تحت الأرض. وفي بعض الأحيان، تجدهم يختفون بين البيوت المهجورة المدمرة.
وعلى الرغم من الحرب الشنيعة في غزة٬ فإن استراتيجية حماس وعقيدتها القتالية٬ ساعدتها على تحقيق أهدافها ضد إسرائيل حتى الآن. فبداية٬ شوهت الحرب سمعة إسرائيل في جميع من أنحاء العالم، مما دفع محكمة العدل الدولية في لاهاي إلى توجيه اتهامات لها بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
كما أدت إلى تفاقم الخلافات الطويلة الأمد في المجتمع الإسرائيلي، مما أثار الانقسام بين الإسرائيليين حول قدرة إسرائيل على أن تستعيد أسراها أو تهزم حماس وكيف تفعل ذلك. كما أعادت المسألة الفلسطينية مجدداً إلى الخطاب العالمي، مما دفع العديد من البلدان إلى الاعتراف بفلسطين كدولة.
وبنفس القدر من الأهمية بالنسبة لحماس، فإن عقيدتها الحربية سمحت لها بالبقاء والصمود والقتال على مدار أشهر طويلة٬ ولا يزال زعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار، ومعظم كبار قادته العسكريين على قيد الحياة يديرون المعارك في القطاع. وتزعم إسرائيل أنها قتلت نحو 14 ألفاً من مقاتلي حماس البالغ عددهم (بحسب تقديرات إسرائيلية) 25 ألفاً – وهو رقم غير قابل للتحقق٬ لكنه يشير إلى أن الآلاف من المقاتلين ما زالوا نشطين.
5 استراتيجيات قتالية اتبعتها حماس في غزة
تقول صحيفة “نيويورك تايمز” إنها أجرت تحليلاً لمقاطع فيديو من ساحة المعركة نشرتها حماس ومقابلات مع ثلاثة من أعضاء الحركة٬ وعشرات الجنود الإسرائيليين، الذين تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، إلى أن استراتيجية حماس القتالية تعتمد على:
1- استخدام مئات الأميال من الأنفاق، التي فاجأ حجمها القادة الإسرائيليين، للتحرك في غزة دون أن يراهم الجنود الإسرائيليون.
2- استخدام المنازل المدمرة والمهجورة للقتال وصنع الفخاخ.
3- نصب كمائن للجنود الإسرائيليين بمجموعات صغيرة من المقاتلين يرتدون ملابس مدنية.
4- ترك علامات سرية خارج المنازل، مثل ورقة حمراء معلقة على النافذة أو كتابات على الجدران، للإشارة إلى زملاء المقاتلين بوجود ألغام أو مداخل أنفاق أو مخابئ أسلحة في الداخل٬ ولخداع الجنود الإسرائيليين واستدراجهم.
5- إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، من أجل إغراق إسرائيل في معركة استنزاف٬ ستؤدي لعزلة إسرائيل دولياً.
يقول صلاح الدين العواودة، العضو المقاتل في حماس سابقاً والمقيم في إسطنبول٬ “إن الهدف هو الاختفاء، وتجنب المواجهة المباشرة، مع شن هجمات تكتيكية ضد جيش الاحتلال٬ والتركيز في أرض المعركة ينصب على الصبر”. وأضاف العواودة أنه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت كتائب القسام تعمل “كجيش له قواعد تدريب ومخزونات. ولكن خلال هذه الحرب، يتصرفون باستراتيجية خاصة من حرب العصابات”.
في بداية الحرب، أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ على إسرائيل بشكل يومي، بما في ذلك حوالي 5000 صاروخ وقذيفة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول نفسه، حيث يزعم الجيش الإسرائيلي أن هذه المنصات غالباً ما يتم استخدامها داخل أحياء مدنية٬ مع العلم أن غزة مكتظة بالسكان٬ ويوجد بها مساحات قليلة مفتوحة٬ ولا يوجد بها تضاريس جبلية أو غابات٬ فهي أرض سهلية مفتوحة.
بعد أن غزت القوات البرية الإسرائيلية القطاع في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، نصبت كتائب القسام مئات الفخاخ للجنود وخلقت حالة من الارتباك للإسرائيليين حول شكل المقاتل من خلال إلباس مقاتليها ملابس مدنية.
ويبرر المسؤولون الإسرائيليون هجماتهم على المدنيين بالقول إن “تكتيكات حماس جعلت إسرائيل تضطر إلى قصف هذا العدد الكبير من البنية التحتية المدنية، وقتل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين واعتقال العديد منهم”.
من جهته٬ رفض موسى أبو مرزوق، المسؤول الكبير في حركة حماس، هذه التبريرات الإسرائيلية٬ مشيراً إلى أن استخدام حماس لملابس مدنية هي لتشتيت الإسرائيليين. وقال أبو مرزوق “إذا كان هناك شخص يأخذ سلاحا من تحت سرير، فهل هذا مبرر لقتل 100 ألف إنسان؟ أو قصف مدرسة بأكملها وتدمير المشافي؟”.
من جهته٬ يقول العواودة إن استخدام أعضاء القسام للملابس المدنية والمنازل لإنه لا يوجد لديها بديل٬ وأضاف: “في كل تمرد وفي كل حرب، من فيتنام إلى أفغانستان، كان الناس يقاتلون من منازلهم وحاراتهم. إذا عشت في حي الزيتون، على سبيل المثال، وجاء الجيش، فسوف أقاتلهم هناك، من منزلي، أو من منزل جاري، أو من المسجد٬ سوف أقاتلهم في أي مكان أكون فيه”.
وقال العواودة إن مسلحي حماس يرتدون ملابس مدنية في محاولة مشروعة لتجنب اكتشافهم. وأضاف: “هذا أمر طبيعي بالنسبة لحركات المقاومة، وليس هناك ما هو غير عادي في ذلك”.
كيف ردت حماس على الغزو البري الإسرائيلي؟
لقد أصبح رد حماس على الغزو البري الإسرائيلي في 27 أكتوبر/تشرين الأول نموذجاً لاستراتيجيتها منذ ذلك الحين. وعندما توغلت الدبابات وكتائب المشاة الإسرائيلية في غزة٬ لم تواجه أي مقاومة خلال الأميال القليلة الأولى، وفقا لأربعة جنود كانوا من بين أوائل الذين عبروا الحدود.
يقول ليور سوهارين، وهو رقيب احتياطي إسرائيلي، إنه يتذكر أنه لم يكن هناك أحد في داخل أحد المواقع التي اشتبه الجيش في وجود مقاتلين فيه٬ وأضاف: “لقد علمنا أنهم كانوا هناك – تحت الأرض مباشرة”. وبعد انسحابهم إلى متاهة الأنفاق، ترك المقاتلون مناطق كانت مليئة بالمتفجرات والفخاخ.
حيث كانت استراتيجية كتائب القسام نصب كمين للجنود الإسرائيليين بمجرد تقدمهم في عمق الأحياء٬ بدلاً من شن هجوم مضاد فوري عليهم٬ وفقاً لمقاتل من حماس رفض الكشف عن هويته للصحيفة الأمريكية.
وتظهر عشرات مقاطع الفيديو القتالية لحماس، التي نشرتها الحركة على قنواتها على وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعات صغيرة من المقاتلين – غالبًا ما يرتدون الجينز والسراويل الرياضية والصنادل والأحذية الرياضية – يخرجون من الأنفاق لإطلاق القذائف محلية الصنع على الدبابات وناقلات الجنود الإسرائيلية القريبة؛ والاندفاع سيراً على الأقدام نحو الدبابات وزرع الألغام أسفلها٬ وإطلاق قذائف صاروخية من المباني السكنية؛ وإطلاق النار على الجنود ببنادق القنص.
وقال مقاتل من حماس إن الحركة كانت تستعد لهذه اللحظة منذ عام 2021 على الأقل، عندما بدأت المجموعة في زيادة إنتاج المتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات، استعداداً لحرب برية، وتوقفت عن صنع الكثير من الصواريخ بعيدة المدى.
كما قامت حماس بتوسيع شبكة واسعة من الأنفاق، والتي من شأنها أن تسمح للمقاتلين بالدخول والخروج دون أن يتم رؤيتهم من الجو ولكنها جعلت الأحياء المدنية أهدافاً. تم تجهيز الأنفاق بشبكة هاتفية أرضية خاصة يصعب على إسرائيل مراقبتها والتي تسمح للمقاتلين بالاتصال مع قيادتهم، وفقاً لقيادي من حماس والسيد العواودة ومسؤولين إسرائيليين.
وبحلول بداية الحرب، كان لدى حماس ما يكفي من المتفجرات في ترساناتها تحت الأرض لحملة طويلة الأمد ــ فضلاً عن ما يكفي من الخضروات المعلبة والتمر ومياه الشرب لمدة عام على الأقل.
استراتيجية الأنفاق التي يصعب على إسرائيل إيجاد حل لها
لقد اتسعت شبكة الأنفاق إلى الحد الذي جعلها تمر تحت مناطق واسعة من قطاع غزة٬ فضلاً عن الطرق الرئيسية، وعدد لا يحصى من الأبنية. وبعد تسعة أشهر، يقول كبار المسؤولين الإسرائيليين إنهم دمروا جزءاً صغيراً فقط من الشبكة، وأن وجود هذه المتاهات من الأنفاق أعاق قدرة إسرائيل على تدمير حماس.
وقال الضابط إن قوات الكوماندوز التابعة لحماس تلقت تدريبات أيضاً على البقاء في حالة تأهب وتركيز أثناء نقص الغذاء والماء. وأضاف الضابط أنه قبل الحرب كان المقاتلون يتلقون الأوامر أحياناً بقضاء أيام في تناول حفنة من التمر فقط والجلوس لعدة ساعات دون حركة.
وقال الضابط إنه مع تدمير وتهجير مساحات شاسعة من غزة في أكتوبر/تشرين الأول، بدأ مقاتلو حماس في تفخيخ مئات المنازل التي توقعوا أن تسعى القوات الإسرائيلية إلى اقتحامها. وأضاف الضابط أن الألغام كانت متصلة بأسلاك وأجهزة استشعار الحركة وأجهزة كشف الصوت التي تنفجر بمجرد الوصول إليها أو لمسها. وبعد أن تم إعداد التضاريس، نزل المقاتلون إلى الأنفاق وانتظروا وصول الإسرائيليين.
كيف تنصب حماس الفخاخ للجنود الإسرائيليين؟
يقول جنود إسرائيليون للصحيفة الأمريكية٬ إنه في أفضل الكمائن المخطط لها، نجحت فرق حماس في خداع القوات الإسرائيلية وإعطائها شعوراً زائفاً بالأمن من خلال السماح لها بالتحرك بحرية لساعات أو حتى أيام في مناطق محددة للهجوم.
ويقول مقاتلو حماس والجنود الإسرائيليون إن حماس تتعقب مواقع الإسرائيليين باستخدام كاميرات خفية وطائرات بدون طيار ومعلومات استخباراتية يوفرها مراقبون على الأرض. ويزعم الإسرائيليون أن “هؤلاء المراقبين يضمون أطفالاً يقفون على الأسطح وينقلون المعلومات إلى القادة في الأسفل” على حد تعبيرهم.
وقال 6 جنود إسرائيليين وضابط من حماس إن فرق الكمائن التابعة لحماس تظل عادة مختبئة حتى تمر قافلة إسرائيلية عبر منطقة ما لعدة دقائق، أو تتجمع القوات الإسرائيلية في مكان معين لساعات، مما يعطي الانطباع بأن حماس غادرت المنطقة. وبعد فترة من الهدوء، تخرج الفرقة المقاتلة من حماس من نفق ما٬ لمهاجمة الجنود وآلياتهم.
وبحسب الضابط في حماس، فإن مقاتلين اثنين مكلفان بتثبيت متفجرات على جانبي المركبات أو إطلاق صواريخ مضادة للدبابات عليها مثل قذيفة الياسين 105. ويحمل مقاتل ثالث كاميرا لتصوير لقطات دعائية. ويبقى مقاتل رابع عادة عند مدخل النفق، لإعداد فخ ما يمكن تفعيله بمجرد عودة الآخرين، لقتل أي إسرائيلي يحاول اللحاق بهم تحت الأرض.
ويهدف الكمين المخطط له جيداً إلى القضاء ليس فقط على القوة الإسرائيلية الأولية، بل أيضاً على المقاتلين الاحتياطيين والمسعفين الذين يأتون لإنقاذ الجرحى من الجنود، وفقًا للجنود الذين تعرضوا لمثل هذه الكمائن.
وذكر أحد أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية كيف أن مجموعة من مقاتلي حماس بدت وكأنها تمركزت على وجه التحديد حتى تضطر قوات الدعم الإسرائيلية إلى إطلاق النار على رفاقهم المصابين الإسرائيليين من أجل ضرب المهاجمين الفلسطينيين.
وفي هجوم وقع في الحادي عشر من يونيو /حزيران في رفح، قالت حماس والجيش الإسرائيلي إن مقاتلي القسام أطلقوا قذائف الهاون على قوة إغاثة إسرائيلية جاءت لإنقاذ جنود تعرضوا للهجوم في وقت سابق من ذلك اليوم. وأظهرت حماس معظم هذه الأساليب في مقطع فيديو مطول مدته ثماني دقائق نشرته على قنواتها على وسائل التواصل الاجتماعي في أوائل أبريل/نيسان.
ويظهر في الفيديو مقاتلين ينفذون كمينًا متعدد المراحل وقع في خان يونس، جنوب قطاع غزة. ويبدو في الفيديو أن مقاتلي حماس، الذين كانت وجوههم غير واضحة، يجلسون على حصائر وهم يخططون للهجوم. ويستخدمون القلم والورقة والجهاز اللوحي الرقمي لرسم خرائط مبسطة توضح بالتفصيل الأماكن التي يريدون زرع مجموعة من الألغام على جانب الطريق.
ونرى رجال حماس ـ يرتدون ملابس عادية ـ وهم يزرعون تلك المتفجرات بين أنقاض حي مدمر. ثم ينتقل الفيديو إلى الكمين المخطط له: حيث صورت كاميرات خفية مجموعة من الجنود الإسرائيليين وهم يشقون طريقهم عبر الأنقاض قبل أن يتعرضوا لإطلاق النار. ويبدو أن هذا الهجوم نجح في جذب فرقة إغاثة إسرائيلية إلى مكان الحادث، ويبدو أن وصول رجال الإنقاذ هؤلاء كان سبباً في انفجار الألغام فيهم. ويختتم الراوي القسامي حديثه قائلاً: «هذه عينة مصغرة مما يعانيه جيشهم المهزوم في مستنقع غزة».
كيف تخدع “القسام” الإسرائيليين لاستدراجهم؟
لجذب الجنود الإسرائيليين نحو الفخ، كان مسلحو القسام ينثرون في بعض الأحيان علامات مرئية على وجودهم في أحد المباني، مثل علم لحماس. وفي أحيان أخرى، قال جنديان إسرائيليان إن الجنود الإسرائيليين كانوا يستدرجون إلى داخل المبنى بقطعة من الملابس الإسرائيلية أو بطاقة هوية إسرائيلية، وهو ما يشير إلى احتمال احتجاز رهائن داخل المبنى.
وقال أحد الجنود إن حماس استخدمت الكلاب لجذب الجنود نحو مبنى مفخخ. وقال جندي آخر إنه رأى مقاتلاً من حماس ميتاً داخل مبنى سكني، فتوجه نحو الجثة. وعندما اقترب، أدرك أن الجثة كان لشخص مفخخ. وأضاف أنه عندما أطلقت فرقته النار على الجثة، انفجرت وأشعلت النيران في المبنى.
وقال بعض الجنود إنهم عثروا على أسلحة في المنازل التي فتشوها في وقت سابق من الحرب. ويشير هذا إلى أن بعض الأسلحة على الأقل تم وضعها في المنازل بعد بدء الغزو الإسرائيلي لخداع الجنود واستدراجهم لكمائن الموت.
وحتى في المناطق التي تزعم إسرائيل أنها هزمت حماس فيها، فإن القوات الإسرائيلية غالباً ما تضطر إلى العودة، بعد أسابيع أو حتى أشهر، لمواصلة المعركة ضد المقاتلين الذين نجوا من المراحل السابقة من الحرب ورمموا قوتهم. يقول أندرياس كريج، الخبير في الاستراتيجية العسكرية في كينجز كوليدج لندن، إن “حماس كانت دائماً تحاول تجنب الخسائر لأطول فترة ممكنة حتى تتمكن من قتال الإسرائيليين ليوم آخر.. ولذلك فإن هؤلاء المقاتلين بعيدين كل البعد عن الهزيمة”.