في أعقاب التصعيد الذي وقع الأحد 2 يونيو/حزيران 2024، بإطلاق حزب الله في لبنان وابلاً من الصواريخ على مستوطنة كتسرين جنوب الجولان السوري المحتل، أفادت هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية بأن النيران اشتعلت في حوالي 2500 فدان من الأراضي في الهجوم.
وبحسب التقديرات، فإن تعافي بعض المناطق المحترقة بالكامل في الحريق الكبير -خاصة في المسارات السياحية بالمنطقة- سيستغرق عدة سنوات، بحسب الصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الإثنين 3 يونيو/حزيران 2024.
بدوره، قال شارون ليفي، مدير منطقة هضبة الجولان المحتل في هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية، إن الحريق ألحق أضراراً كبيرة بمحمية غابة يهوديا الطبيعية وأيضاً بمجرى زفيتان.
وأضاف: “هذا ضرر كبير، وليس حريقاً صغيراً. حريق 10000 فدان هو حريق كبير. الطبيعة لديها القدرة على التعافي، ولكن كلما كان الحريق أكبر، كان التعافي أبطأ. ويستغرق الأمر سنوات، وتتأثر الأشجار والحيوانات. بعض الأمور تتعافى في غضون عام، وبعضها في غضون عدة سنوات، ولكن المنطقة ستتعافى في نهاية المطاف”.
اندلعت الحرائق الأحد بعد إطلاق حزب الله صواريخ باتجاه كتسرين، أكبر مدينة في مرتفعات الجولان. وعمل 15 فريق إطفاء لساعات للسيطرة على النيران باستخدام طائرات إطفاء. كما اندلعت حرائق إضافية الأحد في كريات شمونة.
وذكر الموقع أنه في ظل تصعيد القتال في القطاع الشمالي، دخل آلاف سكان المستوطنات التي لم تدوّ فيها أجهزة الإنذار لعدة أشهر في مرمى نيران حزب الله. وقد شهدت كتسرين نفسها، والتي تعد أكبر مستوطنات الجولان، عدة إنذارات خلال الحرب، ولكن لعدة أشهر كانت هادئة في معظم الأوقات، وهو ما تم تفعيله عدة مرات في الأسابيع القليلة الماضية.
وتظهر لقطات ألسنة اللهب وهي تلتهم مساحات كبيرة من الجبال المحيطة بكريات شمونة، فضلاً عن وصول النيران إلى منازل المستوطنة وهروب من تبقى في المنطقة التي أخلي جزء كبير من مستوطنيها، بسبب امتداد النيران والقصف على المكان.
الصحيفة العبرية أوضحت أن عكا ونهاريا دخلتا أيضاً في نطاق حزب الله، وتم رصد إطلاق مسيرات انتحارية وصواريخ على المنطقة، فيما أصابت طائرة مفخخة منطقة في نهاريا بعد فشل القبة الحديدية في اعتراضها.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها “تتضامن مع غزة” التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة، رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فوراً، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.