أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توجيهاته لوزير خارجيته هاكان فيدان للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بهدف بدء استعادة العلاقات مع سوريا، وذلك بعد سنوات طويلة من القطيعة بين البلدين إثر الثورة السورية والمجازر التي ارتكبها النظام بحق السوريين.
جاءت تصريحات أردوغان، الجمعة 12 يوليو/ تموز 2024 خلال مؤتمر صحفي تحدث فيه أيضاً عن علاقة حلف شمال الأطلسي بإسرائيل.
لن نوافق على التعاون مع إسرائيل
وقال أردوغان، إنه من غير الممكن أن يواصل حلف شمال الأطلسي شراكته مع الحكومة الإسرائيلية، مضيفاً أنه “وحتى يتم تحقيق سلام شامل ومستدام في فلسطين، لن توافق تركيا على أي محاولات للتعاون مع إسرائيل داخل الحلف”.
وأوضح أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسياساتها التوسعية والمتهورة لا تُعرّض فقط أمن مواطنيها للخطر بل وأمن المنطقة بأسرها.
وذكر الرئيس التركي أنه في جميع لقاءاته خلال قمة الناتو لفتُّ الانتباه إلى الفظائع المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في غزة.
وشدد على ضرورة أن يتكاتف أعضاء المجتمع الدولي من أجل حل الدولتين على أساس حدود عام 1967.
وأشار إلى أن تركيا قدمت شكوى ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي مع جنوب إفريقيا.
وفي هذا الصدد، طالب أردوغان، الدول الأخرى بتقديم شكاوى ضد إسرائيل أيضا.
وشدد أردوغان، على أنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار العالميين دون توصل إسرائيل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية.
بايدن وعد أردوغان بحل مشكلة طائرات إف-16
أما فيما يتعلق بمبيعات طائرات إف-16 إلى تركيا، قال أردوغان “تحدثت مع السيد بايدن. وقال: سأحل هذه المشكلة خلال 3 إلى 4 أسابيع”.
وأحبط مجلس الشيوخ الأمريكي في مارس آذار مسعى لوقف بيع طائرات إف-16 ومعدات تحديث طائرات لتركيا بقيمة 23 مليار دولار وهو إجراء أتاحته إدارة الرئيس جو بايدن بعد موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان إن تركيا تتوقع التضامن من الحلفاء داخل التكتل في حربها ضد الإرهاب.
وأضاف “لا يمكننا أن نقبل بالعلاقة الملتوية التي أقامها بعض حلفائنا بشكل خاص مع حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب امتداد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في سوريا”.
وتقول تركيا إن ميليشيا وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية مرتبطة بشكل وثيق بحزب العمال الكردستاني. ويصنف حلفاء تركيا في الغرب حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وهو ما لا ينطبق على وحدات حماية الشعب.
أما فيما يتعلق بسعي تركيا للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، قال: “هدفنا أن نصبح عضوا دائما في المنظمة وليس عضوا مراقبا”.
ومنظمة شنغهاي للتعاون هي منتدى أمني وسياسي واقتصادي أنشأته روسيا والصين ودول آسيا الوسطى عام 2001 ليكون مركز ثقل مقابل للتحالفات الغربية.
لا ينبغي أن يتدخل الناتو في الحرب بأوكرانيا
وحول الحرب الروسية الأوكرانية، لفت أردوغان، إلى أن اجتماع مجلس الناتو وأوكرانيا كان مفيدا في التأكيد على دعم الحلف والحلفاء لأوكرانيا.
وأكد دعم تركيا الكامل لسلامة الأراضي الأوكرانية وسيادتها.
وشدد أردوغان، على ضرورة عدم استبعاد الدبلوماسية وأن المفاوضات لا تعني الاستسلام.
وأضاف “عبرت عن وجهة نظري بوضوح بأنه لا ينبغي السماح لحلف الناتو بأن يصبح طرفا في الحرب بأوكرانيا”.
وتابع “سنواصل بكل حزم الحفاظ على الموقف المتوازن والهادئ والعادل الذي أظهرناه منذ اليوم الأول للصراعات بين جارتينا”.
ولفت أردوغان، إلى أن تركيا تواصل جهودها بشكل مكثف منذ اليوم الأول لإنهاء هذه الحرب التي شعر الجميع بآثارها المدمرة والتي تعرض الأمن المشترك للخطر.
وذكر أن الرغبة الصادقة لتركيا هي استئناف المحادثات التي بدأت في إسطنبول وتوجت بمبادرة حبوب البحر الأسود، وإعطاء الدبلوماسية الفرصة.
وأضاف: “نعتقد أنه لن يكون هناك خاسرون في السلام العادل”.